قد يكون هناك خلافات بين الزوج وزوجته بسبب تباين الأفكار ووجهات النظر في تربية الأبناء الأمر الذي يؤثر على قوام الأسرة بدون شك فالإفراط و التفريط كلاهما أمر سلبي مثل الزرع إذا تم غمره في المياه بكمية أكبر من المطلوب أو أقل من المطلوب كلا الأمر يعطيان نتيجة عكسية، فالأفراط بالخوف على الأبناء والحنان و الإهتمام الزائد أو الشدة والقسوة الزائدة وجفاف العواطف مع الطفل ينشئ لدى الطفل عقد نفسية قد لا يهتم بها أحد ولا تتم ملاحظتها إلا في وقت لاحق وربما حتى بعد فوات الأوان بعد ما ارتسمت هذه المشاكل النفسية في شخصية الطفل ، بل التربية هي ترجيح للكفتين لا إحداهما كفة العقل والمنطق السليم وكفة المشاعر والعاطفة.
لذا فإن مراعاة اختيار الأسس التربوية الصحيحة وعدم الإفراط أو التفريط واستخدام الشدة لا العنف نهائياً لا الجسديّ ولا اللفظيّ بطريقة معتدلة ينشئ أبناء إستقلاليين يعرفون كيف يعتمدون على أنفسهم في مختلف المواقف والأزمات.      
كذلك للخلافات بين الأبوين واختلاف وجهات النظر تأثير سلبي كبير على شخصية الطفل كما أنها تغرس بداخله مشاكلاً قد تستمر معه طيلة حياته وتسبب له أيضا خلافات مع الآخرين لذا فلابد أن تكون هذه الخلافات بعيدة كل البعد عن الطفل، كما أن تربية الأبناء عملية مشتركة بين الأم والأب تتطلب صبر وحكمة وحوار دائم للوصول الى تربية حسنة لا مشاكل وخلافات دائمة، ومع ذلك بكل تأكيد لا توجد أسرة خالية من المشاكل وهذا ليس عيباً إنما العيب في ترك هذه المشاكل تأكل الأسرة دون اللجوء الى حلها بحوار هادئ ورزين يعلم الأبناء خصال حسنة وطيبة.
نرى أيضا أنه من الأمور المهمة التي ينبغي على المربي الحصول عليها هي منهج قويم لتربية الأبناء وخير منهج هو القرآن الكريم بدون أدنى شك فهو النبراس في حياتنا من خلال استخلاص الحكم والدرر لترسيخ الأخلاق والمبادئ القيمة، فضلا عن أهمية هو اختيار قدوة حسنة للأبناء كون هذا الأسلوب يعد من الأساليب التربوية الأساسية لتنشئة الأبناء بصورة صحيحة وخير قدوة هو النبي محمد المصطفى (ص)  وأهل بيته الكرام ورواياتهم وأحاديثهم المروية عنهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج خمائل آمنة-الحلقة الرابعة- الدورة البرامجية 59.