تأثير وسائل الإعلام على الأطفال سلباً وإيجاباً
2020-02-29 08:49:18
321

تعد مرحلة الطفولة من أخطر المراحل العمريّة التي يمر بها الإنسان؛ لعدم امتلاكه المهارات والقدرات والمعارف في الحياة، وبالتالي يُمكن ترسيخ أي أفكارٍ سواء كانت أفكاراً إيجابيةً أم سلبيةً في عقل هذا الطفل بسهولةٍ، فالقائمون على التربية ينظرون إلى الأطفال بأنهم خامةٌ قابلةٌ للتشكيل؛ ققد قيل قديماً "من شبّ على شيءٍ شاب عليه".

تعد مسؤولية تربية الأطفال من المهام الرئيسيّة والمهمة في الحياة، فعند تربيتهم تربيةً سليمة وصحيحة يضمن ذلك تمتعهم بالقيادة القادرة على مواجهة ما يتعرضون له.

إن الإعلام هو الشعاع الذي يصل إلى الجميع في كل الأماكن؛ في البيت والشارع والوظيفة، ويترك تأثيراً واضحاً على الأفراد، والأطفال هم أكثر الفئات تأثراً به، وقد يكون هذا التأثير إيجابياً أو سلبياً حسب ما يُقدّمه هذا الإعلام، فمن إيجابيات وسائل الإعلام على الأطفال مثلاً:

- تطوير قدرات الطفل الإبداعية: 

ويكون ذلك من خلال بعض البرامج التي تتناسب مع عمره وقدراته؛ كالبرامج التعليمية التي تجذب انتباه الطفل وترسّخ في ذهنه هذه المعلومات، والبرامج التربوية والدينيّة التي تعلّم الطفل أساسيات التعامل مع الآخرين بالطرق السليمة، وتعلّمهم الوضوء والصلاة، والذهاب إلى المسجد، وبعض العادات الإسلاميّة القيّمة، كبرامج السيرة النبوية الشريفة بصورةٍ محببةٍ للصغار لتعليمهم مراحل حياة الرسول الاكرم -صلى الله عليه واله وسلم- 
اضافة الى دوره في زيادة قدرات الطفل اللغوية: فمن خلال مشاهدة الطفل للبرامج والرسوم المتحركة؛ تزداد الألفاظ التي تختزن في عقله ويستطيع استخدامها في المواقع المختلفة. 

- تنبيه الخيال لدى الطفل:

فالطفل يحتاج إلى القصص المرئية التي تنمّي الخيال لديه، وهذا يزيد من قدرته على استيعاب تحديات الأمور المستقبليّة وتحليلها والقدرة على الاستنتاج والمقارنة.

-زيادة المعلومات التي يتلقاها الطفل: 

وهذا ما يزيد من قدراته الاستيعابيّة، فالطفل مستمعتي يتعلّم من الرسوم الكرتونيّة أكثر مما يتعلمه في المدارس.

كانت هذه جملة من الايجابيات التي يقدمها لنا الاعلام بوسائله المتعددة وفي الجانب الاخر هناك جملة من سلبيات وسائل الإعلام على الأطفال:

غرس المفاهيم الخاطئة في نفوس الأطفال:  من خلال البرامج التي تنقل عاداتِ وثقافاتِ الشعوب المختلفة؛ هذه العادات لا تتناسب مع مجتمعنا.

- إصابة الطفل بالازدواجيّة: وذلك نتيجة ما يراه في هذه الوسائل من معلومات وبين ما هو موجودٌ في مجتمعه. 

- غرس العنف والكراهية في نفس الطفل: وذلك نتيجة ما يشاهده في الأفلام من شخصيات خرافيّة ومخيفة وعنيفة، وكلّ هذه الأشكال والمشاهد تترسّخ في عقل الطفل وتُسبّب له الأرق، ومشاهدة الكوابيس، والأحلام المزعجة، وقد يقوم الطفل بتقليد هذه المشاهد ممّا يؤدّي إلى حصول حَوادث مؤسفة. والى إنتاج جيل لا يتحمّل المسؤوليّة ويبحث عن ملذاته ومتعته، ويفتقد إلى أسس التربية السليمة.

يشير علماء النفس الى ان التلفزيون يأتي في علم التربية الحديثة بعد الأم والأب مباشرة وبات من المؤكد تأثير التلفزيون على سلوكيات الأطفال طبقاً لجميع الابحاث العلمية في هذا المجال، واصبح من المستحيل الاعتماد على الوسائل القديمة في التربية والتنشئة والتوجيه, ولم يعد ممكنا ايضا منع الأطفال من مشاهدة التلفزيون او هذا الكم الهائل من البرامج والأفلام التي تشكل الآن احد المراجع الاساسية في سلوك وتفكير وتربية وتعليم الطفل، ولأننا نعرف مستمعتي ان الطفل مبدع بطبيعته وبتلقائيته ولهذا كثيراً ما تلاحظ الأم طفلها يؤدي حركات معبرة ويحادث نفسه مثلاً أمام المرآة حيث يقوم بتمثيل الاشياء والمواقف والاشخاص الذين يتعامل معهم في حياته، فمثلاً يقوم الأطفال بتمثيل أدوار المدرسين والتلاميذ مستخدمين في ذلك تفكيرهم وخيالهم وخبراتهم القليلة التلقائية."
فلاشك ان للتلفزيون اثار سلبية واخرى ايجابية في حياة الطفل ، حيث ان الافلام التي تعرض في التلفزيون تنقل الاطفال الى دنيا بديلة وقد تكون قريبة من دنيا الطفل بعض القرب ، وقد تكون بعيدة عنها، وقد يحيا الطفل بعض الوقت أو يحلم بها او ينفر منها أو يخافها.

وقد أكدت بعض الدراسات والبحوث الربط بين جرائم الأطفال وبين بعض الافلام التلفزيونية إذ أنها تساعد على بلورة بعض الميول الإجرامية لدى الأطفال، بالاضافة الى ذلك أيتها الأخوات فان الأفلام التي تستخدم حيلاً ومؤثرات صوتية وصورية تثير الاطفال وتجذبهم إلا أنها في نفس الوقت أداه لصرف الأطفال عن واجباتهم ، وايضا لا تقدم لهم القيم والمفاهيم التي نريد، حتى لو تضمنت جوانب ثقافية فقد لا تكون هي الجوانب التي نريدها لأطفالنا.

ويجب أن نعلم أخواتي أن أثر التلفزيون في الأطفال أشد وأسرع واقوى من تأثيره على الكبار لذا نرى الاطفال يجتمعون قبالته تاركين مقاعدهم عند عرض مادة مثيرة ويجلسون على الأرض قريباً منه متجاوبين مع حوادثه متفحصين الشخصيات التي يعرضها ومقلدين لكثير من الحركات التي يشاهدونها.

- ويؤثر التلفزيون في الأطفال عبر اكثر من طريقة: فيكسب الأطفال منه انماطاً في السلوك الاجتماعي في حياتهم الاعتيادية وبيئتهم المادية كما أنه يؤثر سلباً او ايجاباً في عملية التكيف الاجتماعي التي تسهم فيها الاجهزة الاخرى كالأسرة والمجتمع والبيئة.

إضافة الى ذلك مستمعتي فانه يسهم في بلورة وتغيير الاتجاهات من خلال اثارة ردود افعال عاطفية لدى الأطفال عن طريق تقديم مشهد درامي ذكي مع العلم ان لكل طفل قابلية خاصة للتأثر بالتلفزيون.

ومن التأثيرات الأخرى انه يجعل الأطفال يتعرفون الى أشياء كثيرة منذ صغرهم ومنها ما هي في محيطهم ومنها ما هي بعيدة عنهم، فالطفل الذي لم تتح له الفرصة لمشاهدة حياة الحيوان في غابة كثيفة او سفينة ضخمة تشق عباب البحر أو مسابقة سيارات يمكن أن يشاهدها من خلال الشاشة الصغيرة. 

إذاً.. كما استمعنا هناك آثار إيجابية وأخرى سلبية والمسؤولية الآن تقع على عاتقنا نحن..نعم، دورنا في أن نغرس المفاهيم الإيجابية ونقتلع جذور السلبية منها بالتوجيه والكلمة لا بالغضب والعنف، فكما تعلمون أن كل ممنوع مرغوب، فعلينا أن نهيء الاجواء الايجابية والتي ليس لها اثر يذكر وكما وعلينا إبعاد أبناءنا قدر المستطاع عن الإعلام السيء وكل وسائل التكنلوجيا الضارة التي من شأنها تدمير هذه البذور الصغيرة وتشويه القيم والعادات واستبدالها بقيم لا تمت للاسلام بصلة.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج ربيع وزهر- الحلقة الثانية - الدورة البرامجية51.

 

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا