دور المعلم الناجح
2019-12-13 11:48:09
216

لا يقتصر دور المعلّم على تدريس الطالب فقط، بل يتعدى دوره إلى أكثر من ذلك، فهو يدرس ويشرح ويرشد ويدرّب ويصمّم ويحدّد الواجبات، ويقيّم أداء الطلاب ويُشرف على الأنشطة والنظام، فلا يقتصر دوره على التلقين فحسب، فالمعلم الناجح هو مَن يتخذ القرارات المؤثرة المستندة إلى قاعدة إيمانية سليمة ومتينة منبثقة من تعاليم الله تعالى ومستوحية من فكر الأنبياء وأهل البيت(ع)، فيجب أن يكون على دراية بالتعليم وأساليبه، والتي تتناسب مع احتياجات الطلاب وإمكانياتهم، فحينما يفهم المعلم احتياجات الطالب يساهم إلى حدّ كبير في توفير مستوى مناسب من الدافعية للتعلم، فمثلاً حينما يضع العلامات للطلبة هل يمكن أن تؤدي هذه العلامات إلى إحباطهم أم إلى تحسين مستواهم الدراسي؟

المعلم الناجح هو مَن له القدرة على إدارة الطلبة والدرس، فيستطيع أن يجذب الطلبة إليه، فيستثمر طاقاتهم ويطور قدراتهم، ويكون لهم صديقاً مخلصاً، وموضع ثقتهم، ويساهم في تعزيز مفهوم الذات لديهم، ويتواصل مع أولياء أمورهم، ويوازن بين مقومات الشخصية الوطنية والقومية والإسلامية من جهة والانفتاح على الثقافات العالمية من جهة أخرى، وبما أننا في عصر تدفق المعلومات ومضاعفاتها خلال مدة زمنية مستمرة وفقاً لمتغيّرات العصر، فلابدّ من تحديث الخبرات التربوية عن طريق برامج التدريب الذاتي المستمر، وإعادة التدريب فنحن في عصر ثورة المعلومات وتقنيات الاتصال المتطورة، فلم يعد المعلّم الوحيد الذي يُعلم فيُتعلّم منه المعارف والخبرات والاتجاهات، فلابدّ من توفّر القدرة الفائقة والوعي المتجدّد لديه في التعامل مع المعلومات ومتطلباتها؛ ممّا يُساعد على تنمية القدرة لدى المتعلمين على الاستغلال الأمثل للمعلومات، عن طريق البحث عن الطرق الفعالة لمعالجتها، وتشمل: جمعها، وتخزينها، وتنظيمها، واسترجاعها، وتبادلها، باستخدام أحدث تقنيات كالتعليم القائم على الحاسوب، والذي يتضمن التعليم بمساعدة الحاسوب إضافة إلى الإفادة من إمكانيات الوسائط التعليمية، مثل التلتلكست، الفيديو تكس، والقمر الصناعي، والانترنت وغيرها، والانتقال في العملية التعليمية من التركيز على الحفظ في الذاكرة إلى العقل المدرّب، الذي يستعمل المعلومات ويُوازن ويُقارن بينها، ويُحلّلها من أجل الوصول إلى النتائج، فالهدف هو اكتساب الطلبة لمهارات التفكير والاستقصاء أو ما يُسمّى التكنولوجيا العقلية.

أياً كان العمل الذي يقوم به المعلّم فإنه سيكون أنموذجاً بالنسبة إلى طلبته، ويحدث في بعض الأحيان أن يعرض المعلّم نماذج معينة بصورة غير مقصودة، وقد تكون هذه النماذج عفوية وتلقائية، وفي جميع الحالات يجب عليه أن يحرص على أن يكون قدوة لجميع تلاميذه.


























ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة رياض الزهراء(ع) - مجلة شهرية تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة- سماء صلاح.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا