الاضطراب السلوكي لدى الأطفال(conduct disorder)
2019-11-03 08:00:50
545

هو اضطراب في السلوك يخرج الطفل فيه عن الأنظمة والقوانين، ويكون حينئذ عدوانياً تجاه البشر أو الحيوانات، ويبدأ هذا السلوك في عمر الخمس سنوات، ويعدّ علماء النفس هذا المرض من الأمراض الخطيرة، فعدم معالجته بصورة مبكّرة يوقعه في المستقبل في متاهة جنوح الأحداث، وتظهر العلامات على الطفل عن طريق استخدامه للعنف بالكلام أو الضرب أو انفعالاته الزائدة تجاه المواقف، فهناك كثير من الحالات الحية في المجتمع لاستخدام الطفل للعنف منها: وضع أحد الأطفال القطط في أكياس النايلون ليضربها في الحائط حتى تموت، وطفل آخر لديه مشكلة مع أحد جيرانه، فعمل على أخذ عصفوره وأغرقه في الماء، وطفل آخر قتل أسماك الزينة عن طريق القلم، وحالات أخرى كثيرة.

تتفاوت النسبة هذا الاضطراب بين الذكور والإناث، حيث يوجد بنسبة (6-16)% في الأولاد، وبنسبة (2-9)% في الإناث، وتزيد نسبة حدوثه في الأطفال الذين يولدون لآباء لديهم اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع أو لآباء المدمنين، وتزيد النسبة أكثر في المجتمعات المزدحمة والفقيرة، فالطفل الذي لديه هذا السلوك لا يلتزم بأيّ أنظمة أو قوانين، ولا يعرف العيب أو الحرام، ولا يحترم أو يسمع كلام والديه، وقد يكذب أو يسرق.


أسباب المرض: 

عدم وجود أحد الأبوين بسبب الطلاق أو الوفاة أو الهجران، واستخدام العنف ضد الطفل أو أمامه من الأسباب الرئيسية لهذا المرض، فاستخدام العنف أمامه أو تجاهه داخل البيت من أحد الأبوين أو كليهما أو من أحد إخوته أو من أقرانه في المدرسة يجعل الطفل يكتسب هذه الصفات، حتى مشاهدة الطفل للعنف عن طريق التلفاز يُكسبه العنف، وقد يرث الطفل اضطرابات السلوك من أحد أبويه وبخاصة إن كان أحدهما له سوابق في الجريمة، وإن لم يعالج هذا المرض بصورة صحيحة سيتطور من اضطراب في السلوك إلى جنوح الأحداث، ليتطور فيما بعد إلى اضطراب الشخصية السايكوباثية، والأخير ليس له علاج نفسي أو دوائي، فسجلنا حالة لطفل سرق خاتم ذهب من جارته وأخبر أمه بأنه وجده في الشارع، ونتيجة إهمال والدته لهذه القضية تطورت عنده هذه الحالة إلى جنوح الأحداث، فانتمى إلى عصابة تسرق المال.


علاج المرض: 

أ- العلاج النفسي:

- احتواء الأهل للطفل وهو صغير، وتفهّم احتياجاته بشكل متوازن، وعدم مقارنته بالآخرين، وعدم استخدام العنف تجاهه، فلا نعالج هذا العنف بالضرب أو استخدام أيّ أسلوب عنف آخر، فلا يُعالج الخطأ بالخطأ.

- استخدام أسلوب الثواب والعقاب، فيساعد ذلك على انضباط سلوك الطفل.

- ضرورة تهيئة جوّ أسريّ مستقر وآمن للطفل؛ لترسخ في نفسية الطفل المشاعر الإيجابية.

-  وجود القدوة الصالحة في حياة الطفل المتمثلة بالوالدين والمعلمين والرموز الدينية والاجتماعية.

-   تعليم الأهل كيفية تربية الطفل بشكل صحيح عن طريق وسائل الإعلام أو عن طريق إقامة الندوات والدورات التدريبية لتجنّب الأمية التربوية.
-  إصلاح اضطراب سلوك الطفل عن طريق إصلاح المصدر الأساسي لاضطرابه وهو الأسرة، ويتمّ ذلك من خلال جلسات متعددة للعلاج الأسري، يقوم بها معالج متخصّص في العلاج الأسري.

- استشارة الطبيب النفسي بصورة مبكرة؛ لتجنب تطور المرض.

ب- العلاج الدوائي: هو استخدام دواء الريسبردال (Risperdal) الذي يُهدِّئ من هرمون الدوبامين (Dopamine) المسؤول عن الهيجان.

 

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: مجلة رياض الزهراء(ع)/مجلة شهرية تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة-  العدد 104 - شهر جمادى أولى - 1437هـ.
د.عامر الحيدري(أخصائي في الأمراض النفسية).




















تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا