أهمية وجود الأطفال في حياة الزوجين
2020-01-30 10:27:09
911

أختي الكريمة.. لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على خلقه مسلمهم وكافرهم بنعم ظاهرة وباطنة، سخر لهم ما في السموات والأرض وما في البر والبحر، وآتاهم من كل ما سألوه، خلق آدم (عليه الصلاة والسلام) وخلق له من نفسه حواء أنيساً للمودة والرحمة والسكن والألفة، ثم تفضل عليهما بزينة الحياة الدنيا من الذرية التى منها تفرعت القبائل والشعوب والأمم وسعت إلى عمارة الأرض إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها)، قال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).

كلنا نعرف أهداف الزواج فمنها التكامل الإنساني، الشعور بالطمأنينة والاستقرار، واستمرار النوع البشري، لذا تحتاج الحياة المشتركة إلى عامل قوي يمدّها بالديمومة والاستمرار، فلو أراد شخصان السفر معاً مدة أسبوع واحد فإنهما يحتاجان إلى أساس مشترك يجذبهما للسفر سوية وتحمل أحدهما الآخر.
أما الحياة الزوجية، ولأنها رحلة العمر كما يقولون فإنها تحتاج إلى عوامل جذب قوية تدفع الطرفين للحياة معاً والسفر سوية في طريق الحياة، وعوامل الجذب هذه عديدة، واهمها: الأبناء، فهم ثمرة الحياة الزوجية التي تشدّ من روابط الزوجين وتعزز من أواصرهما المشتركة.

والطفل يجلب معه الإحساس بالفرح ويشيع في البيت البهجة والسعادة، فيشعر الأب بالغبطة وهو يرى فلذة كبده يحبو على الأرض، في حين تشعر الأم بأنها قد وجدت متنفساً لها من ذلك المخزون العاطفي المتفجر فتغمر وليدها بذلك الفيض الإلهي من الحنان. 
لذا فالأبناء هم الإمتداد الطبيعي للآباء وهم إحدى حلقات الشعور بالكمال لدى البشر.

أختي الطيبة: الطفل ثمرة الزواج والحب، والبيت الذي يخلو من الأطفال بيت خاوٍ، خال من السعادة، فالأطفال هم مصدر الفرح الإنساني، وبهم يصبح الرجل أباّ رحيماً والمرأة أمّاً رؤوفاً.

إن وجود الأطفال يعزز من العلاقات الزوجية ويزيدها متانة وقوة، ومن هنا يعتبر الطفل نعمة من الله تبارك وتعالى، وبوجود الطفل يشعر الزوجان بأنهما قد حقّقا واحداً من أهم الأهداف في حياتهما المشتركة، وأنهما وضعا حجر الأساس في بناء المستقبل المشترك.
وما ان تظهر علامات الحمل على المرأة إلا ويبدأ معها التخطيط لمستقبل الطفل، ويبدأ الرجل يعد الأيام والليالي انتظاراً لتلك اللحظة السعيدة التي يصبح فيها أباً، وتعدّ المرأة اللحظات والدقائق وهي تنتظر اليوم السعيد الذي يصل فيه الضيف العزيز.

وتبدأ الأحاديث الجميلة بين الزوجين حول شكل الطفل وهل هو صبي أم بنت.. ويولد الطفل وتبدأ معه هموم تربيته كمسؤولية تضاف إلى الزوجين اللذين أصبحا والدين، لهما ما يشغلهما من العمل والتفكير بمستقبل أبنائهما.

 وبوجود الطفل سوف يفرض نفسه على سلوك الزوجين تجاه بعضهما، فالرجل سوف يأخذ جميع احتياطاته أثناء الحديث وسوف يبتعد ما أمكنه من استخدام الكلمات النابية، والحديث الذي من شأنه استفزاز امرأته، وفي المقابل ستكون المرأة أكثر تيقّظاً في مواقفها تجاه زوجها وتعاملها معه، وسيكون الزوجان حريصين على توفير جو هادئ مفعم بالدفء والحنان لينعم طفلهما بالسعادة.

الطفل عبء جديد 

هناك تصور خاطىء وهو قد يتصور البعض بأن الأطفال مجرد أعباء جديدة تضاف إلى أعبائهم، ولذا يصمم بعض الأزواج على عدم الإنجاب مدة من الزمن للاستمتاع بالحياة أكثر فأكثر.

وإذا كان البعض يفكر بأن الأطفال سوف يكونون عوامل لتعكير سير الحياة الزوجية فإنهم غافلون عن أن وصول الطفل سيقضي على اضطراب الأسرة وسيكون عاملاً مهما في تثبيت دعائم الاستقرار والمحبة بين الزوجين ويشد من أواصرهما المشتركة.

لذا من الضروري أن يفكر الزوجان بتربية الأطفال في الأيام الأولى لزواجهما فهذه المسألة، إضافة إلى كونها واجباً إنسانياً وشرعياً، لها دور كبير في تحكيم الروابط الزوجية، ولعل تلك الأوقات التي يقضيها الوالدان مع أطفالهما هي من أسعد الأوقات في عمرهما.
وفي نهاية ينبغي أن نشير إلى نقطتين مهمتين:

الأولى: إن الإنجاب هو الذي يرفع من شأن الزوجين ويجعلهما في مصاف الوالدين، وهو أمر له شأنه الكبير من الناحية الدينية إضافة إلى أن الطفل يمنح الإحساس بالاكتفاء والمسؤولية وهما أمران في غاية الأهمية.

الثانية: في حالة اندلاع النزاع بين الزوجين لا يشعر الزوجان أبداً بأنهما قد وصلا إلى نقطة النهاية، فالأطفال روابط قوية مشتركة لها دورها في تحكيم العلاقات بين الزوجين، كأسرة متماسكة.
 
 
 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج حناناً من لدنا- الحلقة الأولى - الدورة البرامجية21

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا