مفاهيم أساسية للمربين
2020-02-06 07:30:49
54

ھناك مسائل ھامة جداً ینبغي أن نشیر إليها ونوضحها لنساعد الآباء والأمهات والمعلمین والمربین ومن له الرغبة بأن یساھم في إعداد جیل مبدع للمستقبل كخطوة أولى لیكونوا على بصیرة في خطواتھم التي یخطونھا نحو تحقیق ھدفھم، لذا في ھذه الخطوة سنشیر الى بعض المفاھیم الأساسیة، فكل شخص ینظر الى الإبداع بمنظاره الذي یتوقف على مدى دراسته واستفساره عن الإبداع فعندما یذكر موضوع الإبداع یتصور البعض أن ھناك أطفال محظوظون یولدون والإبداع یجري في عروقھم، والبعض یتصور أن المبدع ھو صاحب الدرجات العالیة في الدراسة.

وھناك من یسأل ھل یملك جمیع الأطفال ملكة الإبداع ؟ھل بالإمكان تنمیة الإبداع عند الطفل؟ ھل للوالدین الدور في تنمیة الإبداع عنده؟ وما ھو تأثیر البیئة والمحیط علیھ؟
وغیرھا من التساؤلات الكثیرة فعن طریق ھذه المفاھیم ستتوضح الصورة بشكل جید وستكون ردا على ھذه التساؤلات وغیرھا.

مستمعتي من المھم أن نشیر في بدایة الى معنى الإبداع او ما ھو الإبداع؟
إن الإبداع ھو عملیة القیام بشيء جدید من خلال عدة وسائل أو طرق منھا الاضافة على شيء موجود مسبقاً بحیث تزید من فائدتھ أو تغییر من استعمالاتھ أو من خلال التعدیل أو التركیب أو التحلیل بأیة طریقة المھم النتیجة النھائیة ھي الوصول الى شيء جدید وأن الانسان المبدع یفكر تفكیراً إبداعیاً.

نعم، المطلوب من المربین تشجیع الطفل لیستعمل عقله ویتفكر لأن للانسان قدرات عقلیة كبیرة، فلنعود أطفالنا على التفكیر ونثیر حواسه بأسالیب متنوعة لیفكر ویبدع وینسجم ویتناسق مع ھذا الكون المبدع ھذا الكون الذي یدل كل حركة وكل شيء فیھ على عظمة وإبداع الخالق عز وجل فإن لله سبحانھ وتعالى یوجھنا في آیات كثیرة أن نفكر ونستعمل قدرات عقولنا وننظرونتمعن ونتأمل فیما حولنا لنصل الى النتیجة والحقیقة التي تغیر حیاتنا وتوجھنا نحو الایمان والإبداع والعمل لعمارة ھذه الأرض على اكمل وجھ وعندما نتذكر ونقرأ ھذه الآیات نحس بھذه المعاني فلننظر في قولھ سبحانھ وتعالى في سورة آل عمران: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف اللیل والنھار لآیات لأولي الألباب الذین یذكرون لله قیاماً وقعوداً وعلى جنوبھم ویتفكرون في خلق السموات والأرض)، فإثارة حواس الطفل یدفعھ لینظر أو یتفكر في بعض الاشیاء في ھذا الكون مثل نمو النباتات والأزھار أو أي شيء آخر یثیر التساؤلات في نفسه ویتعلم الكثیر من الخبرات ویصبح حساساً لما یجري حولھ، فالطفل أختي الفاضلة في مرحلة الطفولة حساس یلاحظ ما حولھ یسأل كثیراً یحاول أن یستكشف العالم من حولھ فتراه یجول في أرجاء المنزل لیبحث ویستكشف ولیشبع فضوله ولكن الكثیر من المربین ینظرون الى حركته ونشاطه واسئلته نظرة أخرى فیقیدون حركته ویسخرون من أسئلته ویھملونھا ولا یعطونه المجال لیفكر أو لیجیب عن سؤال وجه إلیهم ويأمرونه أن یتصرف كالكبار وھو ما زال طفلاً یعیش طفولته ویحتاج الى الكشف عن خبرات كثیرة فھو یكبر یوماً بعد یوم ونحن نقتل الإبداع فیه یوما بعد یوم دون أن نشعر بذلك فمرحلة الطفولة مرحلة حساسة جداً، وإن ما نحن فیه الیوم من تكنولوجیا متطورة ومتقدمة ووسائل لخدمة الانسان إنما ھي نتاج عقول فكرت وأنجزت وحققت الكثیر مما أدى الى حدوث تغییرات كبیرة في حیاة الانسان، فلنعمل إذاً مستمعتي على تھیئة الجو المناسب لأطفالنا لیفكروا ویتعلموا ویبدعوا ولنزید من ذكائھم وخبراتھم بشتى الطرق والوسائل حسب استطاعتنا وبذلك ننمي الإبداع في نفوسھم وعقولھم فمن فوائد تعلیم التفكیر تحسین القدرة على الإبداع، وتحسین مستوى التفكیر وفاعلیته، وارتفاع مستوى الانجاز،وتحسین وتطویر مفھوم الذات ورفع مستوى الاتجاھات الایجابیة نحو التعلم عند الطلبة والمعلمین، فان النتیجة النھائیة للتعلم ھو الذكاء وكلما ازداد تعلمك ازداد ذكاؤك.

 "یرى بعض الخبراء أن الدماغ البشري قادر على إجراء ارتباطات بأكثر من عدد الذرات في ھذا الكون فتبارك لله أحسن الخالقین، وأن الطریق الى زیادة الذكاء یتمثل في العمل وممارسة حل المشكلات وإعمال العقل والفكر في مناقشة الأمور الحیاتیة وطرح أفكارك على الآخرین والاستماع الى آرائھم وتبادل الأفكار وتخصیص أوقات للتأمل والتفكر في اتخاذ القرارات فكل ھذه الأمور مستمعتي تقوي شبكات الارتباط في الدماغ وتوسعھا وتسھل عملیة الاتصال، الأمر الذي یزید من سرعة التفكیر، ویقوي الذاكرة ویزید من القدرة على التعلم" فبمقدور المربین أن یوجھوا الأطفال نحو ھذه المسائل التي تزید من الارتباطات من خلال اللعب والحوار ووسائل أخرى سنشیر إلیھا لاحقاً في خطوة أسالیب تنمیة الإبداع عند الأطفال، وسنتطرق أیضاً الى مھارات التفكیر الإبداعي أو عناصره لكي یسھل على المربین اختیار الأنشطة المناسبة لتنمیة التفكیر الإبداعي لدیھم.

في بداية الحلقة طرحنا بعض الاسئلة من ضمنها من یمتلك الإبداع نعم مستمعتي كل طفل یولد وقد اكرمه لله سبحانه وتعالى بنعمة عظیمة ألا وھي نعمة العقل وبأعمال ھذا العقل واستعمالھه یستطیع الانسان أن یحقق الكثیر الكثیر فالإنسان یبدع من خلال عقله ونمط تفكیره فكل إنسان مبدع ونحن لا نعلمه الإبداع فالإبداع موجود في نفس كل واحد منا وكل واحد من أبنائنا لدیه ملكة الإبداع والمطلوب منا فقط معرفة بعض الوسائل والطرق لتفجیر تلك الطاقات المكبوتة".

أھم نقاط الخطوة الأولى التي يجب أن نطبقها :-

- إن الإبداع ھو الاتیان بشيء جدید.

- تدریب الأطفال على التفكیر الإبداعي بعدة طرق سینمي طاقاتھم الإبداعیة.

- بمقدور أي طفل یمتلك نسبة من الذكاء أن یكون مبدعاً إذا ما توفرت لھ البیئة والمناخ المناسبین لإثارة حواسه وتحفیزه.

ولكن ھناك أسئلة أخرى مستمعتي وهي: متى نبدأ بتدریب الأطفال على التفكیر الإبداعي ونثیر حواسھم؟ ما ھو العمر المناسب لتنمیة قدرات الطفل الإبداعیة؟ ما ھي مراحل النمو التي یمر بھا الطفل وما ھي أھم مرحلة ولماذا؟ فترة الحمل ھل لھا تأثیر على ابداع الأطفال؟ أسئلة كثیرة تتبادر الى الأذھان عندما نتحدث عن تنمیة الإبداع عند الطفل لذلك سننتقل الى الخطوة الثانیة من خطوات الطریق نحو طفل مبدع لكن في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج روافد الإبداع- الحلقة الثانية - الدورة البرامجية 41.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا