أنا خائفة
2022/09/20
691

السلام عليكم، أنا طالبة في المرحلة الإعدادية، أعاني من الأرق، الخوف ولا أستطيع أن أساعد نفسي، أرجوكم ساعدوني. 

 

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياك الله في مركز الكفيل للإرشاد الأسري

إبنتي العزيزة فيما يخص مشكلة الخوف المنتشرة بين عامة الناس وإن تنوعت أسبابها ومصادرها كالخوف من الحيوانات أو من الظلام، من الأماكن العالية، من البحر، من إنسان معين، من خوض تجربة جديدة،  الانتقال إلى بيئة جديدة، مواجهة الجمهور وغير ذلك الكثير من المخاوف إلا أنه لابد للإنسان من علاجها ومواجهتها والتغلب عليها بجملة من الأمور: 

1- الوعي والمعرفة، فلابد للإنسان أن يصل إلى قناعة تامة بأن هذه المخاوف ستدمره وتهلكه اذا بقي حبيسها مالم يبادر الى معالجتها، وكما يقال "معرفة الداء نصف الدواء".

2- تحديد المخاوف، فلابد للانسان أن يحدد مخاوفه من أي جهة تحديدا، هل يخاف من الحشرات، و من الظلام، المكان العالي، وربما يعاني من كل تلك المخاوف أو بعضها، وبعد أن يحدد جهة مخاوفه عليه أن يركز على نفس اللحظة التي يستشعر حالة الخوف فيها من خلال التذكر أو التخيل، فمثلا إذا كان عنده مشكلة (الرهاب الإجتماعي) وهو الخوف من مواجهة الجمهور فليتصور شعوره أثناء وقوفه على المنصة كيف يكون؟

3- بعد أن يتصور ذلك عليه أن يقوم بأمرين: يستخدم تقنية تسمى  (wtwtch)

بمعنى (ماهو أسوأ ماقد يحصل؟) فبعد أن يتخيل نفسه واقفا أمام الجمهور يسأل نفسه هذا السؤال، لماذا انا خائف ومتوتر؟ ماهو أسوأ ماقد يحصل؟ سيجيب :سيضحكون علي، أجيب وإن حصل ذلك فانا لم أزل على قيد الحياة.  

والأمر الثاني :أن يبدل حالة الخوف تلك إلى حالة الامتنان، فيقول :أنا ممتن للفرصة التي ساعدتني على الوقوف أمام الجمهور. 

وهذا ينطبق على كل المخاوف، كخوفنا من الحشرات أو من الظلام، نتساءل ماهو أسوء ماقد يحصل ؟ والجواب ربما هذه الحشرة تقفز علي، سأجيب وإن حدث ذلك فهي مجرد حشرة وأكون ممتنة للفرصة التي جعلتني أتغلب على مخاوفي في مواجهة الحشرات وغيرها.

4- كتابة تلك المخاوف وتدوينها يساعد كثيرا على تحريرها من سجن النفس والتخلص منها، فعندما أكتب أنا أخاف الظلام حينها سأسأل نفسي لم أخافه؟ هل سيتغير شيء إن كان هناك نور أم ظلام؟ فالأشياء هي هي لم يتغير فيها شيء سوى أن النور كاشف عنها.

5- قراءة الكتب والقصص التي تشجع على نبذ الخوف والتحلي بالثقة والقوة والإيمان ومواجهة التحديات. 

6- الدعاء والصلاة وتقوية الرابطة الإيمانية وتعزيز الثقة بالله تعالى من أهم الحلول الكفيلة بالتخلص من الخوف وقهره، فكلما زادت الثقة بالله واليقين بقدرته وسلطته وهيمنته كلما ضعف الخوف من غيره وتضاءل في النفوس، وقد ورد في الحديث الشريف (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء). 


وأوصيك يا ابنتي بترديد الأذكار والإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد، اللهم صل على محمد وآل محمد، وكل شيء سيكون بخير إن شاء الله تعالى. 

 

 

 

الباحثة المختصة

حوراء الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا