كيف أحافظ على صديقتي؟
2019/12/03
1183

  أختي الفاضلة ما قيمة الصداقة  بلا أصدقاء  أوفياء وما قيمتها بلا أخوة  ومحبة في الله وما الفائدة منها بدون صديق  يعينك على الخير  ويذود عنك  الشر أليست الصداقة رمز المحبة والأخوة في الله أليست هي رمز العهد والوفاء فالصداقة جبلٌ راسخ شامخ ضد الأقاويل والإشاعات الكاذبة وسور محصن ضد هجمات من قلبٌ حقود وعينٌ حاسدة ونوراً ساطعا  ينير لك درب في الظلام فيا ترى كم منا تدركِ معنى الصداقة وتقدر قيمتها الحقيقية وتحافظ عليها  ولا تدع أحداً يخدش أو يجرح تلك الصداقة؟ هذا ما يجب أن نفكر به دائماً.

عزيزتي لكي لا تخسري صديقتك إليك بعض النصائح للتعامل معها ومنها:

ــ عدم الإلحاح نعم عزيزتي فهناك بعض الصديقات يتعاملن مع صديقاتهن كتعامل المحقق مع المذنب، إذ تلح عليها بالسؤال في كل شؤونها الخاصة حتى تجعلها تشعر بأنه لا مجال لها ولو بالقليل من الخصوصية، وأنها مجبرة على أن تكون كتاباً مفتوحاً لصديقتها، فتلح عليها بالأسئلة: أين خرجت؟ أين ذهبت؟ من أين لك هذا؟ من قال لك ذلك؟ تكثر بالأسئلة مما يجعل صديقتها تشعر وكأنها تحاصرها وعند ذاك تتمنى أن تتخلص من ذلك القيد الذي يحيط بها,ولذا مستمعتي نحذرك من الإلحاح على صديقتك كي لا تفقديها، ولكي لا تفقديها أيضا ابتعدي عن صفة  الغيرة عليها وحي الاحتفاظ بها لنفسك: نعم سيدتي فالمبالغة في الغيرة بين الصديقات خانقة، فلا بأس أن تشعري بمعزة صديقتك بشكل كبير ولكن من غير المعقول أن تحاصريها بتلك المحبة فتمنعيها من محادثة الأخريات أو تتضايقي من صداقتها لغيرك، وإلا شعرت أنك تحاولين التحكم بها والسيطرة عليها وهذه أقرب وأسهل الطرق التي تجعلك تخسرين شخصاً ما مهما كانت علاقتك به، ولا يفوتني أن أقول لك تجنبي صديقة الواسطة، فالصراحة والمواجهة يا أختي مطلوبة بين الأصدقاء، ولكن إذا ما انقلب الأمر لإرسال صديقة لصديقتك يوميا تسألها عن سبب إهمالها لك أو عدم ردها على رسائلك، أو لتصلح الأمور بينكما فستزيد غيظاً على غيظ بسبب هذه الملاحقة المملة، ولا شك أنها ستقطع علاقتها بك للتخلص من هذه الملاحقة غير المبررة، أو تبتعد عنك لإشعارها بأنك تحاولين قيادة عقلها وفكرها لما تريدين وتؤمنين به أنت، فستشعر أنها تختنق داخل حلقة تفرضين أنت بها رأيك، وستحاول جاهدة كسر هذا الطوق ومخالفة رأيك حتى من دون تفكير أو إن لم تكن تخالفك في الرأي أصلاً، ولكن كل هذا لتقول لك إنها شخصية مستقلة ولها رأيها الخاص المنفصل وغير المتأثر أو المحكوم برأيك وسرعان ما ستحاول إيجاد صداقات جديدة تجد فيها طرفاً يسمعها بدلاً من طرف يملي عليها دائما ما تفعل وما تفكر فقط، وأما المبالغة في العتاب وتوجيه اللوم الدائم لها بسبب تقصيرها معك أو مع غيرك أو سوء تصرفها في كل أمر تقدم عليه يجعلها تمل وتتحاشى مقابلتك أو حتى إخبارك بأمر قامت به حتى لا تسمع اللوم والعتاب عليه من قبلك، وبالتالي فإن عتابك الدائم لها سيجعلها تخفي عليك أحداثاً كثيرة وأموراً تدور في حياتها فتكونين كالغريبة عليها..وهذا مما يبعد المسافات بينكما، ولأجل أن لا يقع ذلك تجنبي ما قلته لك من عدم الإلحاح، وعدم المبالغة في الغيرة عليها، وعدم جعل صديقة الواسطة بينكما، وعدم التدخل بشؤونها، والإملاء عليها ، وعدم فرض رأيك عليها، نعم اتركي كل ذلك كي تحتفظي بصداقة خالصمة ومخلصة، لله فيها رضا ولك فيها صلاح معها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج الفتاة وفن التعامل-الحلقة السادسة -الدورة البرامجية 32

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا