الصبر والغفران
2022/09/25
450
تمثل الأسرة أهم المؤوسسات الاجتماعية التي عرفتها البشرية على مر العصور وتعد المحطة الأولى في حياة الفرد حيث يتشرب المعايير وتعاليم المجتمع بصورة كاملة..
كما يعد الزواج الخطوة الأولى في تكوين هذه الأسرة وعلى الرغم من أهمية الزواج نجد مع ذلك بعض الأشخاص ممن يلاقون صعوبات ومشاكل داخل عش الزوجية منها التسرع في الحكم، عدم الصبر، عدم التأني في اتخاذ القرار وغياب عنصر الحلم والغفران في سير مركب الأسرة نحو بر الأمان.
ينبغي لكل شخص مقبل على الزواج العلم بأن الزواج الناجح يقوم على الصبر والتسامح والعفو بين الزوجين كذلك عدم وقوف كل طرف على أخطاء الطرف الآخر، فحين يقترن الزوج بزوجته لتصبح شريكة له ولتشاطره أدوار حياته وعلى الرغم من المساعي الكثيرة لتوضيح مفهوم الزواج يبقى الاختلاف في الآراء قائماً مما يؤدي في الغالب الى فشل تلك العلاقة، فتسود الاعتقادات الخاطئة بأن الزوجة كالأرض تولد أولاداً ليحافظ الزوج من خلالها على نسله والبعض الآخر يعتبر الزواج كصفقة تجارية لا عقد شرعي مقدس بين قلبي الرجل والمرأة..
هنا تأتي الشريعة الإسلامية لتوصف المرأة بوصف راقٍ ودقيق بأنها أمانة من عند الله عز وجل استودعها بيد الرجل زوجها وشريك حياتها، كما بينت الشريعة الإسلامية كيفية رعاية تلك الأمانة وذلك بتوثيق روابط المحبة والمودة، وقد حذر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله من خيانة الوديعة باستخدام القسوة أو العنف ضد الزوجة أو حتى الصراخ والإهانة كما يفعل الكثير من الأزواج مع زوجاتهم.
كذلك عندما تتعرض الأسرة الى مشكلة معينة لابد أن يتحلى الزوجين بالصبر والتسامح وحالة من غض الطرف عن الأخطاء فتحل الأمور بروية أكثر.. فليس هناك أسرة أو علاقة زوجية خالية من المشاكل إلا أن وجود هذه المشاكل بحد ذاته لايعد مؤشر خطير بل تعد ظاهرة طبيعية لا يجدر القلق منها.
لكن المشكلة إذا لم يحسن الزوجان التصرف مع هذه المشاكل ونجد أن ظهورها يكثر من فترة لأخرى فلابد من تواجد الصبر والتسامح وكظم الغيض لمعرفة التصرف السليم وإنهاء هذه المشاكل من جذورها.. 
لأن التسامح عبارة عن شعور مفعم بالسلام الداخلي الذي يصل بالزوجين الى التفاهم والانسجام مع بعضهما البعض الذي يعد أساس السعادة الزوجية.. وإن التسامح والعفو وكظم الغيض هذه  الأخلاقيات حث عليها الإسلام بشدة فالتسامح سجية وخلق يدفع الإنسان الى التجاوز عن أخطاء الآخرين وليس هناك فرق بين الرجل والمرأة فلكل منهما مطالب بتربية النفس وترويضها للتحلي بالأخلاق الطيبة والتعامل الإيجابي مع الآخرين وبالأخص شريك أو شريكة الحياة.
لابد أن يتفهم الشخص أن شريكته أو شريكه ليس ملك من الملائكة وأنه معرض للخطأ وقد تحصل بعض الخلافات بين الزوجين قد يكون اختلاف رأي أو اختلاف أخلاق فكل واحد منهما قد جاء من بيئة مختلفة وإذا لم يتعاملا مع المشكلة بصبر وسعة صدر وتسامح فسيترك هذا الأمر طريقاً للغضب والتجاوز فتكون نهاية الأسرة حتمية وإن استمرت تعود بنفس المشاكل لتأثر على الأبناء بصورة سلبية قد تصل الى أن يسقط الأبوين من أعين أبنائهم مع شديد الأسف والندامة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج خيرات حسان-الحلقة الثامنة- الدورة البرامجية 61. 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا