التعليم أَين وصل في العراق؟ *
2020-01-26 07:33:53
221

أن تستقيم حياتك يعني أن تعرف، ولكن لا يكفي أن تعرف ما لم تتعلم كيف تعرف، يقول الإمام عليّ(ع): "يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق"(1)، وأيضاً يقول(ع): "مَن مشى في طلب العلم خطوتين، وجلس عند العالم ساعتين، وسمع من العلم كلمتين، أوجب الله له جنتين، كما قال تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)(2)".(3)

ارتفعت في الآونة الأخيرة نسبة الأمية بشكل كبير، ووفقاً لتقرير اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) تقول فيها: (ن أعلى نسبة للأمية تتواجد في الوطن العربي والقراءة تأتي في المرتبة الأخيرة بالنسبة لاهتمامات المواطن العربي بعدما تعددت هواياته واهتماماته، فبلغ معدل القراءة عند الفرد في الوطن العربي ست دقائق سنوياً مقابل (200) ساعة سنوياً للفرد في أوروبا وأمريكا، حيث أكدت المنظمة أن الطفل الأمريكي يقرأ تقريبا ست دقائق في اليوم بينما يقرأ الطفل العربي سبع دقائق سنوياً، كما إن عدد ما يصدر من الكتب في الوطن العربي (5000) كتاب مقابل (35000) كتاب في اليابان سنوياً و(85000) كتاب في أمريكا سنوياً. وقدر عدد المدونات العربية بحوالي (490) ألف مدونة، وهي نسبة لا تتعدى (0,7) في المائة من مجموع المدونات عالمياً، وجميع هذه الأرقام لا تخلق إلّا الخوف على شعوبنا من تفاقم نسب الأمية والجهل.

هناك إحصائية أجرتها اليونسكو أشارت فيها أن هناك (ستة ملايين أمّي في العراق لا يعرفون القراءة والكتابة معظمهم من النساء).

وهذه الأرقام المخيفة تدعونا إلى التفكير ملياً في ما آلت إليه العملية التربوية من تدني ملحوظ وإلى تساؤل وإيجاد الحلول التي من الممكن أن ترفع مستوى التعليم حتى وإن كان تدريجياً.

تندرج الحلول المناسبة على ثلاث محاور رئيسية تمثل كلّ منها ضلع لمثلث لا يمكن انفصالها عنه:

- المحور الأول: الأهل:

م الأساس لإنجاح هذه العملية التي تحتاج إلى توفير جو مناسب وتوفير مستلزمات دراسية تمكن الطالب من المضي في طريقه التعليمي بدون معوقات وكذلك المتابعة المستمرة من قبل الأهل لها الأثر الأكبر في اهتمام الطالب بدراسته وتحفيزه على النجاح.

- المحور الثاني: الطالب:

وهو المرتكز الذي يتوقف عليه فشل العملية التربوية ونجاحها، فعليه أن يعي ويدرك إن مستقبله مرهون بدراسته وإن رأس مال الإنسان ما يحصله من علم، وهذا يحتاج إلى إرادة وعزم وجدية في طريقة التعاطي مع المؤسسة التربوية (المدرسة) ليصل إلى النتائج المرجوة.


- المحور الثالث:  مؤسسات الدولة التربوية:

إن ما يجب على الدولة والمؤسسات التربوية فعله لرفع مستوى التعليم في العراق هو:

1. إعادة تأهيل المدرسين.

2. توفير المستلزمات المدرسية.

3. بناء المدارس التي تستوعب أكبر عدد من الطلاب للتخلص من الصفوف المزدحمة.

4. معالجة المناهج التي وصلت إلى حد أدنى وخلوها من فائدة علمية وتعديلها.

5. إدخال التعليم الإلكتروني في العراق حتى يضاهي الدول المتقدّمة في العلم.                                                


إنّ إحياء التعليم في العراق مَهمة صعبة تحتاج إلى جهود مكثفة من أجل النهوض بعراق يضاهي الدول المتقدّمة، فهو مهد الحضارات ومهبط الأنبياء والرسل ومثوى الأئمة.







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مستدرك سفينة البحار: ج7، ص367.

(2) (الرحمن:46).

(3) إرشاد القلوب: ج1، ص365.
(*) المصدر: مجلة رياض الزهراء(ع) مجلة شهرية تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة/ العدد 101- إعداد: زينة عدنان الجبوري.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا