مشكلة شعور كبار السن بالوحدة
2019/10/11
2670

   الزوجة والأطفال والأصدقاء المقربون ثلاث فئات من البشر يرغب معظم الناس في التنعم بها غير أنه مع التقدم في العمر يشعر المرء بخوف شديد من فقدان هؤلاء وتمر السنين بسرعة وتتعاقب مراحل الحياة وفي لحظة ما يجد الإنسان نفسه شبه وحيد وقد ذهب شبابه وذهبت صحته ويكون الأمر أكثر صعوبة حين يفارقه الأهل والأحبة فكل منهم له حياته الخاصة التي ينشغل بها تاركين إياه يصارع الوحدة والعزلة ويعاني من جفاء المجتمع ومعروف أن الإنسان قد يعاني من الحرمان الاجتماعي عندما يفقد القدرة على حرية الاتصال الاجتماعي طبقاً لحاجاته ورغباته والمسن يعد من أكثر فئات المجتمع تعرضاً للحرمان الاجتماعي نظراً لضعف موارده المالية وضعف قواه الجسدية ويزيد من حدة المشكلات الاجتماعية شعور المسن بالوحدة والعزلة عن حياة المجتمع ويبدأ هذا الشعور بحياة الحرمان من العلاقات العائلية والتي كانت تؤلف جزءاً مهما من نشاطه واهتماماته اليومية مما يضع القيود على تحركات المسنين وعلاقاتهم الشخصية بأفراد المجتمع ولا يخفى ما للوحدة من ضرر كبير على كبار السن حيث أنها تؤثر على صحة المسن وقد تؤدي الى وفاته بصورة مأساوية، وقد أكد عدد من الباحثين أن للوحدة خطراً سلبياً على العمر الافتراضي للإنسان وتؤدي الى وفاة الشخص مبكراً بنحو عشرة أعوام.

وبعد أن عرفنا أن الوحدة هي إحدى المشكلات الاجتماعية التي قد يعاني منها المسن الكريم نتساءل: ما هي العوامل التي تؤدي الى الوحدة لدى المسنين؟
هناك عوامل تلعب دوراً في معاناة كبار السن من الوحدة فكبار السن الذين يعانون من عجز جسدي سرعان ما يشعرون بالوحدة كما يشعر بها الذين ليس لديهم أصدقاء أو أسرة أو يعيشون مع شركاء يعتمدون على رعايتهم والشعور بالوحدة يزيد بصفة خاصة عند المسنين المعمرين والأرامل والمعاقين وأيضاً عند المهاجرين والمرضى الذين في المستشفيات وأن نسبة المسنين الذين يعانون من هذه الشكوى تصل الى الثلث بينما تصل الوحدة لدى 10% من المسنين الى مستوى المشكلة الحقيقية  حيث تشكل هذه الوحدة كرباً عظيماً تسهم في حدوث مشاكل الاكتئاب وغيرها يشعر بها المسنون في حياتهم الاجتماعية والأسرية وهنا أختي الكريمة نحن أمام مشكلة فما هو الحل؟ وهل نستطيع نحن كأفراد معالجتها كل حسب مكانه وطاقته؟
نعم توجد بعض الحلول وبالإمكان اتباعها على الأقل للتخفيف من هذه المشكلة التي يعاني منها أحبتنا من آبائنا وأجدادنا كبار السن وتبدأ الحلول بمساعدة المسنين الذين يعانون الوحدة بتشجيعهم على ممارسة سبل مقاومة هذا الشعور المؤلم ومنها تعدد الاهتمامات والخروج الى الناس وإقامة علاقات اجتماعية مع الاخرين كما ينبغي أن تتوفر إرشادات عدة لوقاية المسنين من الوحدة المؤلمة ومنها الاهتمام بتصميم المسكن بحيث يسمح بالتواصل مع الآخرين وذلك بأن يكون مجهزاً بأجهزة اتصال كالهاتف وغيره، أما عن طرق حماية المسن من الوحدة خارج منزله فمنها استثمار طاقاته في أنشطة المجتمعية العامة مثل فرص التعليم والحفاظ على أداء الصلوات بالمساجد والحسينيات والرحلات لزيارة المراقد الدينية والمشاركة في الأماسي القرآنية والحضور في المجالس الحسينية والندوات الفكرية كما ويمكن للمسن أيضاً التفكير في أفضل الأماكن التي يمكن أن يلتقي فيها مع أشخاص لديهم نفس اهتماماته أو المشاركة في العمال التطوعية وكتابة السير الذاتية أو شغل الوقت بإحدى الهوايات ذلك أسهل بالنسبة لبعضهم إذ أن أي شخص يعيش حياة منعزلة يرى صعوبة في لقاء أشخاص جدد عند تقدمه في العمر.

بهذه المعالجات البسيطة يمكننا أن نساهم معاً بالتخفيف من الوحدة التي يعاني منها كبار السن وتذكري كل ذلك سيصب في ميزان حسناتك وتؤجرين وتثابين على كل خطوة وحركة في هذا السبيل الطيب، وتذكري أيضاُ بأننا جميعاً سنمر في هذه المرحلة العمرية فلنزرع خيراً لنلقى خيراً.







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج وقد بلغت من الكبر عتياً - الحلقة الثالثة - الدورة البرامجية 32

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا