أختي الفاضلة.. سنتطرق إلى الرافد الخامس من روافد الإبداع والذي يتمثل بمتطلبات النمو الإبداعي.
 أخيتي الطيبة.. لكي یصبح الطفل مبدعاً فإنه یحتاج الى بیئة غنية بالمحفزات والمثیرات التي تحرك حواسه وتعد الأسرة البیئة المناسبة والبیئة الأولى لتنشئة الطفل المبدع؛ لأن الطفل في سنواته الأولى  یكون في أغلب الأوقات متواجداً في البیت، فالأسرة ھي الحضن الأول للطفل ولكي تصبح ھذه البیئة ثریة ویكون تأثیرھا إیجابیاً على الطفل ینبغي أن تراعي الأسرة والمربون بعض النقاط المهمة والتي تعد من متطلبات للنمو الإبداعي أو ھي حاجات أساسیة لتنمیة الإبداع لدى الطفل، سنركز خلال ھذا الرافد على تلك المتطلبات ونرجو من كل أب وأم ومربٍّ  الاھتمام بھذه النقاط وتطبیقھا قدر الإمكان؛ لنصل الى الغایة والھدف المنشود إن شاء الله تعالى، ومن هذه المتطلبات هي: تنمیة الفضول المعرفي وحب الاستطلاع فإن للطفل فضولاً عجیباً ولدیه حب استطلاع كبیر وھو دائم السؤال وھذه جمیعھا نقاط إیجابیة وتحتاج الى من یتعامل معھا بالطریقة الصحیحة لكي ننمي عند الطفل ھذه الصفات فھي ستساعد الطفل على اكتشاف الكثیر من الأمور وستكون خطوة مھمة على طریق الإبداع.

   نقطة البدایة تكمن في الجھد الذي تبذله الأسرة لتنمیة قدرات طفلھا الإبداعية، ھي تنمیة الفضول المعرفي لدیھ، الطفل یبدأ بطرح الأسئلة في الثالثة من عمره وھو في ھذه المرحلة یھتم بلفت أنظار الكبار إلیھ لكن اھتمامات الطفل تتغير في مرحلة لاحقة فیبدأ بطرح أسئلة تنم عن حب الاستطلاع وھي أسئلة دقيقة وينتقل بھذه الأسئلة من (لماذا)  الى  (ماذا  ومَن)  وما أن یبدأ الطفل بالسؤال عن كیفیة الأشیاء حتى یكون قد دخل المرحلة الفكریة.
   لذلك على الأبوین ومن في الأسرة أن یقوموا بدور إیجابي حول أسئلة الطفل وحب استطلاعھ، فعندما یطرح الطفل سؤالاً فإنھ تتكون صورتان متناقضتان أو صورة سلبیة وصورة إیجابیة  فعندما يطرح الطفل الأسئلة على المربین

ينبغي مراعاة النقاط التالیة:

- أن ینظر الى الطفل الذي یسأل نظرة ایجابیة فقد یتصور البعض أن الطفل الذي یسأل كثیراً ھو طفل غیر مؤدب طفل ثرثار لا یتصرف كالصغار وھو في الحقیقة إحدى الخصائص العقلیة.

- الإجابة على أسئلة الطفل بطریقة صحیحة وجیدة وتشجیعھ لیزید من أسئلتھ.

- إثارة حواسه وتنبیھھا بطرق شتى وتحفیزه لطرح الأسئلة وتشجیعھ على ذلك.

 إن الثقة بالنفس من الصفات المهمة التي یتصف بھا الطفل المبدع فكل أسرة ترغب في تنشئة طفل مبدع علیھا أن تعمل جیداً على تنمیة ھذا المفھوم؛ لأنھ صفة أساسیة فالواثق من نفسھ یقدم على الأشیاء، یبتكر ویبدع أما الآخر فلا یتحرك ولا یفعل أي شيء فھو لا یمتلك الجرأة للقیام بأي محاولة، وھنالك طرق متعددة یمكننا من خلالھا غرس ھذه الصفة وتنميتها.

تتسم الشخصیة المبدعة بأنھا تعتز بذاتھا كما تتسم بتقدیر الذات، وما یكونه الفرد عن ذاته إنما ینتج عن تفاعله مع بیئته الاجتماعیة، التي تسھم في تكوین ھذا المفھوم عن الذات، وعلى ذلك فالأسرة إذا شاءت أن تربي طفلھا تربیة إبداعیة، وأن تنمي قدرات الإبداع فیھ، فإن علیھا أن تساعد الطفل على تقبل ذاتھ، وأن تنمي احترامھ لذاتھ وثقتھ بھا، وھناك علاقة وثیقة بین مفھوم الذات الموجب وبین الإبداع وبين الإنجاز والنجاح ومن الطرق التي لھا الأثر الكبیر على تعزيز ثقة الطفل بنفسه ھي إشباع حاجة الحب لدى الطفل، فاللطفل حاجات عدیدة ھو بحاجة الى إشباعھا منھا الجانب العاطفي بأن یعبر الأبوان عن حبھما الكبیر لطفلھما بالتقبیل والاحتضان والكلمات ومسح الرأس وشراء الھدایا وإلخ، فھذا الجانب ضروري جداً.

- تعزيز الثقة الاجتماعیة: عندما یجالس الطفل الكبار ویجتمع مع الصغار فإنه تنمو ثقته الأجتماعیة بنفسه.
ویمكن تعزيز الثقة الاجتماعیة لدى الطفل كذلك من خلال تعویده سنة السلام " وكان الرسول (صلى لله علیھ وآله) یسلم على الصغار عندما یراهم في الطرقات یلعبون وكان ھذا الشيء یترك الأثر الإيجابي على الأطفال.

أختي الطيبة ھناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على دماغ الطفل وتفكیره وإبداعاته ومنھا:

 - الحركة: "یدرك علماء النفس، أھمیة مرحلة الحبو أو الزحف في حیاة الطفل، في ھذه المرحلة یزحف الطفل أو یحبو ویحاول التعرف على الأشیاء من خلال الإمساك بھا وتحریكھا او ذوقھا أو سماع صوتھا، وتتكون نتیجة لھذه الحركات ملایین الارتباطات الدماغیة.

-البصر: والرضاعة ولكنھ في الحقیقة یحتاج الى ان تحفزحواسھ بواسطة الكثیر من المثیرات التي تنمي قدراتھ، یقول علماء الأعصاب: إن معظم قدرات الإبصار تتكون في الشھور الستة الأولى من حیاة الطفل، حیث تبلغ ذروة نموھا ما بین الشھر الثاني والشھر الرابع من حیاة الطفل، فیتكون أكثر من ٣٠ موقعاً بصریاً في الدماغ منھا ما یختص باللون، أو الإحساس بالحركة أو الإحساس بالعمق، أو تمییز تدرج الألوان.
 ویرى المختصون أن الطفل في ھذه المرحلة من العمر ینبغي أن یتعرض الى مثیرات كثیرة ومتنوعة، ومن بینھا لمس الأشیاء وتحسسھا والإمساك بھا وتحریكھا والتعرف على شكلھا ووزنھا وقابلیتھا للحركة ویرون أیضاً أن استجابة الوالدین وردود فعلھما على حركات الطفل لھا أثر كبیر على التطویر المبكر لقدرات الطفل البصریة.

- اللغة: إن الارتباطات اللغویة تبدأ في التشكل في دماغ الجنین، وأن بعض المشكلات اللغویة تعود جذورھا الى الإجھاد والضغط النفسي للأم في فترة الحمل، لقد لوحظ وجود ارتباط بین فترة الحمل الملیئة بالإجھادات المتنوعة والضغوط النفسیة وبین المشكلات اللغویة التي یعاني منھا الطفل مثل التأتأة او الفأفأة والضعف في التعبیر عن الأفكار.

إن الأطفال الذین یتحدث الوالدان معھم بكثرة ویستعملون في حدیثھما لغة الكبار یطورون مھارات لغویة أفضل من غیرھم من الأطفال.
كما یرى المختصون أن الأكثار من مخاطبة الأطفال بلغة واضحة في مرحلة الرضاعة یمھد الطریق لتطویر مھارات القراءة في المراحل اللاحقة وتجدر الأشارة ھنا الى ما ورد في السنة الشریفة من حث على الأذان والإقامة في أذني الطفل منذ لحظة الولادة.

- الأكل: من أھم الأشیاء التي تھتم بھا الأم ھي كمیة الطعام التي یتغذى علیھا الطفل وھناك من الأمھات من تحضر أنواع مختلفة من الوجبات الغذائیة في سبیل أن یتغذى طفلھا بشكل جید، ولكن ھل ھناك بعض المواد الغذائیة التي تساعد على نمو الطفل من ھذه الناحیة التعليمية؟

نعم، توجد ھذه الأنواع من الأغذية كما توصلت إلیھا الأبحاث  تصمم البرامج الغذائیة والوجبات للأطفال لتقویة نمو الجسم غالباً مثل تقویة العظام وبناء العضلات.

- الشرب: نظراً لإنشغال الأطفال في أغلب الأحیان باللعب والحركة والنشاط فإنهم ینسون شرب الماء حتى عند العطش ولأھمیة شرب الماء بالنسبة للأنسان وخصوصا الأطفال ینبغي على الأبوین أن ینتبھا لأطفالھم ومقدار ما یتناولونه من كمیة الماء أو تذكیرھم بین الحین والآخر بأن یشربوا الماء وخصوصاً عندما يكون الطفل مريضاً مصاباً بالإسهال فإنه يحتاج الى الرعاية الكاملة لئلا يتعرض إلى الجفاف وتأثيراتها السلبية.

- قضاء الحاجة: من الأمور المھمة التي تحتاج الى العنایة بھا ھي تدریب الطفل وتعویده على قضاء حاجته في الوقت الذي یحتاج فیه الى ذلك ولا یؤخر ھذا الأمر لإنشغاله ببعض الألعاب أو لمشاهدته إحدى البرامج أو لأنه يتحدث مع صديقه أو لأي سبب كان  لأن ذلك يحدث أضرار.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج روافد الإبداع - الحلقة السادسة - الدورة البرامجية 41.