استغلال طاقات الشباب
2019/11/25
90

 الشباب يشكلون عمادة الأمة وصلاحهم من صلاح الوطن وضياعهم خطر عليه. إن قيمة الشباب هي بما يقدمه من بذل وعطاء لمجتمعه، وهم الأساس في حفظ مقدرات الأمة، وعلى عاتقهم يحدد مقياس التقدم.

إن مرحلة الشباب هي مرحلة تكوينية واثبات الذات من هنا، فإن ضعف التوجيه والتوعية والرقابة من شأنه تغذية سلوك العنف والفوضى. إن الشباب لديهم طاقات كبيرة وبحاجة لتفريغها، لذلك يجب توفير مساحات لهم لاستغلال طاقاتهم بما هو خير لهم وللمجتمع، وإلا سوف يستمر تحول الشباب نحو السلوك الطائش والتخريبي.

يقول العالم ماركس أدرنو: إن التصرفات ليست مجرد أشياء أو مواقف موروثة بل تكونت تحت عملية تفاعل للعديد من العوامل الوراثية والبيئية والفوضى الاجتماعية.

وبحسب دراسة أجريت حول واقع الشباب العراقي، لاحظ الباحثون أن العزلة الاجتماعية التي يعيشها الشباب العراقي في عصرنا الراهن تجعله بعيداً عن أهدافه وغاياته ومسؤولياته، فالشاب لا يشعر بقيمته في الجماعة إلا أن يقوم بعدة أدوار هي بالحقيقة مفروضة عليه فرضاً كالاتصال بزملائه وأقرانه.
فالعزلة تولد الخوف والاكتئاب، فلا بد من تدعيم مكانته في الاجتماعية وتعزيزها وسد حاجته إلى تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين من خلال عملية الاتصال المستمر في حياته اليومية ممّا يفيده في اتخاذ قراراته المصيرية، ويقدم له الاعتبار المطلوب؛ لأن الانتماء للمجتمع يكسب الفرد سماته، وينمّي ويدعّم عنده عوامل التنشئة الاجتماعية.
 ومن جهة أخرى، أصبح يفكر بطريقة مغايرة لهويته الحقيقية وطموحه العلمي والمستقبلي نتيجة للظروف القهرية التي يمر بها. وفي دراسة أخرى استنتج الباحثون في علم الاجتماع أن معالجة قضايا الشباب يجب أن تنطلق من الشباب أنفسهم وتصب في مصلحتهم، وهذا ما يدعونا إلى ضرورة الإصغاء لهم والجلوس والتحاور معهم وعدم الاكتفاء بإلقاء التوجيهات والنصائح والخطب الرنانة، وضرب الأمثلة البعيدة الواقع المعاش..!
 فلسنا نعيش في عالم (يوتيوبي) مثالي يقوده الحكماء، ولسنا نملك عصا موسى لنغير العالم بحركة واحدة، ولكن علينا دراسة الواقع الشبابي وتشخيص العلل والسعي المثابر لمعالجتها بروح تتحلى بالصبر والأناة والنظام والمسؤولية.

من هنا تكمن أهمية تفعيل البناء التربوي ووضع خطط لتوظيف ابداع الشباب والتركيز على ملئ الفراغ بمشاريع تستثمر بها طاقاتهم، ومن ناحية أخرى توعية المجتمع على فن التعامل مع الشباب وتفعيل قسم للإرشاد والتوجيه في المدارس والجامعات لحل مشاكلهم ولرفع قيمة الحياة في نظرهم، وحثهم على التضحية للوصول لأفضل مستوى.

وأيضاً يقع على عاتق مؤسسات التعليم العالي اهمية تنمية التفكير السليم ورعاية الجانب الاخلاقي للطلاب، وغرس القيم والمبادئ في نفوسهم؛ لأن الشباب يعكسون واجهة بلدهم الثقافية.

ويجب أن تتكاتف مؤسسات المجتمع ووسائل الاعلام والصروح التعليمية لوضع خطط طارئة لوقف هدر طاقة الشباب على طريق الضياع وإلا على الأمة السلام .


 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: صحيفة صدى الروضتين من العتبة العباسية المقدسة/ العدد 370- سوسن بداح خيامي / لبنان

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا