كيف تعلمين طفلك السلوك الحسن؟
2019-10-13 09:44:36
321

 

تسعى كل أم الى تعليم أبنائها السلوك الحسن، ليس فقط ليكونوا مؤدبين في البيت، ولكن ليكون السلوك الحسن هو طريقتهم في التعامل مع العالم الخارجي، وهناك سلوكيات أساسية في هذا الجانب، فالأطفال هم أشخاص صغار يكرهون أن يملى عليهم ما يفعلونه، تماماً مثل الكبار، ولكنهم في نفس الوقت يقلدون الكبار، ويراقبونهم باستمرار، لذلك يجب أن نستثمر هذا التصرف لنمرر لأطفالنا السلوك الحسن.

إذن عزيزتي الأم، علّميهم بالمثال وليس بالأمر، واذا كنت تريدين أن تعلمي ابناءك أن يقولوا "السلام عليكم" أو " مع السلامة" ما عليكِ سوى أن تقومي أنت بالتحية دائماً عند مقابلة الاشخاص وعند وداعهم ، فيلتقطون منك هذا التصرف .

ونفس الفكرة بأن تستخدمي مفردة "من فضلك " و " شكراً "  قولي لابنك مثلاً: " كريم ، ممكن من فضلك أن تغسل أسنانك؟ " وعندما يغسل اسنانه قولي له: " شكراًعلى الاستجابة السريعة " بهذه الطريقة يدركون أن ما تطلبيه منهم تنفذيه أنت ايضا فأنت ايضا تقولين " شكرا " و " من فضلك ". 

أما بالنسبة لمفردات الاعتذار " أنا اسف " لا تجعليهم يستخدمونها طوال الوقت حتى لا تفقد معناها بعد فترة، وعلميهم " التعاطف " أولاً وكيف يشعرون بما يرتكبونه من أخطاء تؤذي مشاعر الآخرين.

علّميهم أن يعالجوا الموقف ولا يكتفون بقول: " أنا آسف" فمثلاً إذا أخذ ابنك لعبة أخته، قولي له: "هل ترى وكيف جعلتها تبكي؟ هل تحب أن يأخذ أحدٌ لعبتك؟ اعطها لعبتها من فضلك وناولها منديلاً تجفف به دموعها". 

أما سلوكيات المائدة فيمكن تعليم سلوكيات المائدة للأبناء بأن يكون الأبوين مثالاً وقدوة لهم أيضاً، وذلك من عمر سنتين فهنا يتعلم الصغار كيف يستخدمون  الشوكة والملعقة، ولكن لا تتوقعي منهم أن يكونوا منظمين أثناء الاكل يمكن تعليمهم مسح الفم بالمنديل، فقط تحلي بالصبر واستمري في تدريبهم.

وعندما ينثر الصغار الطعام على المائدة، ليس بالضرورة يعني هذا التصرف أنهم يلعبون بالطعام، ولكن غالباً يكون معناه أنهم شبعوا وعندما يبدأ ابنك في نثر الطعام على المائدة قولي له "حسناً، يبدو أنك شبعت، اذهب لتغسل يديك من فضلك" بهذه الطريقة يتعلم ابنك أن يقوم ليغسل يديه بعد الانتهاء من الأكل بدلاً من اللعب به.

وهناك أسلوب بارز عند الأطفال وهو المقاطعة في الكلام، ترى لماذا يقاطعنا الصغار في الكلام؟

عزيزتي الأم .. في بعض الاحيان نتصور أنهم يفعلون هذا  لمجرد جذب الانتباه وأنهم يريدون أن يكونوا هم محور الحديث طول الوقت، ولكن هذا فقط جزء من الحقيقة، يجب أن نعرف أن الذاكرة المؤقتة لدى الاطفال تحت سن السادسة لم يكتمل نموها بعد، لذلك يميل طفلك للكلام بدون تفكير خشية أن ينسى قبل أن تنتهي أنت من الكلام، فعدم المقاطعة هي عادة يمكن اكتسابها مع الوقت والتدريب.

علميه أن يقول: "بعد إذنك" إذا كان يريد أن يجذب انتباهك، فحتى لو كانت المقاطعة في الكلام غير مقبولة عامة، على الأقل سيتعلم طريقة حسنة للمقاطعة.

العبي معه لعبة الأسئلة المفتوحة، أي أن تسأليه سؤال يحتاج الى شرح وكلام كثير واتركيه يكمل الى النهاية، ثم يسألك هو سؤال، وابدأي أنت في الاجابة فإذا قاطعك، ضعي يدك على فمه ولا ترفعيها قبل أن تنتهي من الإجابة  بهذه الطريقة يتعلم أن هناك وقت للكلام ووقت للاستماع.

نتحدث الآن عن السلوك الحسن خارج البيت ففي بعض الأحيان، يكون اصطحاب الاطفال في زيارات عائلية كابوساً مزعجاً للآباء، وإليك بعض النصائح التي تسهل عليك التجربة: 

- قللي من المفاجآت: اشرحي لابنك أنكم سوف تذهبون لزيارة أسرة العم فلان، وأن لديه ابن صغير سيلعب معهم في حجرته.

- ضعي بعض القواعد: تأكدي أن ابنك يفهم القواعد التي تضعينها عند زيارة بعض الاصدقاء أو الاقارب مثلاً لا وقوف على الكنبة بالحذاء لا تلمس اي شيء في البيت ليس لعبة ، استاذن قبل أن تفعل اي شيء، لا جري في داخل البيت .. وهكذا.

إذا كانت الاسرة التي تزورينها ليس لديهم أطفال يمكنهم اللعب مع ابنك خذي معك بعض اللعب أو الكتب أو أي وسائل تشتيت أو إلهاء اخرى لتبقي ابنك مشغولاً ولا يشعر بالملل أثناء الزيارة.

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج نباتاً حسناً- الحلقة الرابعة - الدورة البرامجية41.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا