القلق عند الأطفال
2019-10-15 08:11:44
490

عزيزتي .. إن مشكلة القلق إذا بدت عند الطفل فلا بد من علاجها فوراً، فهي مشكلة سلوكية لكنها تتحول إلى مشكلة نفسية يجب إدراك السبب من حدوثه،فالقلق يمكن أن يكون عادي ثم يتطور ليصبح مشكلة سلوكية ثم إلى مشكلة نفسية، والقلق يمكن أن يحتوي عدة معاني، هو حالة انفعالية داخل الإنسان لشيء في فكره من الخوف من النتائج التي تترتب على شيء معين مشكلة, تهديد أو مستقبل معين، يجب ألا نحمّل الولد نوع من القلق أي التهديد مثل أن تقولي له انتظر حتى يأتي أبوك فسأقول له ماذا فعلت، فالمدة التي يعيشها الولد حتى يأتي والده هي مرحلة يعيش فيها بقلق، كذلك التحدث عن النار وعن الجنة ينشئ عنده قلق لعدم الأمن النفسي إذ أن مستقبله غير واضح وللقلق اسباب رئيسية منها:

ـ الافتقار إلى الأمن: وهو انعدام الشعور الداخلي بالأمن عند الطفل وكذلك فإن الشكوك تعتبر مصدر خطر.

ـ عدم الثبات: إن عدم الثبات في معاملة الطفل سواء أكان المعلم في المدرسة أم الأب في البيت واللذان يتصفان بعدم الثبات في المعاملة يكونان سبباَ أخر في القلق عنده.

ـ الكمال والمثالية: وهي توقعات الآباء للإنجازات الكاملة لأطفالهم وغير الناقصة تشكل مصدر من مصادر القلق عند الأطفال ، وذلك بسبب عدم استطاعتهم القيام بالعمل المطلوب منهم بشكل تام.

ـ الإهمال: يشعر الأطفال بأنهم غير آمنين عندما لا تكون هناك حدود واضحة ومحدودة فهم يفتقرون إلى توجيه سلوكياتهم.                              

ومن أسباب القلق عند الأطفال:

-النقد: إن النقد الموجه من الكبار والراشدين للأطفال يجعلهم يشعرون بالقلق والتوتر، وإن التحدث عنهم وعن سيرتهم يقودهم إلى القلق الشديد ، خاصة إذا عرف الأطفال أن الآخرين يقومون بعملية نقد لهم أو محاكمتهم بطريقة ما.

- ثقة الكبار الزائدة: بعض الكبار يثقون بالأطفال كما لو كانوا كباراً، غير حاسبين أن نضج الأطفال قبل الأوان يكون سبباً في زيادة القلق عندهم.

- الإحباط المتزايد: إن الإحباط الكثير يسبب الغضب والقلق، إذ أن الأطفال لا يستطيعون التعبير عن الغضب بسبب اعتمادهم على الراشدين ، ولذلك فإنهم يعانون من قلق مرتفع، وينبع الإحباط كذلك من شعورهم بأنهم غير قادرين على الوصول إلى أهدافهم أو أنهم لم يعملوا جيداً في المدرسة، بالإضافة إلى لوم الأطفال وانتقادهم على تصرفاتهم الغبية قد يزيد من الإحباط لديهم.

وقبل أن نفكر بالعلاج نطرح طرق الوقاية ومنها:

1. تعليم الأطفال الاسترخاء: لا يمكن أن يكون الأطفال قلقين ومسترخين في آن واحد، فيجب أن يتعلم الأطفال الاسترخاء وأخذ نفس عميق وإرخاء عضلاته.

2. استخدام استراتيجيات عديدة لقمع القلق: و ذلك بأن يفكر الطفل بمشاهد هادئة ومفرحة، وهذا يساعده على إرخاء عضلاته المتوترة، وهذا يجب أن يكون ضمن التدريب على الاسترخاء، بالإضافة إلى التركيز على مشكلة واحدة بأن يختار الطفل ناحية من نواحي اهتماماته ويحاول حلها، إذا كان ذلك ممكناً ومواجهة مشكلاته كل واحدة في وقت معين.

3. تشجيع الطفل للتعبير عن مشاعره: وذلك يمكن بإشراك الطفل في مناقشات الأسرة، وتكون المشاركة حرة بحيث يتاح لهم أن يعبروا عن أي مشاعر لديهم مثل الغضب أو الإحباط.

4. الطرق المتخصصة: في حال أن يكون القلق طويلاً فإن المساعدة المتخصصة يجب البحث عنها إذا لم تنفع طرق الآباء في القضاء على القلق ومن هذه الطرق الذي يستخدمها المعالجون التنويم المغناطيسي لتقليل الحساسية المتزايدة.

والآن نقدم لك مقترحات كعلاج لمشكلة القلق عند الطفل:

 - يجب أن توقف الأم كثرة انتقادها للطفل وتصحح ذلك بطلب أن يقوم بالعمل بشكله الصحيح.

 - ترك الاستفزاز ينشئ لدى الطفل إثارة قاتلة يجب أن لا تستفزي الطفل في حالة غضبه أو حزنه بإثارة مشاعره بل يجب أن تهدئيه وتستمعي له, وأن تقومي بعملية التشجيع بدلاً من الاستفزاز.

- ترك الإجبار ينشئ لدى الطفل ضعف في الشخصية وهو أسلوب مدمر اجعلي لطفلك الحرية في الاختيار وإن شعرت بأن الشيء الذي يطلبه غير مناسب بيني له سلبياته ثم اعرضي له عدة خيارات تناسبه و تمكنه من اختيار ما يريده.

 - من المهم جداً أن نعرض صورتي الخطأ والصح له وأن نبين للطفل ما نتائج التصرف الخاطئ والتصرف الصحيح  لا بالتوبيخ والإهانة .
- تنمية قدرات طفلك على حل المشاكل.

- مساعدة طفلك على التعبير على انفعالاته؛ لأن كبت المشاعر يولد القلق.
 







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: نباتاً حسناً- الحلقة السادسة- الدورة البرامجية 41

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا