ظاهرة الغش في الاختبارات المدرسية
2019-11-17 07:46:04
432
تعد مشكلة الغش في الاختبارات
المدرسية من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي وأوسعها تأثير
على حياة الطالب والمجتمع على حد سواء والغش حلقة من متلازمة ثلاثية
معروفة تتكون من الكذب والسرقة وخيانة الأمانة ، الغش خيانة للنفس
وخيانة للآخرين وهو يبدأ في الامتحانات وينتهي إلى كل مناحي الحياة ،
فلا شك أن الغش ظاهرة خطيرة وسلوك مشين وتعد ظاهرة الغش في الاختبارات
والذي أصبح يشكو كثير من المدرسين والتربويين من انتشاره ليس على
مستوى التعليم الابتدائي فحسب بل تجاوزتها إلى المرحلة الثانوية أو
الجامعية أخواتي أن العملية التعليمية وحدة مترابطة لا يمكن
فصلها أو تجزئتها وهي تعتمد أساسا على ثلاثة أركان (المدرس والطالب
والمنهج) والقصور في أي منها يؤثر في الآخر إذا فالطالب ليس بمعزل عن
العاملين الآخرين،كما أن الطلبة لا يثابون عادة على أمانتهم ولكن
يثابون على اجتيازهم للامتحانات بأية صورة من الصور ،وانتشار الغش في
الامتحانات وغيرها رذيلة من اخطر الرذائل وظاهرة الغش في الامتحانات
المدرسية سلوك انحرافي يخل بالعملية التعليمية ويهدم أحد أركانها
الأساسية وهو ركن التقويم إذ يعد الغش في الامتحانات بمثابة تزييف
لنتائج التقويم مما يضعف من فاعلية النظام التعليمي ككل ويعوقه عن
تحقيق أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها ويفسره البعض في إطار (الغاية
تبرر الوسيلة) بمعنى اضطرار الطالب إلى اللجوء إليه لسبب وآخر ويفسره
الآخرون بأنه بمثابة استجابة تجنبية يحاول الفرد عن طريقها التخفيف من
الضغط الذي يواجهه تجنباً للآثار التي تنتج عن فشله في الامتحان ويلقي
البعض هذا السلوك على نمط التنشئة الاجتماعية (الاسرة والمجتمع) التي
تعرض لها الفرد طوال مراحل حياته بينما يلقيها البعض الآخر على النظام
التعليمي المعول به فضلاً عن عناصر العملية التعليمية كالمدرسين
وصعوبة المنهج الدراسي او لطبيعة الحياة المدرسية ويلقي البعض الآخر
تبعه الغش إلى الطلبة أنفسهم الذي يلجؤون إليه بسبب إهمالهم
الدراسة.
أما طرق علاج هذه الظاهرة اخيتي
والتي توجد بشكل كبير في مدارسنا وجامعاتنا هو تفعيل دور مجالس الآباء
والأمهات مع المدرسين والإدارة وتبادل المعلومات وتعزيز الثقة بين
البيت والمدرسة من اجل التخفيف والحد من انتشار السلوكيات الخاطئة لدى
أبنائنا الطلبة والتخلص منها فضلا عن ذلك تفعيل دور المرشد التربوي
والنفسي في مساعدة الطلبة على كيفية الاستعداد للامتحان والتخفيف من
القلق الناجم عنه لما لذلك من أثر على أداء الطالب في الموقف
الاختباري وأحياء الوازع الأخلاقي وتنمية الضمير الداخلي بأن الله
رقيب على عباده حسيب لهم فيما يأتون من أعمال وقيام مدير المدرسة
بالتعاون مع أعضاء الهيئة التدريسية بوضع برامج نوعية منذ بداية العام
الدراسي حول تعليمات الغش في الامتحانات وبخاصة في الامتحانات العامة
وايضا تبصير الطلبة بالأضرار الناجمة من هذه السلوكيات الخاطئة من أجل
الوصول إلى مستوى عالي من الأخلاق والسلوكيات الايجابية وإقامة
الندوات الدينية لتوضيح مخاطر الغش وتعارضه مع مبادئ الدين ومع القيم
والغايات التربوية وتوعية الطلبة بالالتزام بتعاليم الدين الحنيف
وأخلاقه وجعلها ممارسه في حياته اليومية والتركيز على تكريم الطلبة
المتفوقين في أدائهم وأنشطتهم داخل الصف وليس على أدائهم في ورقة
الامتحان فقط .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج ومضات مدرسية- الحلقة
الرابعة.
