الزواج أفضل مكسب*
2020/03/16
454

التهاون عن الزواج لأسباب غير صحية يعرض الشاب إلى الانحرافات الجنسية والإفساد في المجتمع. كما أن الإسلام يقرر أن الزوجة الصالحة هي أهم وأثمن ما يظفر به الإنسان عند شروعه للزواج كما جاء في قول النبي (ص): (من سعادة المرء الزوجة الصالحة)(1).
   وقال النبي (ص): (تزوّجوا النساء فإنهنّ يأتين بالمال)(2).

 وأمّا النّساء الشابات الذين يجلسن البيوت ويتطاولن على من يرغب الزواج بهن لكثرة شروطهنّ وطلباتهنّ، وبشروط ما أنزل الله بها من سلطان.
 وكذلك غلاء المهور وما إلى ذلك. فالإسلام لا يحثّ إلى مثل هذه الأمور التي بدأت تتداول في زماننا وعصرنا الحاضر وتستفحل على أخلاقياتنا وإنسانيتنا حيث أن النّاس بدأ يتفاخرون بزيادة مهر بناتهم كأنه ثمن لشرائهنّ. وكلما زاد المهر عندهم زادت المفاخرة والمباهاة.

 والمهر حق للزوجة على زوجها، ويثبت بمقتضى العقد وهو من قبيل معونة الزوج للزوجة للاستعداد بحياتها الزوجية. ولم يحث الإسلام على كثرة وملازمة الشرط فيه.
فقال النبي (ص): (أفضل نساء أمتي أصبحهنّ وجهاً وأقلهنّ مهراً)(3).

 إذن، لماذا لا تكون صفاء النيّة وحسن الظنّ في من يريد الزواج ورفع حواجز الشروط التي تثقل كاهل الرجل. ويكون الشرط هو قول النبي (ص): (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه. إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)(4).

 وإن رفض هذا الشاب بهذه المسائل والأسباب التي ليس لها أصل تكون مفسدة بين أفراد المجتمع، ويكون ذنبه على عاتق من هو السبب، وكما قال الإمام الصادق (عليه السلام): (الذنب يحرم الرزق).

 وإن فعلوا الآباء ذلك لن ينالوا إلا حرمان الرزق، وإن أرادوا نيل السعادة فهو ما قاله رسول الله (ص): (من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته).
 وإن كانت الأسباب التي تعيق الشاب عن الزواج أسباباً مادّية غير صحيحة، فعليه تجنبها لسوء عواقبها. فيقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا تزوّج الرجل المرأة لها ومالها وكل إلى ذلك، وإذا تزوجها لدينها رزقه الله الجمال والمال).

 وهذا الحديث لا يحثّك على اللامبالاة في هذه المسألة، وأن لا يكون اهتمامك مركزاً عليه اهتماما كلياً.

 وقال أيضاً: (التمسوا الرزق بالنّكاح).

 وقال أيضاً: (اتخذوا الأهل فإنّه أرزق لكم).

وقال أيضاً:  (رَكعتان يصليهما متزوج أفضل من صلاة رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره).

 هذا الحديث للشاب، وأمّا للشّابة فلها هذا الحديث الذي ذكره الإمام الرضا (عليه السلام) حيث قال: نزل جبرئيل على النبي (ص) فقال: يا محمّد إنّ ربك يقرؤك السلام ويقول: إن الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتنائه، وإلا أفسدته الشمس وغيَّرته الريح، وأن الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول، وإلاَّ لم يؤمن عليهن الفتنة.










ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) المصدر: صحيفة صدى الروضتين/ العدد 278 - صحيفة عامة مستقلة نصف شهرية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- الشيخ محمود الصافي.

(1) وسائل الشيعة: ج20.

(2) الجامع الصغير- جلال الدين السيوطي: ج1/ 198.

(3) تذكرة الفقهاء- العلامة الحلي: 2/ 569.

(4) المصدر نفسه: 603.

 

 


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا