اضطرابات النوم عند الأطفال
2019-11-03 07:47:43
678

أختي الكريمة ..يعد النوم ذا قيمة حيوية في حياة الطفل؛ لأنه يعتبر صمام الأمان للصحة الجسمية والصحة النفسية في آن واحد، وتزداد قيمة النوم بشكل أكبر في مرحلة الطفولة، ليس فقط من أجل قيام أجهزة الجسم المختلفة بوظائفها، وإنما لتحقيق التوازن النفسي للطفل أيضاً، واضطرابات النوم البسيطة شائعة في مرحلة الطفولة خاصة في عمر السنتين، وكذلك عند الأطفال ما بين ثلاث وخمس سنوات.

وهذه الاضطرابات تعبر عن ردود فعل طبيعية وتعبر عن عدم الشعور بالأم وتعتبر اضطرابات النوم الحادة أو المستمرة أولى الدلائل على وجود الاضطراب النفسي لدى الأطفال، وللنوم أهمية كبيرة للطفل وتكمن في عدة أمور منها:

- النوم عند الأطفال مهم للنمو النفسي، وكذلك للنمو الجسدي، ويساعد النوم الطفل على التركيز أثناء التحصيل الدراسي، وتوجيه القوى النفسية المعرفية نحو الموضوع، ويساعد في السيطرة على النشاطات التي ينبغي للطفل أن يقوم بها نهاراً، و بالعكس يسبب نقص النوم فقدان السيطرة مما يؤدي إلى وقوع الحوادث المختلفة. كما يساعد النوم الطفل على النضج الطبيعي، والنمو السليم، والتكيف الاجتماعي في الأسرة وخارجها، تتجدد في النوم نشاطات القوى النفسية والحسية والعضوية، فيصبح الطفل شجاعاً وذكياً، وبالعكس عند قلة النوم نجد الطفل خمولاً وضعيفاً وخائر القوى، وهناك أسباب للأرق حيث تحدث حالات الأرق للأطفال العاديين نتيجة تعرضهم لضغوط نفسية أو توتر أو إرهاق جسدي وغير ذلك. كما أن تأخر أوقات الذهاب إلى النوم أو تغيير مكان النوم، أو الحرمان من الأب أو الأم أو الأزمات الأسرية أو المدرسية تؤدي إلى الأرق عند بعض الأطفال.

- الخوف من الظلام: فيعد الخوف من الظلام من أكثر العوامل الخارجية إثارة للخوف عند الطفل وخاصة أثناء النوم، ولذلك على الوالدين أن يتفهما ذلك ولا يصفا الطفل بالسذاجة والجبن لأن الموضوع بالنسبة له حقيقي، ولذلك يجب على الوالدين تشجيع الطفل على الحديث عن خوفه ومحاولة إقناعه بأن ذلك الخوف لا مبرر له، كما يجب ترك الضوء خافتاً حتى لا يكون الطفل في ظلام دامس.

- عدم شعور الطفل بالنعاس: هنا قد يحين موعد ذهاب الطفل إلى النوم دون الشعور بالنعاس نتيجة النوم في النهار، ولذلك لا بد من الإقلال من فترة نوم الطفل في النهار، وأن نأخذ بعين الاعتبار عدم ذهاب الطفل إلى النوم إذا لم يشعر بالنعاس وتأجيله بعض الوقت.

وهناك أخطاء يقع فيها الآباء فيما يتعلق باضطرابات النوم عند أطفالهم منها  إن بعض الأسر تحدد مواعيد ثابتة للنوم، لا تتغير مهما كانت الأسباب، فالطفل مثلاً إذا كان يلعب وأجبر على النوم، فإن ذلك سيكون اضطهاداً له وعدم احترام لشخصيته يدفعه لنوم متوتر، ويجب تنظيم أوقات اللعب قبل الفترة المخصصة للنوم حتى يستنفذ الطفل طاقاته في الحركة واللعب، ويذهب لنوم عميق هو بحاجة إليه.

ومنها: بعض الآباء يوقظ ابنه من النوم لكي يلعب معه، أو لأنه اشترى له لعبة وخاصة عندما يكون الأب مشغولاً طول اليوم، وبذلك يصعب على الطفل أن يعود إلى النوم مرة أخرى، فهو ليس كأي آلة مبرمجة تعمل، ونستطيع إيقافها متى شئنا. وإنما يجب أن نعلم أن الطفل مجموعة مشاعر وأحاسيس وقوة وعي وإرادة شعورية ولا شعورية لها طبيعتها، ومنها: بعض الآباء ينتهجون أسلوب التخويف وبث الرعب في نفوس الأطفال لكي يناموا، وهذا أكبر خطأ يقع فيه الآباء، إذ يترك ذعراً في أعماق الطفل يصعب محوه بسهولة، ومنها: بعض الأمهات قد تقص على ابنها قصص مخيفة قبل النوم، مما يسبب له أحلاماً مزعجة نتيجة عمل العقل الباطن واللاوعي في أحداث القصة وتخيلاتها وتصوراتها وتداعياتها، ويلونها بعدة أشكال.

وإليك علاج هذه المشكلة:

- وضع برنامج رتيب معتاد يُمّكن الطفل من أن يكون مستعداً جسمياً للنوم في الساعة ذاتها من كل مساء، ويجب عدم تغيير هذا البرنامج إلاّ في مناسبات خاصة جداً . وأيضاً الإشعار المسبق للطفل بالنوم، سوف يذهب الأطفال إلى النوم وهم أكثر استعداداً له عندما يتلقون من آبائهم إشعاراً مسبقاً باقتراب وقت النوم، لأنك إذا قلت للطفل فجأة: اذهب للنوم، فإنك تدعوه للمقاومة، وكذلك القصص اللطيفة التي تساعده على النوم السليم  للطفل وبأقصى درجة من المسرات والمحبة والاسترخاء.

- إعطائه أشياء تبعث على الطمأنينة، إن وجود وسادة أو لعبة محشوة بالقطن على شكل حيوان قابلة للاحتضان في سرير الطفل يمكن أن يعطيه الكثير من الشعور بالأمن أثناء انتقاله من اليقظة إلى النوم. وايضا عدم استخدام النوم المبكر كعقوبة، لأن هذا الأمر يقضي إلى اقتران الذهاب إلى النوم في وعيه بالعقوبة ألا يخدع الآباء أطفالهم بأن يدفعوهم للنوم، وبمجرد أن يناموا يخرجون للسهرة من المنزل، والأطفال سرعان ما يكتشفون ذلك، ويصبح النوم مضطرباً.

 

 

 

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: نباتاً حسناً - الحلقة الثانية عشرة - الدورة الإذاعية 41

 
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا