إنَّ هذه الظاهرة وهي الانعزال لدى بعض أبنائنا الطلبة تعد مشكلة تربوية ونفسية واجتماعية تؤرق المعلمين وتؤثر سلباً على مشاركة الطالب داخل الصف وقد بدأت هذه الظاهرة بالتفشي بين طلبة المدارس لأسباب اجتماعية تتعلق بالأهل والأسرة حين يعيش الطالب جواً أسرياً مشحوناً بالخلافات فيشعر بالتوتر والكآبة والرغبة في الابتعاد التدريجي عن وسطه لينشأ محبطا نتيجة سوء معاملة الكبار له وفقدان الحنان، كذلك تكليف الطفل أو الطالب خاصة في المراحل التعليمية المبكرة بمسؤوليات تفوق طاقته تفقده الثقة في النفس وعدم القدرة على إثبات ذاته أمام الآخرين. وقد تكون المدرسة نفسها سبباً في انتشار هذه الظاهرة بين الطلاب خاصة عندما يقوم المربي باستخدام أساليب العنف مما يودي الى دفع الطالب نحو العزوف عن المشاركة خوفاً من العقوبة والإحراج معا فيتولد لديه ما يسمى «بالخجل الاجتماعي» والذي يقوده لاتخاذ قرار الانطوائية والانعزال والابتعاد عن المشاركة الصفية ليحمي نفسه من الآخرين حيث يكون في بعض الأحيان مستوى التلميذ المنطوي واستيعابه جيدا ويحصل على درجات عالية لكنه لا يشارك داخل الفصل لشعوره بالخجل.

وأن عادة الانطواء نتائج سلبية مباشرة على مستويات التحصيل العلمي وتدني نسب النجاح وتراجع إقبال الطلبة على متابعة شؤونهم التعليمية ولعلاج هذه المشكلة أخواتي فمن المهم دراسة الشخصية الطالبية وتحديد الملامح النفسية والفكرية والعاطفية والاهتمامات المستقبلية وكل ما يصدر عن الطالب من سلوك في المواقف الحياتية العادية التي يمر بها كونها تحدد في النهاية شكل علاقته في الحياة والناس وإعطاء الطالب الانطوائي المزيد من الثقة والتقدير كي يعبر عن ذاته بلا خوف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج ومضات مدرسية-الحلقة الثانية عشرة.