كيفية اكتشاف مواهب الطفل المبكرة
2020-03-01 07:28:02
343

إن كل طفل يختزن في داخله موهبةً أو ميزةً خصّه الله بها دون غيره من أقرانه، حتى إذا ما توافرت البيئة المؤاتية والعوامل المساعدة بزغت هذه الطاقة الدفينة أو الموهبة المكبوتة، معلنةً ولادة طفل موهوب يثري بقدراته محيطه الإجتماعي بشرائحه كافة.

وسنبين اليوم علامات الموهبة، والسبل الآيلة إلى اكتشافها مبكراً اضافة الى الأساليب والطرق المساعدة في تنميتها وتطويرها.

إن الموهبة المبكرة هي درجة عالية من الذكاء العام وميزة تلعب الوراثة دوراً في وجودها، وهي ترتكز على مهارة معيّنة قد تكون يدوية، فكرية، فنية أو غير ذلك، إضافة الى ان الطفل الموهوب يتمتع بجملة من العلامات والمؤشرات التي تطبع شخصيته، ومن أبرزها:

طريقة خاصة في حلّ المشكلات:

والأمر هنا لا يتعلق بنوع المشكلة أو العائق بل بأسلوب الطفل في معالجتها والنظر إليها، وعادةً ما تكون وجهة نظره مختلفة عن أقرانه وغير تقليدية، تحمل في تفاصيلها ابتكاراً أو إبداعاً، ما يميّزه عن سواه من الأطفال.

-حب الإستطلاع والرغبة في المعرفة:

 حيث إن إفراط الطفل في طرح الأسئلة والإستفسارات على من حوله، لاسيما والديه ايتها الاخوات هو دليل ساطع على رغبته الملحّة في المعرفة والإكتشاف بشكل عام، وإذا ما لاحظنا أن جلّ أسئلته تتمحور حول موضوع ما أو مجال محدّد، فقد يكون ذلك دليلنا إلى اكتشاف طبيعة موهبته الحقيقية.

- دقّة الملاحظة وسرعة البديهة: 
حيث نجد إن إجابات الطفل الموهوب تحمل التلقائية، وملاحظته الشديدة لأدقّ التفاصيل معاني قد تشي بما يتمتّع به من تميّز وفرادة.
كما وإن الطفل الموهوب يظهر فضولاً لافتاً لاسيما في مجال موهبته، كأن يهتمّ بالألوان وتنسيقها والأشكال وتمييزها، اللوحات، الصور، وغيرها ممّا يدور في فلك الرسم إن كان يميل إلى الفن التشكيلي، كما نجده دائم البحث عن التفاصيل، محاولاً سبر أغوار ما يحيط به من أدوات وألعاب، فنراه يعمل جاهداً على تفكيك قطعها ليعود إلى تركيبها مجدداً.

- الذاكرة المميّزة:

فهي خاصية تساعده في تخزين المعلومات التي تخدم موهبته، حيث يعود إليها كلّما احتاج إلى وسائل تعبير وتفاصيل وأدوات لترجمة موهبته ومقدرته واقعاً ملموساً.
وتجدر الاشارة الى ان هناك اختبارات يخضع لها الطفل لدى اختصاصي، تسمح بتسليط الضوء على ما يختزنه من ميول ومهارات، وتقسم هذه الإختبارات إلى نوعين: 

- الإختبارات النظرية: والتي هي مجموعة من أسئلة الذكاء العامة التي يمكن حصرها لاحقاً في إطار أكثر تحديداً، بهدف التوصّل إلى ما يثير اهتمام الطفل ويسترعي انتباهه دون سائر النشاطات، بحيث يمكن للإختصاصي الإستدلال على موهبة الطفل من خلال إجاباته.
- الإختبارات العملية: والتي هي عبارة عن نشاطات وتدريبات يطلب من الطفل تنفيذها (كالرسم، وتفكيك وجمع قطع آلة ما. وكلّما كان أداؤه مميزاً وفريداً في أحدها، كان الدليل على موهبته أكثر وضوحاً! ونحن هنا نركز على دور كل من المدرسة والأهل في مراقبة الطفل ورصد الإشارات التي تصدر عنه والتي قد تحمل في ثناياها موهبة ما، لافتاً إلى أن دور الوالدين يأتي أولاً كونهما الأكثر التصاقاً بالطفل والأقرب إليه في سنواته الأولى.

إذاً، لاكتشاف مواهب الطفل ما علينا إلا مراقبته، ماذا يحب أن يفعل؟ أين يظهر فضوله بشكل خاص وأين يبقى متمسكاً بالانشغال بشيء معين؟

المعيار في هذا هو رغبات الطفل واحتياجاته، ويتمنى بعض الأهل لو كان طفلهم نابغاً ويخاف البعض من ذلك. فلا يمكن للطفل أن يحصل على نبوغ يتمناه الأهل إن لم يكن هذا النبوغ موجود أساساً. وبالمقابل لا يمكن إزالة نبوغ موجود من خلال تجاهله، فالأهل الطامحون الذين ينتظرون من أطفالهم إنجازات تفوق قدراتهم يتصرفون ضد مصلحة الطفل مثل الأهالي الخائفين الذين يتجاهلون نبوغ طفلهم، وبعد اكتشاف نبوغ الطفل وجب على الأهل والمربين إشعاره  بتفهّم تميّزه والإعجاب بذلك، ومن النصائح الواجب توجيهها الى الأهل في هذا الصدد أن لا يقفوا عائقاً بين الطفل  وحاجته  للتعلم والبحث! واجعلوه يحدد بنفسه سرعته في ذلك، فحاولوا أن تضبطوا طموحكم الشخصي بوقفة نقدية مع الذات بين الفترة والأخرى.

حاولوا أيضاً الإجابة عن أسئلة الطفل ولا مانع أن تأخذوا بعض الراحة احياناً، واعترفوا بعدم قدرتكم على الإجابة إن كان هذا هو الواقع.

أيضاً عليكم أثارت اهتمام الطفل بمواضيع ومجالات و تجارب أخرى واعلموا بان الأطفال النابغون، مثل غيرهم، يحتاجون الحب والاهتمام والراحة، حاولوا دعم نقاط القوة لدى الطفل واعملوا على تقوية نقاط ضعفه من دون أن تبالغوا في ذلك، فالطفل يحتاج إلى قبولكم به كما هو ، حاولوا ايضا ان تجمعوا الطفل مع أطفال نابغين آخرين وتجدر الاشارة الى أن بعض الأطفال واليافعين النابغين يقومون بما يتوقعه ويرغبه المحيط منهم ولكن على حساب حاجاتهم العاطفية والنفسية ليتفادوا بذلك ردة الفعل السلبية من المجتمع. 

ويظن الكثيرون أن النبوغ يتساوى مع التحصيل والإنجاز العاليين وهذا خطأ. فالنبوغ هو طاقة كامنة ممكن أن تؤدي الى محصّلة ممتازة إن استطاع الأهل، والمدرسة و المحيط الاجتماعي استخراجها وتنميتها بالأسلوب الأفضل.
كما يعتقد الكثير من أن النبوغ يؤدي الى اضطرابات نفسية وغيرها من الاضطرابات، ولكن الحقيقة أن التعامل السلبي وعدم تفهم المحيط الاجتماعي تجاه النابغين إضافةً الى عدم توفر إمكانات الدعم اللازمة هو ما يؤدي الى اضطرابهم وليس النبوغ بحد ذاته.

إذاً.. لابد من تظافر الجهود لكي نخرج بثمرة تؤتي أكلها، وهذه الجهود تقع على عاتق الاسرة أولاً والمدرسة والمحيط الاجتماعي.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج ربيع وزهر- الحلقة الخامسة-الدورة البرامجية49.

 

 

 

 

 

 

 

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا