دور الأسرة في تنمية الابداع لدى الطفل
2020-02-08 10:44:05
693

 يتلقى الطفل في الأسرة من الخبرات ما يعده إلى الاستجابة بطريقة إيجابية أو سلبية للمواقف القادمة في حياته، حيث يتم تدريبه منذ وقت مبكر على تنظيم قدراته وسماته، ويصحب هذا التدريب جو وجداني خاص يغلب عليه الود والتقبل أو التهديد بفقدان الود أو فقدانه فعلاً والمناخ الأسري الذي يشعر الفرد فيه بقدر ملائم من الاستقلال والديمقراطية والتقبل قد يوفر له الفرص الملائمة للشعور بالثقة بالنفس والقدرة على اتخاذ القرارات وإنجاز الأعمال، فمنح الوالدين للأبناء الاستقلال يشجع الأبناء على الانفتاح على الخبرات الجديدة والمغامرة، ويشجع الأبناء أيضاً على المناقشة في المسائل المختلفة والاستفسار عن الأمور التي يصعب عليهم فهمها مما يكسبهم الخبرات والمعارف وكذلك للأسرة دور مهم في دفع الفرد الى مجاراة قيمها واتجاهاتها أو عدم مجاراتها، وهذا الدور يتحدد من خلال أسلوب التنشئة الذي تمارسه الأسرة مع أبنائها، وخصوصاً في المسائل التي تحتاج الى الإيضاح والتي تتطلب وجود فكرة واضحة وقناعة ثابتة عند الطفل عنها كالقيم والأخلاق العامة والمبادئ المهمة في حياة الأسرة وأيضاً للأسرة دور مهم جداً في خلق الاستعداد الملائم للطفل كي يكون مبدعاً، من خلال الكثير من السلوكيات والتصرفات والاتجاهات في التعامل مع الطفل وتوفير البيئة الصحية والملائمة لذلك، وأن أي متغير يحدث في الأسرة سيكون له أثره على حياة الطفل في الجانب الابتكاري والإبداعي سواء كان تغيراً سلبياً أو إيجابياً لذلك لا بد من التعرف على طبيعة الأسرة والجو الذي لا بد من توفيره للطفل كي يتكون الاستعداد للابتكار لديه خلال مدة حياته الأولى في الأسرة والتي سيكون لها الأثر الأكبر على حياته المستقبلية.

أختي الفاضلة إن دور الأسرة في تنمیة القدرات العقلیة والإبداعیة لدى الطفل مهم جدا، لانھا تعد المحضن الأول والأساسي للطفل في مراحل عمره الأولى فهو یقضي وقتھ كاملاً في تلك البیئة، لذلك لھا تأثیراتھا الكبیرة جداً على شخصیته ونفسیته وعقلیته وسلوكه، ولأھمیة دور الأسرة خصصنا ھذه الحلقة لنشیر الى وصایا مهمة للوالدین وللأسرة بشكل عام؛ لأنه قد یوجد فرد في الأسرة یھتم بالطفل أكثر من الوالدین نفسيهما ليكون عاملاً مساعدا لھم لیقوموا بدورھم ویؤدوا رسالتھم بشكل جید وإیجابي إن شاء الله تعالى .. فمن هذه الوصايا التي ينبغي للأسرة أن تأخذها بنظر الاعتبار هي:

- تدریب الطفل على التفكیر وإعطاءه الوقت الكافي لیفكر في المسألة التي تریدون أن یفكر فیھا.

- تشجیعه على التخیل وطرح الأسئلة واحترام أسئلتھ وأخذها بجدية.

- ينبغي توفیر الألعاب المتنوعة والھادفة، والأدوات التي یحتاجھا إذا كان یرغب في إجراء بعض التجارب من خلال الألعاب، وكذلك مشاركتھ اللعب وتشجیعھ على اللعب الجماعي فله دور كبير في التنمية.

- الإكثار من المثیرات التي تحرك حواسه وتفكیره.

- تخصیص وقت من قبل الوالدین لقضائه مع الطفل یومیاً بالتحدث معه ومناقشته ومتابعة مواھبه واللعب معه.

- وكذلك توفير توفیر مناخ من الحریة والاحترام والانسجام العائلي وذلك بإشاعة المودة 
والدفء والحنان داخل الأسرة.

- والابتعاد عن المحاسبة الصارمة والعنیفة على كل صغیرة وكبیرة ومساعدته في الاستفادة 
من أخطائه بدلاً من عقابه.

- إضافة الى مشاركته اھتماماته وانشطته وتشجیع السلوك المتمیز لدیه.

- منحه الثقة في نفسه وفي قدراته.

-  تدریبه على التوقع والتنبؤ؛ فمثلاً عند مشاھدة فیلم كرتون نطلب منه توقع نھایة ھذا الفیلم.

-  تخصيص وقت للعمل على تنمیة قدراته بتھیئة الفرص لذلك، فمثلاً  في المجال الریاضي تخطیط وقته حتى یمارس ریاضته المفضلة في وقت ملائم، وتوفیر احتیاجاته من ملبس وأدوات لازمة لممارسة النشاط، أما في المجال الفني  ينبغي توفیر الأدوات اللازمة لعمل لوحة او شكل فني مثل الورق، الألوان، الأقلام الملونة، بقایا مستھلكات یمكن إعادة ترتيبھا في شكل فني، وتعلیم الطفل عدة مھارات فنیة" فمثلاً بالنسبة للفتیات من المھم أن یتدربن على الحیاكة والخیاطة والنقش على القماش والرسم على الزجاج وتركیب الأشیاء وغیرھا من الأعمال الیدویة والمھارات الفنیة كذلك بالنسبة للفتیان یمكن الاھتمام بالرسم بأنواعه والزخرفة والخط والأعمال الیدویة الأخرى.

كذلك ينبغي مساعدته على التعبیر عن أفكاره، مع إعطائه صوراً ویطلب منه أن یكون منھا قصة، وتشجیعه على قص القصص والحكایات مع التصحیح المتدرج للتعبیرات المستخدمة.

وفي المجال العلمي يمكن شراء المجلات العلمیة الملائمة له وبعض الأفلام العلمیة وبعض قصص العلماء واھم الاختراعات العلمیة، وتشجیع  الطفل على إجراء بعض التجارب العلمیة البسیطة، تشجیعه على متابعة الأخبار والبرامج العلمیة.

 - من الضروري مساعدة الأطفال على قبول التغییر؛ فالطفل الذي یستاء من الظروف الجدیدة یكون غیر قادر على التعبیر عن قدراته الابداعیة، وكذلك مساعدته  على إدراك أن بعض المشاكل لیس لھا حلول سھلة، ھذا ربما یساعد الأطفال على عدم التوتر العصبي عندما لا یجدون حلاً مباشراً لمشكلة أو سؤال.

- وأما مساعدة الطفل على إدراك أن بعض المشاكل لھا أكثر من حل ممكن فيشجعه على البحث عن أكثر من حل، ومن ثم تقییم الإجابات لاختیار الأفضل.

ومن المهم ربط الطفل بإبداعات الله العظمى في خلقه وفي كونه، وذكرھم بالانسجام الكبیر 
بیننا وبین ما أبدعھ لله سبحانھ من مخلوقات.

-  تشجيع  الأطفال بالقول  لھم أن أفكارھم ثمینة ولھا قیمة كبیرة مھما كانت صغیرة، وتشجعھم على النقد النافع البنّاء الذي لا إساءة فیھ ولا تحطیم لأفكار الآخرین.

- غرس الشجاعة فیھم وتحريرھم من الخوف من نقد الآخرین وسخریتھم أو من الخوف من الفشل.

- وكذلك تدربھم على تولید الأفكار، وتشجيعھم على الحوار والنقاش مع التسامح وحریة الرأي.

 - وتعليمھم أن الحیاة لا طعم لھا من دون عمل نافع مفید، وأن من لم یزد شیئاً على الدنیا فھو زائد علیھا.

-  وكذلك تدربھم على حسن الإنصات لأي فكرة أو رأي مھما كانت، مع الحرص على تمكینھم من مھارة الإلقاء والخطابة والطلاقة اللفظیة.

- دعوتھم الى ممارسة العادات الصحیحة في النوم والأكل والشرب والراحة والحركة.

- وكذلك تعلمھم أن التوفیق من لله تعالى وأن علیھم الاستعانة بالله مع بذل الأسباب.

- وينبغي أن يكون التعامل مع الأطفال بإسلوب التعزیز والمكافأة فهو أسلوب يؤدي الى نتائج إيجابية للطفل أكثر من أسلوب العقاب الذي يؤدي الى نتائج  سلبية غير محببة للأسرة وللطفل.








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج روافد الإبداع - الحلقة الثامنة - الدورة البراجية 41.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا