كيف نتعامل مع كبار السن؟
2020/03/13
676

المسنون هم آباؤنا وأمهاتنا وأننا يوماً ما سنكون مثلهم، فكبار السن عالم آخر وروح عجيبة وقصص وحكايات وأخبار يعيش بعضهم عزلة وهو مع الناس وربما تألم ثم اكتفى بهز رأسه فصبر وتسلى،  وقد نلمس فجوة كبيرة بيننا وبينهم فهل نستطيع أن نسدها والتعامل مع كبار السن له فنونه وطرقه وأساليبه، فبإمكاننا أن نثيره ونجعله يتفاعل معنا ويضحك ونتسلل إلى قلبه ويشعرنا باهتمامه وقد لا نحرك فيه ساكناً ولكن ولشديد الأسف فبعضنا لا يحسن التصرف مع المسنين وقد يرجع ذلك الى سوء فهمهم الفهم الصحيح ولكن هل جال في خاطرك كيف نتعامل مع المسنين؟

إن الدين الإسلامي قد تناول جميع تعاملات البشر مع بعض، وشرع هذه التعاملات بما يفيد البشر ويجعل الحياة سعيدة وساكنة وأن أساس الدين والهدف الأول منه هو التعامل بين البشر كما قال رسول الله(ص وآله): " الدين المعاملة" ومن هذه التعاملات التي وصى بها الدين الحنيف وأشار إليها كيفية التعامل مع كبار السن، يقول الله تبارك وتعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) وهنا كانت أول مبادئ التعامل مع كبار السن وهو الاهتمام والرعاية وذلك في قوله(ارحمهما) والاهتمام أو الرحمة أو الحب لا يكون في النواحي المادية فقط بل يتعدى الى أشياء معنوية، فأي مساعدة مادية لكبار السن لا تكون مصحوبة بابتسامة أو كلمة حانية قد يكون مردودها عكسياً ومن هنا يجب عدم إظهار التأفف والتضرر من مساعدتهم، وذلك لان هؤلاء الكبار تكون حساسيتهم مفرطة وشديدة تجاه أي مساعدة وكثيرا ما تؤدي هذه الحساسية الى عدم طلب المساعدة والظهور بمظهر عدم الاحتياج لأي مساعدة وخصوصاص من أقرب الأقارب وهم الأبناء والإخوة كما ينبغي عدم الاصطدام مع المسن في رأي معين لأن موافقته وقتياً ومن ثم العودة مرة أو مرات أخرى لمحاولة إقناعه تأتي غالباً بما نرغبه لأن المسن لا يتحمل الإلحاح عليه ومطالبته بالإسراع في أمر ما واستعجاله ويجب هنا أن نعطيه الوقت الكافي لإنجاز ما يريد عمله وينبغي أن ندرك أن المسن يستمتع بالحديث عن الماضي السحيق لأنه يتذكره أكثر من الأحداث القريبة ولأنه يشعر باستعادة بعض تجاربه وخبراته فعلينا أن لا نحرمه من ذلك بل نظهر له التفاعل والإعجاب.

فضلاً عن ذلك أخيتي أن قصور السمع والبصر لدى المسن يجعله يبتعد شيئاً فشيئاً عن أحداث الواقع وذلك يوجب علينا التحدث بصوت مسموع  ومحاولة جذب المسن للواقع بإخباره بما يدور من حوله وإخذ رأيه ومداعبته، هذا ولم ينس نبينا الكريم محمد(ص وآله)  كبار السن من الملاطفة والمزاح فها هو يقول لعجوز: " إن الجنة لا تدخلها عجوز فتولي باكية، فيقول: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول: (إنا أنشاناهن إنشاءً فجعلناهن أبكاراً).

وينبغي مدح المسنين والثناء عليهم وذكر صفات الخير فيهم ونشكرهم على جهدهم السابق وتعبهم في تربية الأولاد ونذكر إنجازاتهم الطيبة ومعروفهم الجميل ولنشعرهم بأهميتهم ومكانتهم وفضلهم فهذا يدخل على قلوبهم السرور، كما أن المناسبات الاجتماعية فرصة لكبار السن لرؤية الناس، لذا نتفاجأ بطلبهم وهم مرضى حضورهم المناسبات والعزائم مع العلم أن الناس يعذرونهم لكنهم يصرون على ذلك ويتحججون بالواجب، والحقيقة أن الشيء الأهم هو الخروج من المنزل وقطع الوحدة ورؤية الناس، وهنا لابد من إشعار المسن بان له مكانة اجتماعية بي الناس وأن نساعدهم بشؤونهم الخاصة ونتفقد ما يحتاجونه والاهتمام بنظافتهم ونظافة هندامهم فكثير من الكبار لا يأبهون لذلك، فلربما يجلسون لأيام طويلة من غير اغتسال أو استبدال لملابسهم فلابد من الاهتمام بهم من هذا الجانبرفق ولين ولنتذكر قول الله تعالى لنبيه الكريم(ص): (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، ورحلة العمر هذه والشيخوخة قدرها الله سبحانه وتعالى على الناس وهي الضعف بعد القوة والمرض بعد الصحة فلنرحمهم ولنعطف عليهم فغداً سنأخذ مكانهم وكما نحب أن نعامَل فلنعامل.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: وقد بلغت من الكبر عتياً -الحلقة الثامنة - الدورة البرامجية  32

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا