الأم المثالية مرآة ومعلم
2020/03/09
385

عزيزتي الأم:

اعملي بإخلاص لفائدة نفسكِ وأطفالكِ بحبكِ لله تعالى المتمثل بإخلاصك في العبادة؛ لأنها الطريق الأمثل للسعادة في الدارين كما قال تعالى: (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)/ (الزمر:3)، وقال أيضاً: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)/ (البينة:5)، والعبادة هي جزء من الشكر الدائم لله تعالى على نعمه وبركاته التي مَنّ بها عليكِ، وسيكون هذا الإخلاص واضح الانعكاس على أسرتك وأبنائك بالدرجة الأولى؛ لأنك مرآتهم ومعلّمهم الذي يُقتدى به، ومن هنا أصبح الطريق واضحاً وسهلاً بل مألوفاً بالنسبة لأبنائك، يدلّهم نحو الله تعالى من دون شقاء أو عناء وستغمر منزلك الرحمة الإلهية والنفحة الإيمانية، وستملأ قلوبكم بنور اليقين.. وهذا مكافأة لكِ على حسن صنيعكِ وتهذيبكِ لنفسكِ، فبداية الخير أنتِ، أنتِ لا غيرك مَن سيرسم درب الحياة القادمة لأسرتكِ وسيتكفلها بالتوفيق والنجاح الباهر فقط اجتهدي، وتعلمي، وثابري، دون كلل أو جزع، وعلّمي أبناءك صدق النية، فهو مفتاح الرحمة وحسن العاقبة، علّميهم التواضع بتواضعكِ أمام الله تعالى، وعدم النظر لحسن عملكِ بالإعجاب والغرور، بل بالتذلل، والخضوع، والتقصير إذا ما قورن بعمل الصالحين من الرسل والأنبياء(ع) والمؤمنين المخلصين، توسّلي وحاولي إرضاء الله في كلّ عمل وإبداع تقومين به، ابتعدي عن طلب إعجاب الناس ونيل رضاهم، فهذا شرك يؤدي بكِ إلى التهلكة.

لا تتلفظي بأيّ شيء ليس عندكِ به يقين، ولا تقومي بأيّ عمل لم تتيقني صحته.. تألمي ودافعي عمّن يغتابونه أو يبهتونه من المؤمنين بسلوككِ الحميد والصحيح، ستعلّمين أولادكِ كلّ لحظة درساً، وستفوزين ثلاث مرات، رضا الله تعالى أولاً، وإصلاح أبنائكِ ثانياً، ونيل حياة سعيدة وهادئة وارفة بالحب والاحترام ورعاية الله ثالثاً، خير مثال لكِ سيدة نساء العالمين الطاهرة، الزكية، الراضية، المرضية، البتول، وسيرتها العطرة، فهي الأم الحنون التي ربّت أبناءها على تعاليم الرسالة الإسلامية، والزوجة المطيعة الوفية التي بذلت حياتها في سبيل زوجها وأولادها، أعانت زوجها على أمر دينه وآخرته، فأحبها الإمام علي(ع) واحترمها الاحترام اللائق بها لا لأنها زوجته، وأنها أحب الخلق إلى رسول الله(ص وآله)، ولأن نورها من نور رسول الله(ص وآله) فقط؛ بل لأنها مجموعة من الفضائل والقيم؛ ولأنها عاشت في كنفه قريرة العين سعيدة النفس لا تفارقها البساطة، ولا يبرح بيتها خشونة الحياة، فهي الزوجة المثالية، استوعبت أنها زوجة بطل المسلمين، ووزير رسول ربّ العالمين، ومشاوره الأول، وحامل لواء النصر والجهاد، وعليها أن تكون بمستوى المسؤولية الخطيرة، وأن تكون للإمام علي(ع) كما كانت أمها خديجة لرسول الله(ص وآله)، تشاركه الحياة، وتصبر على قساوتها ورسالة الدعوة الصعبة، فقد كانت حقاً بمستوى مَهمتها التي اختارها الله تعالى لها، كانت القدوة الصالحة للمسلم الرسالي، والمرأة المسلمة النموذجية، وفازت برضا الله تعالى ونيل حياة سعيدة في الدنيا والآخرة.









ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة رياض الزهراء (ع)/ مجلة شهرية تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة- العدد81.

بقلم: رئيس التحرير.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا