دور المدرسة وریاض الأطفال في تنمية الإبداع لدى الطفل
2020-02-09 08:40:37
142

مما لا شك فیه إن ریاض الأطفال تسعى إلى تأهيل الطفل تأهيلاً سليماً للالتحاق بالمرحلة الابتدائية وذلك حتى لا يشعر الطفل بالانتقال المفاجئ من البيت إلى المدرسة، حيث تترك له الحرية التامة في ممارسة نشاطاته واكتشاف قدراته وميوله وإمكانياته وبذلك فهي تسعى إلى مساعدة الطفل في اكتساب مهارات وخبرات جديدة، ويحتاج الأطفال في هذه المرحلة إلى التشجيع المستمر من معلمات رياض الأطفال من أجل تنمية حب العمل الفريقي لديهم، وغرس روح التعاون والمشاركة الإيجابية، والاعتماد على النفس والثقة فيها، واكتساب الكثير من المهارات اللغوية والاجتماعية وتكوين الاتجاهات السليمة تجاه العملية التعليمية.

إن مرحلة رياض الأطفال مرحلة تعليمية هادفة لا تقل أهمية عن المراحل التعليمية الأخرى كما أنها مرحلة تربوية متميزة، وقائمة بذاتها لها فلسفتها التربوية وأهدافها السلوكية وأساليبها التعليمية والتعلمية الخاصة بها، وترتكز أهداف رياض الأطفال على احترام ذاتية الأطفال وفرديتهم واستثارة تفكيرهم الإبداعي المستقل وتشجيعهم على التغير دون خوف، ورعاية الأطفال بدنياً وتعويدهم العادات الصحية السليمة ومساعدتهم على المعيشة والعمل واللعب مع الآخرين الطبيعة واكتساب العادات السليمة وتعويدهم التضحية ببعض رغباتهم في سبيل صالح الجماعة.ومع أن منهاج رياض الأطفال لا يقوم على أسس أكاديمية أو خبرات محددة وإنما يقوم على توفير مختلف الخبرات والتجارب التي تخدم الطفل وتكسبه الخبرة اللازمة وتعمل على تنميته في مختلف مجالات النمو المختلفة.

بعد ھذه المرحلة یبدأ الطفل بالدخول الى المدرسة وھو في مرحلة حساسة أيضاً من عمره لذا فان تنمیة الإبداع والقدرات العقلیة لدیھ تعتمد الى حد كبیر على المدرسة وریاض الأطفال بالإضافة الى دور الأسرة والأبوین تحدیداً؛ لذا سنشیر خلال ھذه الرافد  مستمعتنا الفاضلة الى سمات المربي الناجح والغرفة الصفیة المتمیزة ونوعیة الانشطة المدرسیة التي من المھم الاھتمام بھا . إن من سمات المعلم والمربي الناجح هو أن یعمل على تنمیة الإبداع لدى الطفل وإثارة جمیع القوى الكامنة لدى الطفل المبدع ویعمل على تشجیعھ على المناقشة باستمرار، ویتقبل معارضة الطفل لھا، ویفھم طبیعة الطفل فھما جیداً بحیث یراعي ظروف الطفل المبدع وطبیعته خاصة وأن الطفل المبدع دائما  یمیل الى العزلة احیاناً، فيقوم المعلم بطرح الأسئلة التي تشجع الإبداع لدى الأطفال ویساھم في تطویر قدراتھم الإبداعیة بحیث تثیر ھذه الأسئلة دافعیة الإبداع لدیھم، وتتطلب منھم وقتاً طویلاً وجھداً ذھنیاً شاقاً مثل: ما الذي یحدث إذاً؟ وكذلك ينبغي أن یؤمن بأن استعدادات الطفل یمكن أن تنمو وتزدھر أو تطمس وتختفي أو تتغیر وجھتھا ویؤمن كذلك بأن الطفل یمتلك قدرات ذھنیة واسعة یستطیع بھا أن یحقق المستحيل إذا توافرت لھ الظروف المواتیة، والاعتقاد بوجود فروق فردیة واسعة بین الأطفال ومراعاتھ في البرامج التعلیمیة واسالیب التعلیم، والایمان بأن القلق والاضطرابات النفسیة الأخرى ھي من المعوقات الرئیسیة للأبداع ولذلك فھم یساعدون الطفل على التخلص منھا، والمعلم الناجح أيضاً یستخدم في تعلیمه اشیاء مثیرة للأطفال. .ويخلق مواقف تجعل الأطفال یتنافسون فیما بینھم، ولا يفضل جنساً من الأطفال على  الاخر، ويشجع الأطفال على عرض ما لدیھم من أفكارويحترمھا ويناقشھا وحتى أن لم تكن مھمة وأن كانت بسيطة.

وإن المعلم الناجح أيضاً يتوسع في المادة ولا يكتفي بالاعتماد على مادة الكتاب المدرسي فقط في التعلیم الصفي، بالإضافة الى سمات المعلم الناجح هناك مستمعتي الفاضلة أنشطة كثيرة لتنمیة الإبداع لدى التلامیذ في المدرسة فھناك مجموعة من الانشطة التي یمكن أن یستفید منھا المربي في عملیة التعلیم إذ تعمل على تنمیة القدرات الإبداعیة لدى الطفل وتوجد بعض الاجواء التي تساعد على أن تكون المدرسة بیئة ثریة وملائمة لنمو الإبداع عند التلامیذ ، لأن المدرسة بامكانھا أن تكون بیئة ایجابیة لنمو الإبداع لدیھم وقد تكون على العكس بیئة قاتلة للأبداع وھذا یعتمد على ظروف المدرسة والیاتھا في التعلیم، ومناھجھا وخصائص المربین فیھا، وعلى الانشطة التي تمارسها وغیرھا من العوامل.

ومثلما أن بعض المربين الفضلاء وهم المعلمون قادرون على أن يبنوا جيلاً مبدعا هم قادرون أيضاً على قتل روح الإبداع في نفوس الأطفال المبدعين فمما يذكر أن إحدى المعلمات في يوم ما طلبت من أطفال الصف الثاني من المرحلة الابتدائیة أن یرسموا رأس انسان وانشغل الأطفال برسم المطلوب منهم لمدة وبعدھا ذھب طفل الى المعلمة لیقول لھا أن لدیه مشكلة وبعد أن شرح لھا مشكلته اكتشفت المعلمة أن الطفل یرسم ما بداخل الرأس، فإذا بھا تثور في وجھه وتأمره أن یكف عن الرسم حتى یرى الآخرین ماذا رسموا، ثم قالت للأطفال في الصف: انظروا ماذا رسم ھذا النابغة (على سبیل السخریة) طبعاً إنھ غیر قادر على رسم رأس، ثم طلبت من الأطفال أن یرفعوا رسومھم كي یراھا الطفل المغبون قائلة لھذا الطفل: انظر أیھا النابغة الى الرأس كیف یكون كلھم رسموا المطلوب إلا أنت، ونظر الأطفال الى زمیلھم بسخریة أما الطفل المھان فلم یكن في مقدوره إلا الجلوس خجلاً، وكأنه ارتكب إثماً كبیراً، لكن ما تعلمه ھذا الطفل من معلمته أكبر بكثیر مما تعلمه عن كیفیة رسم الرأس، لقد تعلم ھذا الطفل أن الأفكار غیر المألوفة لیست مطلوبة. وهذا بدوره أختي الفاضلة يعتبر قاتل لفكر هذا التلميذ وأن كان قادر على ذلك فانه تجمد في فكره بسبب سوء اسلوب المعلمة تجاهه وسخرية زملائه له وبذلك تكون هذه المعلمة قد قضت على ابداع الطفل بدل أن تنميه وتطوره.


هناك أنشطة ينبغي أن يدركها كل معلم ومربي تنمي الإبداع لدى الطفل وتطوره ومن هذه الانشطة التي من الضروري أن تھتم بھا المدرسة وتمارسھا لتنمي الإبداع لدى التلامیذ هي: تقدیم أنشطة التفكیر والاستخدام القلیل لأنشطة الذاكرة، وتوفیر مناخ یتسم بالقبول وتشجیع التعبیر العفوي التلقائي، مع تقدیم مثیرات ثریة ومتنوعة من البیئة، كذلك طرح اسئلة مثیرة جداً، وأيضاً تدریس مھارات التفكیر الناقد مثل الاصالة والطلاقة والمرونة

إضافة الى هذه الانشطة أختي المربية توجد خمس مبادىء أساسية والتي ينبغي على المعلم أن یستخدمھا في تدریب تلامیذه على الابتكار والإبداع  وهي:

 - احترام أسئلة الطلبة.

- وكذلك احترام خیالات التلامیذ التي یعبرون عنھا مع إظھار قیمة لفكر التلامیذ. 

- السماح للتلامیذ بأن یقوموا بأداء بعض الاستجابات دون تھدید بما یسمى ب( التقویم الخارجي)، وأيضاً على المعلم أن یربط ربطاً محكماً بین الأسباب والنتائج.

وأخير نقول إن صناعة جیل مبدع مسؤولیة الجمیع الآباء، المربون، المعلمون، فالكل عليه الاهتمام بهذه المسؤولية العظيمة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج روافد الإبداع - الحلقة التاسعة - الدورة البراجية 41.

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا