آداب التعامل مع الأقارب والأرحام
2020/03/16
2485

كثرت في الآونة القطيعة بين الأرحام، تارة من جراء التخاصم والتقاتل على حطام الدنيا، وتارة أخرى نتيجة مشاغل الحياة وتشعباتها، الأمر الذي أدى إلى أن يعيش كل فرد في جزيرة نائية عن أمه وأبيه وإخوته واقاربه.. لذلك كان لا بد من التذكير والوقوف دائماً وأبداً على أهمية صلة الأرحام، والنتائج الطيبة التي يجنيها الفرد المتواصل مع أرحامه اجتماعياً ودينياً... فهي واجبة عليك – أخي المسلم - فاحرص على أدائها، فضلاً عن فوائدها الدنيوية والأخروية، وهي ليست مقتصرة على الزيارات المنزلية، بل ربما تكون باتصال هاتفي، أو رسالة خطية، أو إرسال هدية أو شخص في بعض حالات الاضطرار.

ليس لصلة الرحم كيفية معينة، وليست محددة بزمان معين، بل هي بحسب: (درجة الصلة، الموقع الجغرافي، الظروف الطارئة)؛ فأمك وأبوك ليسا كابن أخيك وخالتك، وهذان ليسا كابن عمك وابن خالتك، وأولئك ليسوا كابن عم جدك وابن خال أمك.

وجارك من أرحامك في نفس المبنى أو الحي ليس كمن هو في حي آخر أو في الضواحي، وليس هذا كمن هو في مدينة أخرى أو في بلاد الغربة، وليس من هو حرٌ في تصرفاته كمن هو مقيد في صحته أو أمنه أو استطاعته.

لا يسقط عنك واجب صلة الرحم حتى لو لم يقم به الآخرون، فلا تقطعهم وإن قطعوك، فمن الإيمان والأخلاق أن تصل من قطعك.. ومن الأخطاء الشائعة أن تقابل الزيارة بزيارة أو نوعية صلة الرحم بما يوازيها من الاتصال أو الهدية مقتصراً على ذلك، وفي هذا شبهة كبيرة لمن أحسن التأمل، بل ربما وجبت عليك المرات: كزيارة أمك، كما تجب زيارة من أصابه مرض مقعد من أقربائك أو من كانت له ظروف خاصة.

من حق رحمك عليك أن تنصحه أو تنبهه أو تحذره في أمور دينه وسلوكه وعلمه وتخصصه وتجارته وسفره وإقامته وعلاقاته وأعماله المختلفة.
لا تُغلِّب صلتك الرحمية على صلتك الإسلامية، وهذا من العصبية العمياء، بل الإسلام يعلو، ولا يعلى عليه بصلة قبيلة أو عشيرة أو عائلة... ولا تنس أن أبا جهل وأبا لهب رمزي الكفر في صدر الإسلام كانا عمَّي رسول الله (ص) ولم ينفعهما ذلك.

غلب حكم الله وشرعه مع أرحامك على عواطفك في الإرث والزواج والطلاق والنجاسة والطهارة وحدود الله تعالى وسائر الاختلافات...فإن وليَّ محمد (ص) من أطاع الله ولو كان عبداً حبشياً، وعدوَّ محمد (ص) من عصى الله ولو كان قرشياً هاشمياً، فالعائلة في خدمة الإسلام، وليس الإسلام في خدمة العائلة بالمعنى النفعي الضيق.






ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: صحيفة صدى الروضتين/ العدد 267- صحيفة عامة مستقلة تصدر عن شعبة الإعلام في العتبة العباسية المقدسة-اللجنة الاجتماعية.








 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا