مع الأشهر الثلاث العبادية!

2025/02/02

53
مع الأشهر الثلاث
العبادية!
تُعدُّ هذه الأشهر -رجب وشعبان وشهر
رمضان- من أهم محطات تزكية النفس وصقلها على الهدى والعمل الصالح،
ولهذه الأشهر وأيامها وساعاتها خصوصية؛ إذْ يستشعر الإنسان المؤمن
عبرها آثار الأعمال عليه، كما أنها فرصة تتكرر كلّ عام فاغتنامها مكسب
عظيم وتوفيق كبير، ولا يضمن الإنسان أن يلقاها العام القابل! فيفوت
خيراً كثيراً.
ولهذه الأشهر
تراتبية:
- حيث تبدأ المحطة الأولى: مع شهر رجب
الأصب؛ وفيه تُصب الرحمة صبّاً وقد جعله الله تعالى لمناسبات مهمة،
وهو شهر الاستعداد النفسي والأعمال الكثيرة، كما أنه ربيع الاستغفار
والأذكار، فيشحن الروح للانطلاق للمحطات الأخرى، وأهمية هذا الشهر أنّ
الانطلاق فيه يحدد نتائج الأعمال في المحطات الأخرى!
- ثم المحطة الثانية: مع شهر شعبان
المعظم؛ فإنّ الله تعالى عظّمه وشرّفه، فقد اختاره لولادات عظيمة!
نستلهم من تلك الذوات المقدسة تعاليمهم الغراء وذكراهم الجليلة، وكذلك
يحوي مناجاة شريفة مهمة، تربي الإنسان المؤمن على أدب الخطاب مع ربه
الجليل، وتمتد إليه بعض أعمال شهر رجب العامة.
- ثم المحطة الثالثة: مع شهر رمضان
الكريم؛ وفيه الصيام والقيام، وهو المحطة الكبرى، والتي تكون فيها
أيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات، ونوم
المؤمن فيه عبادة، وأنفاسه تسبيح، وهو ربيع كتاب الله تعالى وهو
أيامه، وتلاوته مع التفكر والتدبر فيها الفلاح وعمدة الصلاح، وفيه
ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وأعمالها المهمة، وفيه يحوز
المؤمن على الجوائز ورفعة المقام، التي تُكلل بقبول الأعمال والطاعات
وغفران الذنوب وستر العيوب.. نسأل الله تبارك وتعالى أن نكون وإياكم
من المشمولين بهذه الرحمة آمين رب العالمين.
والعمدة في أعمال هذه الشهور هو ما
ورد عن آل محمد (عليهم السلام) في الآثار الواردة عنهم، فهي مأمونة
العثار ومتواترة مسلمة الصدور، فكلُّ شيء ورد عنهم من قول، أو فعل، أو
إمضاء، هو الحجة في حقنا، ولا أحد سواهم، ولذا فإنّ طاعاتنا الواجبة
والمندوبة تؤخذ من نصوصهم الشريفة وأدعيتهم الجليلة حصراً.
✍️ الشيخ أحمد صالح آل
حيدر
__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ
(مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ،
والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ
بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد
1021.