بين الولادة والمعجزة
لقد انعكست ولادة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) العظمى على البيئة الجاهلية التي تميزت بالتخلف والتعصب والجهل وغيرها من التقاليد العوجاء، حيث كانت ولادته المباركة بمنزلة ولادة متكاملة تتجاوز القيم الاجتماعية المكية السائدة آنذاك.
إنَّ ما يميز الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) أكثر هو وجوده الشريف بين الشعوب والقبائل عن طريق أخلاقه والألفاظ التي استخدمها، حيث غيرت أساليب الحوار البشري وأصابت بالدهشة كل شخصية كانت لها وزنها في قريش وغيرها من القبائل والطوائف.
إنَّ وجود الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) كان له تأثير عميق على المجتمعات، حيث جاء برسالة الإسلام التي تحمل قيم العدل والرحمة والتسامح، وهذه القيم تجاوزت الحدود القومية والثقافية لتصل إلى قلوب الناس من جميع أنحاء العالم.
وتبرز ولادة وحياة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) العظيمة بأنَّها أنموذج يتجاوز الزمان والمكان.. أنموذج مليء بالمعجزات والتأثير الإيجابي على البشرية بأسرها.
ويظهر الرسول (صلى الله عليه وآله) بوصفه شخصية استثنائية، حيث تميز بقدرته على تحويل الظروف السلبية إلى فرص للتغيير والتحول، فكانت ولادته وحياته محاطة بالعجائب والمعجزات التي أثبتت رسالته السماوية وقيمه الإنسانية.
بفضل أخلاقه العالية وسلوكه الحكيم، تمكن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) من النهوض بالمجتمع الذي كان يعيش فيه، وتغيير النظرة التقليدية نحو القيم والأخلاق، وبمواجهة التقاليد الجاهلية والظلم والجهل، نجح الرسول (صلى الله عليه وآله) في بناء جيل جديد متسامح ومتفتح على الآخرين.
إنَّ قصة الرسول (صلى الله عليه وآله)، بين الولادة العظيمة والمعجزات التي خطها في تاريخ البشرية، تعلِّمنا دروساً قيّمة عن قدرة الإرادة والتفاؤل على التغيير الاجتماعي إلى الأفضل، وعن أهمية بناء جسور من التفاهم والمحبة بين الناس.
بهذه الطريقة، يبقى الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) قدوة لنا جميعاً في تعاملنا مع الآخرين وبناء مجتمع يسوده السلام والتعايش السلمي مع الاحتفاظ على الثوابت، وهو أمل يسعى البشر جميعاً لتحقيقه في هذا العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 987.
حسين محسن علي
الإمعة: حين يغيب الرأي وتتلاشى المسؤولية