الاصطفاف المدرسي الصباحي
2019-12-13 11:50:33
2107

الاصطفاف برنامج مدرسي يومي محبب لدى التلاميذ، يعتبر باكورة الدوام في المدرسة، ويحرص الجميع على حضوره والمشاركة بنشاطاته.. يبدأ بالنشيد الوطني، وفعالية رياضية بسيطة تسبقه أو بعده.. يتخلل ذلك الإيعازات المدرسية بإشراف معلم الرياضة، وبحضور إدارة المدرسة وملاكها.

ولأهمية هذا النشاط الصباحي، تبادر إدارة المدرسة أو أحد ملاكاتها بإلقاء كلمة توجيهية تربوية قصيرة، بما له علاقة يومية مناسباتية، كأن تصادف فيه مناسبة وطنية أو دينية أو صحية، أو توصيات عامة حول الالتزام المنضبط في دوام التلاميذ وسلوكياتهم الاجتماعية في المدرسة وخارجها، بما يعزز الثقة بين التلميذ والمعلم، وتلامذة الصف. وأحياناً يكرس الاصطفاف الصباحي لتكريم المميزين من تلامذة الصفوف؛ لإحرازهم درجات امتحانات عالية، وحبذا تشجيعهم وإهدائهم ذكريات بسيطة؛ كي تكون حافزاً للآخرين (وهذا مجرب ومؤكد على حرص الآخرين لنيل هذا الاطراء).

وأنا كمتابع للحالة التربوية، أرى أن الاصطفاف الصباحي اليومي هو دليل برنامج النشاط المدرسي لكل الهيئة التعليمية، وكونها على تماس مباشر ما بين الدرس والتلميذ والواقع الاجتماعي والفروق الفردية عند عموم تلامذة المدرسة. وأنا أرى أن الالتزام والحرص على إقامة هكذا نشاط يومي من قبل كادر المدرسة، يعزز بشكل واضح تقدم المستوى العلمي التربوي للمدرسة وتلامذتها وأولياء الأمور بما يفرح الجميع، ويبني جسور الثقة المتينة لواقع معول عليه في خدمة الوطن العراق العزيز.

 وبلاشك أن هناك الكثير من الأحداث والمناسبات الوطنية والدينية تمر علينا في حياتينا اليومية كأمثلة لا حصر لها من أيام ثورات وطنية أو ذكرى مناسبات دينية أو ولادة أو وفاة رموز وطنية دينية، ضحت في سبيل رفعة الوطن وحفظ الدين، وكلاهما متلازمان في التقدير والإجلال، قد يكون عاماً للعالم الاسلامي أو مناطقياً حسب أهمية ذلك للمحافظة.. فمن الأهمية بمكان أن نستذكر رموزنا، فأمة بلا تراث تفتخر به أو تعمد على نسيان ذلك.. أمة أقل ما يقال عنها أنها معدومة الوفاء.
أما الأمة التي تجعل من تأريخها مجداً وعزاً وشرفاً، فأنها تتمسك وبإصرار بشرف ذكر رموزها، وعندنا ديننا الاسلامي ورسولنا الكريم وأئمتنا المعصومون(عليهم أفضل الصلاة والسلام) والعلماء والصلحاء والفضلاء جمع كريم يزهو بهم العالم الاسلامي عموماً، وعراقنا الغالي حصراً.
إن أيام ذكراهم أيام عز وشرف ووفاء لهم، نستذكرهم بكل مناسبة.. إن تعويد الغرس الناشئ منذ الصغر على هذه القيم والعادات واجب وطني ديني.. وأكرر أن الاصطفاف اليومي الصباحي أو المسائي مناسبة جيدة لهذه القيم النبيلة.. وختاماً أشكر جميع من استطاع عمل ذلك، وحسب امكاناته.




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: جريدة صدى الروضتين/ العدد 280- صحيفة عامة مستقلة نصف شهرية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- التربوي المتقاعد: السيد عبد الملك كمال الدين

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا