الأدوار المشتركة للأسرة والمدرسة
2019-11-25 08:55:51
245

  هناك أدوار مشتركة للبيت والمدرسة، فكل واحد منهما له دور في تنمية شخصية الطفل وتكاملها وكل منهما عليه الالتزام بالتالي:

1- يجب أن يكون هدف البيت والمدرسة تنمية شخصية الطفل:-

يأتي مفهوم البيت والأسرة دائماً مع وجود الأبناء، فالهدف من تكوين الأسرة حصول الوالدين على الأبناء، فكل أب أو أم يشعر بالحاجة إلى وجود الأبناء، وهذا الشعور يجلب له نوعاً من الطمأنينة والرضا لا يكتمل إلا إذا كانت نشاطات الأسرة والجهود المبذولة داخل البيت تحوي غاية تنشدها، وإذا سألنا أي والد أو والدة: هل أنَّ جهودكم للأسرة والأبناء تستهدف غاية معينة؟ لأجابوا بالإيجاب، وإذا سألنا عن ماهية الهدف لقالوا: «تربية الأبناء وضمان سعادتهم».
وهذا الجواب في غاية الجودة والصحة، لكنه لا يكفي إرشاد الوالدين إلى ما يلزم عليهما فعله من أجل الحصول على الهدف المطلوب، فعلينا إذن أن نتبنى هدفاً واضحاً في تربية الأبناء.

والهدف الأهم إنَّما هو نمو وتكامل شخصيتهم، والحديث عن نمو الشخصية وتكاملها يعني أنَّ الطفل من أول ولادته له مواهب خاصة به هي التي ترشد الوالدين والمربين لبذل جهدهم لتعليم الأبناء وتربيتهم، فالإنسان في طفولته يملك مواهب فكرية ونفسية وعاطفية وجسمية ألهمه إياه الباري سبحانه وتعالى، ووظيفة المربي هي تنمية هذه المواهب.

فعلى المربي أولاً أن يكشف الصفات والقدرات التي يملكها ابنه أو تلميذه باعتباره أحد أفراد النوع البشري، فمعرفة المربي للمواهب الوجودية تعتبر الخطوة الأولى في التعليم والتربية والعمل من أجل تحقيق هذه المواهب وفعليتها، وفي النهاية تكاملها الوجودي هو بالضرورة الهدف الأول والأهم لجميع النشاطات التربوية للأسرة والمدرسة.

2- على الوالدين مراقبة الغذاء الفكري للأبناء:

ينشأ أبناؤنا اليوم لكي يعيشوا في القرن الحادي والعشرين، وفي ذلك القرن ستكون التكنولوجيا قد تقدمت عما هي عليه اليوم بكثير؛ فالأقمار الصناعية السابحة في الفضاء سترسل صوراً أكثر ليشاهدها الناس، وسيضاف كل يوم عدد إلى عدد المستعملين لهذه الأجهزة، فعلى الآباء والأمهات منع الأبناء من هذه الموبقات وتحذيرهم منها عن طريق شرح العواقب الوخيمة الناتجة عنها.

أما أجهزة الحاسوب الآلي والفيديو وأمثالها فهي أدوات تعليمية تستطيع الأسرة تحت رعاية الوالدين الاستفادة منها بصورة جيدة، فيجب أن يكون لدى الوالدين مجموعة من البرامج والأشرطة المفيدة والمسلية في البيت، لكي تغني عن النماذج المفسدة منها.

إنَّ اتساع نطاق أجهزة الإعلام في العالم يؤدي إلى تعدد وتعقيد العلاقات بين الناس، فمن الواجب اليوم على الأسرة والمدرسة الرقابة المستمرة والتوجيه السليم للأطفال والناشئين بالنسبة لهذه العلاقات التي ستغذيهم فكرياً ونفسياً، كما يجب أن يكون أبناؤنا في أمان من الآثار الهدامة، والعلاقات السيئة والتصرفات الضارة، هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن يكتسب الأبناء بمساعدة الأسرة والمدرسة القدرة على خلق علاقات إجتماعية مفيدة تجني لهم السعادة والرقي.

3- على الوالدين برمجة نشاطاتهم في سبيل تعليم وتربية الأبناء:

يستطيع الإنسان المعاصر عن طريق وضع البرامج وبذل الجهود الوصول إلى أهدافه، فالأسرة كيان يتم بناؤه من أجل الوصول إلى أهداف معينة أهمها إيجاد الأبناء وتربيتهم، وفي الواقع إنَّ الإيجاد أسهل من التربية، فإذا ابتغى الوالدان التوفيق في تربية أبناء صالحين، وبناء مستقبل واضح المعالم لهم، لذلك ينبغي

عليهم ما يلي:-

أ- التعرف على معايير التعليم والتربية الإسلامية والعلوم التربوية.

ب- الاستفادة من الكتب والصحف التربوية قدر المستطاع.

ج- المشاركة في دروس تعليم الأسرة؛ للحصول على المعارف التربوية اللازمة.

د- الإحاطة بتجارب الأمهات والآباء الذين استطاعوا تقديم أبناء فاضلين إلى المجتمع، فإذا حدد الوالدان أهداف تربوية معينة لهما واتضح لهما لماذا يريدان تربية أبناؤهما، وعلما الوسائل والطرق اللازمة للوصول إلى تلك الأهداف، عندئذ ستكون هذه المعلومات التي تجمعت لديهم برنامجاً تربويا كاملاً.

إنَّ الوالدان اللذان لا يفكران في تربية أبنائهما، ويمتنعان عن قراءة الكتب التربوية ولا يستفيدان من تجارب الآخرين لا يحق لهما انتظار المعجزة من أبنائهما، فكما نسمع في الزراعة اصطلاح الغرس والري وجني الثمار، ففي عملية التربية والتعليم أيضاً ما يشابه ذلك، أي أنَّ الأبناء يعدون الثمار الناتجة من الجهود التربوية للوالدين والمربين، ولكي يقطف الوالدين ثمار ما زرعوه عليهم الاهتمام بتربية أبنائهم التربية الصحيحة التي تجعل منهم جيلاً ناجحاً في الحياة.

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج عطاء المربين - الحلقة الأولى

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا