علاقتي بأمي غير جيدة.. كيف أصلحها؟
2020/03/12
2758

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا طالبة جامعية وعلاقتي بأمي ليست على ما يرام لأنني سببت لها الأذى منذ أن كنت في الثانوية كثيراً، ولا استطيع إصلاح علاقتي بها رغم انني نصحوني من حولي بأن أتقرب لها وأتودد ولكن لا أستطيع لأنني اشعر أنها بعيدة عني ولا تحبني لذلك لا أفكر أبداً بأن أتقرب لها ولا أستطيع.. وأنا أشعر أنني ستحل علي نقمة سخطها ويغضب ربي عليّ ولن أوفق في حياتي.. فبم تنصحوني ارجوكم فقد تعبت من سوء العلاقة معها؟

الإجابة:

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حياكم الله تعالى بأطيب وأكرم التحيات في مركز الكفيل للإرشاد الأسري ابنتي العزيزة...لا أريد أن ابتديء معك بالنصح والإرشاد كما هي العادة وأذكرك بحق الوالدين الذي هو من حق الله تعالى ورضاهما المقرون برضاه إذ أن ذلك لاشك ولا ريب من الأمور البديهية أو المسلمة عندك.. بدليل ما ذكرته في ذيل استشارتك.

إلا أن ما أريد ذكره هو من أين جاءت تلك العلاقة المتشنجة بينك وبين والدتك؟ وما أسبابها ومناشئها؟ 

ذكرت أن ذلك منذ أيام الثانوية ولا أعلم في أي سنة عمرية أنت عليها الآن؟

على كل حال بنيتي العزيزة، فكري جيداً في معرفة الأسباب التي أودت بعلاقتكما إلى ما هي عليه.. فمعرفة السبب نصف الحل.. وحاولي معالجة الامر.
وسأذكر لك بعض الإضاءات لعلني أوفق في إيصال الفكرة إليك كي تطبقيها مع والدتك أن شاء الله تعالى وبالتالي يصفو كدر علاقتكما وترجعا الى ودكما الذي فطركما الله عليه.

1- إن كان بإمكانك أن تذهبي مباشرة إليها وتبوحي لها كل ما في خاطرك من علاقة البنت بأمها من مشاعر وأحاسيس.. افتحي لها قلبك.. إن كنت تستطيعين ذلك افعلي وإن لم تستطيعي فإليك الخطوة التالية. 

2- اكتبي لها ذلك برسالة خطية -الخطية أفضل - أو رسالة الكترونية مزينة بأزهار وقلوب وحبذا مرفقة بهدية رمزية قولي لها ما ذكرته في الفقرة الأولى.
أو برسالة شفهية عن طريق أحد المقربين إليها مثل أختك.. أخيك.. أبيك.. خالتك، وينقل لها عن لسانك كل ما تودين قوله، وانظري ماذا سيكون جوابها. 

3- اثبتي لها بالفعل لا بالقول فقط أنك تغيرت وأنك لم تعودي تلك الفتاة المراهقة التي كانت ترهقها بكثرة الطلبات وتعدد الأمزجة وضيق الصدر والتهرب من المسؤولية.. اثبتي لها من خلال التزامك بأدائك واجباتك الدراسية، المنزلية، الاجتماعية، العبادية وغيرها من الامور التي كانت تحثك عليها ولم تكوني تلقي لها بالاً.. اثبتي لها أنك اليوم أصبحت امراة ناضجة راشدة مسؤولة يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها وأنك موضع فخر لها.

4- لا شي افضل من لغة الحب تذيب جبالاً من جليد الخلافات.. استعملي هذه اللغة مع كل مع يعنيك أمره.. وستجدين العجب.. وأولى الناس بذلك الحب أمك التي كما يقول الإمام (حملتك حين لا يحمل أحداً أحداً).. ولا تشكي للحظة أنها تحبك اكثر مما تحبينها بأضعاف مضاعفة وأن كانت لا تظهر ذلك لأن ذلك معجون بفطرتها وتكوينها إلا أنك بذكائك وحكمتك وحسن تعاملك معها سوف تستخرجين ذلك المخزون العاطفي منها. 

ابدأي بالخطوة الأولى وستسهل الخطوات اللاحقة تدريجياً دعواتي ترافقك بنيتي الغالية.. دمت ودامت محبتك.


أمك التي تحبك..

الباحثة فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا