تعد الحفاوة والإكرام بين الزوجين أمر في غاية الأهمية حيث يساهم في تماسك وترابط العش الذي يجمعهما سوياً، فالحفاوة هي الاهتمام والترحيب والتكريم وإن هذه الأمور بين الزوجين تعد الأساس في ديمومة الحياة الزوجية فالزواج بناء شامخ يقوم على ثلاثة أعمدة وهي المحبة من ثم الاحترام والتعاون وفقدان أي من هذه الأعمدة الثلاثة يؤدي الى انهيار هذا البناء الشامخ لذا لابد للزوجين من تدعيم سلامة تلك الأسس لسلامة الزواج وبقائه.
إن الزواج هو التزام شرعي وفيه حقوق وواجبات متبادلة كما أنه نوع من العبادات التي تصل الإنسان بالله سبحانه  وتعالى ولابد أن يكون فيه تفاني وإيثار من قبل الطرفين فإذا فهم ووعيَّ الطرفين ذلك وعملوا بما لديهم من حقوق وما عليهم من واجبات بالتأكيد سوف يحصلون على نتائج موفقة وأولى هذه النتائج هي الإكرام ففي واقع الأمر نجد أنه نتيجة لمجموعة من الأمور وليس سبب.
الإكرام والحفاوة وإن كان جزء منهم نفسي لابد أن يكون الجزء الآخر ملموس ومرئي مثل أداء الواجبات من قبل الطرفين بحب وود دون أن ينظران للأمر كواجب ينبغي إسقاطه فقط وإنما فيه جانب من المودة والرحمة كما أن من ضروريات العلاقة الناجحة حفظ خصوصية الزوجين فيما بينهما.
إن عدم وجود الإكرام بمحبة والحفاوة بين الزوجين لا يقتصر أذاه عليهما فقط فلهذا الأمر تداعيات سلبية على حياة الأبناء وإن تأثيرها لا يمكن محوه من نفسية الأبناء الذين نشأوا على مسألة عدم الإكرام وعدم الاحترام أو التقدير وبالتالي ينعكس على أفكارهم وسلوكهم  في المجتمع، كما أن اختفاء الإكرام  يحدث بين العوائل والأرحام نوعاً من النفور والقطيعة وبهذا يعيش الأبناء بشكل بعيد عن الأقارب وبها نكون قد هيأنا لمجتمع متفكك ومهمش يفتقر الى الاحترام والتقدير.
الزواج صرح عظيم ولبنائه يحتاج من كلا الطرفين التنازل عن حب الأنا وأي مظهر من مظاهر الأنانية الذي لو أطلقنا لها العنان ستؤدي بالحياة الزوجية الى الهاوية وتفكك العش الزوجي لا سامح الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج خيرات حسان-الحلقة الثالثة- الدورة البرامجية 61.