الزوجة الهادنة
2022/09/23
263

إن الحياة الزوجية نبتة صغيرة وضعت للتو في التربة وهذه النبتة بكل تأكيد تحتاج الى من يسقيها بالعواطف النبيلة ويرعاها بأهتمام بالغ ويتعهدها بشكل مستمر حتى تنمو ويشتد عودها وهذه الأمور كلها لا يتحقق وجودها إلا بوجود الزوج الصالح.
الهدوء ومنه نشتق كلمة الهدانة والصلح أي كما نقول هدأ الصبي، وتهادن الجيشان وتصالحا.. ومن هنا تعتبر الهدانة بشكل عام من صفات الزوجة الصالحة المباركة التي تتصف بجملة من الخصال الحسنة الكريمة من المستحب أن تكون لدى المرأة ولاسيما المرأة المؤمنة الموالية لمحـمد وال محـمد.
لقد أشار الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وآله في كثير من الأحاديث والروايات الى أهمية كون الزوجة صالحة ومنها قوله صلى الله عليه واله: (من سعادة إبن آدم الزوجة الصالحة)..
كما وقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: (خير متاع الدنيا المرأة الصالحة)، فتطلعنا وتنبهنا هذه الاحاديث المباركة الواردة عن رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله على أن نرى الحياة الدنيا هي من المتاع الزائل إلا أن الزوجة الصالحة تعتبر خير متاع لهذه الدنيا لأنها تحقق السعادة في الحياة الدنيا وتعين زوجها على الحياة الآخرة.
مثال على ذلك عندما تفكر بزراعة الزهور في حديقتك فإن أول ما تفكر فيه أرض صالحة للزراعة لتضمن ازدهارها مهدية منظراً جميلاً وأريجاً فواحاً، وهكذا عندما تريد بناء أسرة فإن اختيار الزوجة الصالحة أو الزوج الصالح هو الخطوة ألاولى لتلك القاعدة الفولاذية التي تبني على أسسها أسرة رصينة، ومن هنا يتبدى لنا اهتمام الدين الإسلامي وإعطائه الأولوية لمسألة إختيار الزوجة الصالحة لأنها حتما ستصبح أماً وحاضنة للأولاد في المستقبل وسكنا للرجل وشريكة لحياته..
كما أن للصلاح بحد ذاته أثراً كبيراً في نجاح الأسرة وهو عامل لا يستهان به في سير الحياة الأسرية الى بر الأمان، فأمر الله بالصلاح والإصلاح ونهى عن الفساد وشرع الأرتباط بين الزوجين ضمن عقد مقدس عبر عنه القرآن بقوله تعالى: "وأخذنا منكم ميثاقاً غليضا" مما يدل على قوة هذا العقد وأهمية الوفاء به وأنه يتطلب صبراً على الهفوات، فجعل الله عزوجل أساس هذا العقد وأساس اختيار طرفيه قائما على منهج الله سبحانه وتعالى ألا وهو الدين لأنه المقياس الذي يتم من خلاله قبول كل من الزوجين لبعضهما الآخر فإن صلحا صلح بصلاحهما البيت والمجتمع وإن فسدا والعياذ بالله فسد البيت وفسد المجتمع أيضاً.
كذلك تشارك المرأة الرجل بالتكاليف المنوطة بالعائلة أجمع ولكي لا تمل ولا تكتظ أفكارها عليها دوماً أن تأخذ قسطاً من الراحة لكي تصفي أفكارها فلكل من الزوج والزوجة حقوق وواجبات لا يجب أن تتجاوز قدرتهما كما أن الدين قد أعفاها من بعض الأمور التي يكلف بها الرجل مراعاة لقدرتها الجسدية فأسقط عنها الجهاد وكسب النفقة على الزوج  والأولاد بالمقابل كلفها بأعمال لا يقدر الرجل على القيام بها كتربية الأولاد والقيام بشؤون الأسرة، ومع ذلك فالمرأة ميدانها واسع جدا في المجتمع في العمل أو في المنزل وبكلتا الحالتين فهي الأم المربية التي تخرج أجيالا فأجيال وبقدر صلاح الام أو فسادها يقاس حال المجتمع.. وفي النهاية إن لكل من الرجل والمرأة بصمة في الحياة كلٌ في مجال عمله، ولابد لكليهما أن يتحليا بالآداب والأخلاق الإسلامية لتحقيق الهدف المنشود.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج خيرات حسان-الحلقة الأولى- الدورة البرامجية 61. 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا