كيف أعلم ابني الصلاة؟
2020/03/09
498

إن من أخطر الأشياء التي نلحظها على أبناء المسلمين أنهم يبلغون العاشرة ولا يعرفون كيف يصلون، وهذا شئ محسوس فلا بد أن نعلمهم بتمرين عملي كيف يصلون ويتوضئون وإن أخطئوا نوجههم بدون تعنيف، ولأن الأبناء يقلدون الآباء فعلى الآباء مجاهدة أنفسهم في أداء السنن والنوافل في البيت ليقتدوا بهم فإذا لم يتعظ الأبناء فعلى الآباء أن يضربوا ابن العشر على الصلاة ويزجروه ويعنفوه ويحرموه مما يحب،  لكن فليجعلوا الضرب الحل الأخير عند عدم استجابة الأبناء نهائياً.

من جهة أخرى نسأل أنفسنا سؤالاً مهماً: لماذا خص رسول الله(ص) سن السابعة لبداية الأمر بالصلاة؟ 

الواضح بعد البحث والتقصي أن هناك أموراً مرتبطة بهذه السن منها: 

1. تتسع عندهم الآفاق العقلية فيكونون مستعدين لتعلم المهارات.

2. يحرصون على إرضاء الوالدين واكتساب كلمات المدح والإعجاب منهم ، لذلك فهم مستعدون للقيام بكل ما نطلب إذا كان رد الفعل منا كلمة مدح أو تشجيع .

3.عندهم حب التقليد للكبار فيما يقومون به ، فترى حرص الأولاد للذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة بعكس ابن الحادية عشر وأكبر فإنه يرى في تنفيذه لأوامر والده عودة للطفولة التي يحاول الابتعاد عنها في سن البلوغ ويرى في رفضه للأوامر قمة الشباب والنمو 0000 لكن هل الطريق لتعليم الصلاة ممهد وسهل فلا نواجه من خلاله العقبات؟ طبعاً لا.

 فمن هذه العقبات:-

- عدم إدراك الأبناء لأهمية الصلاة ومنزلتها في الإسلام لذلك لا يوجد بداخلهم رغبة لها فتراهم لا يصلون إلا عندما يؤمرون بذلك.

- عدم التزامهم بأداء الصلوات في وقتها بدون مراقبة الآباء.

-  تعويدهم على الوضوء قبل الصلاة والقيام لصلاة الفجر والذهاب للمسجد كل ذلك لا يكون بالسهل.

لذلك تمر عملية التدريب على الصلاة بخطوات ومراحل يجب أن نحرص عليها لتربي في أبناءنا إيمانا قويا ورغبة في إرضاء الله تعالى ، فإليك مستمعتي المراحل مع بعض الأفكار لتحبيب الصلاة منها :-

1- مرحلة التدريب المبكر :- فطفل الخامسة لين الشخصية يمكن تشكيله وبث روح الإيمان في قلبه عن طريق تأمل نعم الله وقوته وخلقه من خلال الكون المحيط بنا 00ونشكر الله أمامه ونبين فائدة هذه النعم فيصبح عنده شعورا ثابت في نفسه وجوارحه بإرضاء الله.

2- نغرس حب الصلاة فيهم بسن مبكرة عن طريق تجهيز ثوب الصلاة للبنت وتخصيص ثوب معطر للولد للذهاب للمسجد " وهذا عن طريق تجربة مجربة فلاقت القبول عندهم ".

3- تشجيعهم بالوقوف معهم لأداء الصلاة وهذا من باب " القدوة الحسنة ".

4- فترة الرحلات فترة جيدة للاتصال بهم فلنحرص على أداء الصلاة الجماعية معهم وتعليم الأولاد الأذان و الإقامة والخشوع في الصلاة.

5- من الأشياء التي تدخل البهجة في قلوبهم اصطحابهم لصلاة العيدين فهذا يبث روح حب المحافظة على السنن وحب الصلاة.

6- لنحاول أن نروي لهم القصص في فضل الصلاة وأهميتها عند الله ومدى تأثيرها على سلوكيات الإنسان.

7- إحدى الأمهات تقول: كان عندي مشكلة في تعليم ولدي الصلاة وكنت في البداية أكتفي بأن أقول له " قم صلِّ " وأحياناً أكون حادة وشديدة معه إلى أن خطرت لي فكرة وهي وضع جدول كبير في غرفة الجلوس به مواقيت الصلاة وما أن ينتهي من صلاة حتى أضع إشارة أو ألصق نجمة أمام الصلاة التي أداها وإن لم يؤدها نضع مربع أسود وأظن أن هذه الطريقة قد آتت ثمارها.

 ويقول آخر:- جعلته مسؤولاً ! كيف؟ قالها أحد الآباء عندما قال دائماً أتذكر تلك اليد الدافئة التي كانت تأخذ بيدي ونحن نخرج من المسجد وما زال دفؤها يسري في جسمي حتى الآن ، إنها يد والدي الذي كنت أداوم على الذهاب معه إلى المسجد وكلما تذكرت ذلك أشعر بمدى أهمية أن يعتاد ابني على الصلاة منذ الصغر حاولت كثيراً معه لكن مشكلتي أنه كثير اللعب والنسيان حتى أنه وصل إلى سن التاسعة ولم يلتزم بكل الفروض إن لم يذكره بها أحد ، خاصة إذا قضى يومه خارج المنزل عند أحد أقاربه حتى خطرت لي فكرة وهي أن أجعله مسؤولاً عن تعليم أخته الصغرى للصلاة ومراقبتها في كل صلواتها وكم كانت النتيجة رائعة لكليهما فكانت عندما تلبس ثوب الصلاة تناديه ليصليا معاً شئ ما توقعته، جربي أيها الأم  ولن تخسري أبداً لا بل ستجدين ثمار ما زرعتي إن شاء الله.








ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج مرفأ الأمان - الحلقة الثالثة - الدورة البرامجية 39.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا