تأثير الألعاب الإلكترونية على الطفل
2020-03-01 07:00:07
196

يشتكي الآباء والأمهات من قضاء الكثير من الأطفال ساعات طويلة في ممارسة الألعاب الإلكترونية، ويتخلل هذه الألعاب العديد من المواضيع والقضايا التي يغوص الطفل فيها ويحاول العيش معها في تلك الفترة التي يلعب فيها.
ان الألعاب الإلكترونية مستمعاتي وبمختلف أنواعها، كانت ولاتزال مثار اهتمام كبير لدى العديد من الباحثين بشأن أثارها المختلفة وخصوصا على الأطفال، وتم التوصل الى وجود آثار ايجابية وأخرى سلبية من ألعاب الفيديو فبعض الألعاب، يمكن ان تكسب الأطفال الثقة في النفس والاعتداد بالذات.

وقد ظهر هذا جلياً لدى الاطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وبعض العاب الفيديو لها أثر إيجابي للتربية، وتعلم الاطفال مهارات مثل الكتابة والتركيز، الحساب كما تشجع علي الرياضة البدنية، إضافة الى أن ألعاب الفيديو تساعد في تمكين الأطفال من التعبير عن مشاعرهم وعلى التحكم في غضبهم.

أما بخصوص آثارها السلبية فهنالك صلة قوية بين ألعاب الفيديو العنيفة والسلوك العدواني، وتبين أن ألعاب الفيديو تحفز القدرات الادراكية والبصرية الا ان تمضية اوقات طويلة عليها يمكن ان تؤدي الى مشاكل سلوكية.

كما أن الأطفال الذين يلعبون ألعاب الفيديو لأكثر من ثلاث ساعات يوميا هم أكثر عرضة لأن يصبحوا مفرطي الحركة او ان يتعاركوا او أن يفقدوا اهتمامهم بالمدرسة.

نعم فهذه المشاكل السلوكية مرتبطة بالوقت الذي يمضيه الشخص في اللعب فيمكن أن يكون اللعب لأقل من ساعة يومياً عاملاً إيجابياً على سلوك الطفل.

أما نوعية الألعاب التي يتناولها الأطفال فتختلف بين ألعاب الصراعات والحروب وبين ألعاب الذكاء والتركيب وغيرها من الألعاب التي تنشط الذاكرة، كما تشير الأبحاث العلمية إلى أنه على الرغم من الفوائد التي قد تتضمنها بعض الألعاب إلا أن سلبياتها أكثر من إيجابياتها لأن معظم الألعاب المستخدمة من قبل الأطفال والمراهقين ذات مضامين سلبية ولها آثار سلبية جداً على الأطفال والمراهقين.

 وتتمثل أيضاً في الآثار الصحية التي قد تصيب الطفل، حيث حذر خبراء الصحة من تعود الأطفال على استخدام أجهزة الكمبيوتر والإدمان عليها في الدراسة واللعب ربما يعرضهم إلى مخاطر وإصابات قد تنتهي إلى إعاقات أبرزها إصابات الرقبة والظهر.

أما عن الآثار السلوكية التي تخلفها ألعاب الصراعات والحروب، فتتمثل في بناء ميول العنف والعدوان لدى الأطفال والمراهقين، حيث إن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين والتدمير، والاعتداء عليهم من دون وجه حق، وبذلك يصبح لدى الطفل أو المراهق أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها من خلال تنمية عقولهم وقدراتهم ومهاراتهم العدوانية التي يترتب عليها في النهاية ارتكاب جريمة، وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب.

وأن هذه الألعاب قد تكون أكثر خطراً من أفلام العنف التلفزيونية أو السينمائية لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل، وتتطلب من الطفل أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها، ومن بين الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية وإدمان الأطفال عليها.

 الاصابة بأمراض نفسية كاضطراب النوم والقلق والتوتر والاكتئاب، العزلة الاجتماعية والانطواء والانفراد بالكمبيوتر، وانعزال الطفل نفسه عن الأسرة والحياة والاكتئاب والانتحار، إضافة الى أمراض العيون وضعف النظر والرؤية الضبابية وألم ودموع في العينين، وضعف التحصيل العلمي ورسوب وفشل في الدراسة وعلامات منخفضة.

ومن آثارها ظهور السلوكيات السلبية مثل العنف والقسوة وضرب الإخوة الصغار وعدم سماع الإرشاد والتوجيهات والتمرد ومشاكل صحية وألم في أسفل الظهر وآلام الرقبة، وضعف في عضلات المثانة والتبول اللاإرادي، وضعف في الأعصاب وخمول وكسل في العضلات، وإمساك بسبب الجلوس المستمر واللعب بالألعاب الإلكترونية.

ولكن من جانب آخر فأن لأجهزة التكنولوجيا فوائد اكبر قد تستغل بشكل إيجابي في توجيه الطفل وتنمية إدراكه العقلي بشكل صحيح، وعلينا ان نتمتع بالفهم والإدراك الكافي لاستغلال هذه الأجهزة بالإيجاب من خلال حثهم على استخدامها في التعليم والترفيه أيضا مع خلق جو توعوي وتوجيهي لهذه الألعاب، فالطفل بحاجه إلى أقل من ساعه تمارين ذهنية تسهم في تنمية خلاياه الذهنية، واستخدام هذه الأجهزة في التعليم وتوفيرها في المدارس قد يسهم بشكل ايجابي في تطوير الطفل.
إذاً، لابد من تواجد الأهل مع اطفالهم لتوجيههم وتوعيتهم بالاستخدام الصحيح لهذه الأجهزة، وإيجاد بدائل تخفف من استخدام الأجهزة التكنولوجيا، وإعطاء الأهل من وقتهم لأبنائهم من خلال الجلوس واللعب معهم بدل التوجه لهذه الأجهزة، مع اختيار المدارس التي تستطيع أن تغير وتؤثر في الطفل بالايجاب.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج ربيع وزهر-الحلقة الرابعة-الدورة البرامجية49.

 

 

 

 

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا