نقطة قوة أي مجتمع وضعفه هي الأسرة،
بل هي هيكل المجتمع، حيث المكان الأول الذي تُمارس فيه أولى
العلاقات الاجتماعية، وتُغرس فيه العادات والتقاليد، وبقدر ما يكون
جو الأسرة جواً إيمانياً عاطفياً صادقاً بقدر ما يكون المجتمع
سليماً وصالحاً، وبناءً على ذلك:
على الأم المؤمنة أن تُشعر كل فرد
من أفراد الأسرة بأنه مرغوب فيه، وتتعامل بالسوية بين أبنائها
وبناتها، تشجع أبناءها، وتنمي فيهم الاستعدادات والمواهب والطموحات
المستقبلية، وتشيع بينهم الاحترام، والعيش بعيداً عن الأنانية
والاتهام وسوء الظن، ويجب أن تكون مصداقاً لقول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها... أعددت
شعباً طيب الأعراق
تُنمي في نفوسهم مخافة الله تعالى،
والشعور بالمراقبة الذاتية من قِبل الله تعالى، وتشوّقهم إلى ثوابه
عند الإحسان، وتخوّفهم من عقابه عند الإساءة، وتزرع في قلوبهم شجرة
الحب لله تبارك وتعالى، حبّ الصلاة، حبّ العبادة، حبّ الدعاء، حبّ
المسجد، حبّ الأماكن المقدّسة والتبرك بأعتابها، وتشتري لهم الكتب
النافعة والأشرطة المفيدة، وتبعدهم عن أصدقاء السوء، وتدفعهم نحو
مجالس الذكر الحسيني.
فإذا كانت الأم بهذا المستوى الراقي
من الإيمان، فكيف نتوقع أن يكون أولادها؟ وإذا كانت الأم بهذا
المستوى من العفة والسمو، فكيف يكون مستقبل بناتها؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة رياض الزهراء (ع) -
مجلة شهرية تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية
المقدسة- العدد/106.
السيد محمد الموسوي/ مسؤول شعبة
الاستفتاءات/ قسم الشؤون الدينية في العتبة العباسية
المقدسة.