السيدة العالمة والعاملة
في الخامس من شهر جمادى الأولى وضعت
الصّدِّيقة الكبرى السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مولودتها
المباركة زينب الكبرى (عليها السلام)، التي لم تأتِ الدنيا مثلها
امرأة في الإيمان والشرف والطهارة والعفة والجهاد.
فقد وُلدت السيدة العقيلة (عليها
السلام) في بيت الكمال الذي أذن اللهُ أن يُرفع ويُذكر فيها اسمُه..
البيت الذي أعطاه اللهُ الرفعة والمنزلة العظيمة، وترعرعت في قلب
بيت النبوة، وتلقت تعاليم الوحي، ونشأت بين خمسة من المعصومين
الأطهار (عليهم السلام)، مستمدةً منهم مكارم الأخلاق ومحامد الصفات،
إلى جانب التفاني في العبادة والقرب من الله تعالى.
وتُعد السيدة زينب (عليها السلام)
عالمة وعاملة في الامتداد الرسالي والديني والأخلاقي، وهي السفير
الحي في التاريخ، والأُنموذج الأكمل والقدوة الحسنة للمجتمع
الإسلامي، ولا سيّما لنساء المسلمين اللواتي يُردن تحقيق الحياة
السعيدة المليئة بالخير والأمان.
وتمثل شخصية السيدة الحوراء (عليها
السلام) الدرع الحصين للمؤمنات إذا ما تأملن سيرتها العطرة التي هي
امتداد لإرث جدها وأبيها وأُمِّها وأخويها (صلوات الله عليهم
أجمعين).. الإرث الذي تجسّد في شخصيّتها العظيمة وانعكس على واقعها
الاجتماعي آنذاك، حيث برزت صفاتها الحسنة بشكل لافت للنظر، كالعفاف
والحجاب والعلم والأخلاق.. وغيرها.
ومن أبرز ما اتّصفت به (عليها
السلام) (الصدق) ولُقّبت بـ(الصّدِّيقة الصغرى)، وارثةً ذلك من
أُمِّها السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي لُقِّبت
بـ(الصّدِّيقة الكبرى)، وصفة الصدق -بحدِّ ذاتها- تمثِّل رسالة
تحدٍّ للمجتمعات الإسلامية اليوم.. فيجدر بنا أن نتمسك بهذا الإرث
الزينبي الفاطمي العظيم، الذي يُعدُّ خير رفيق ومنقذ لأفراد المجتمع
إذا ما طبّقه على أرض الواقع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 994
✍️ الشيخ حسين التميمي