مشكلات التواصل في الأسرة
2020/02/22
532

من أهم المشكلات التي تواجه الآباء مع أبنائهم الخوف الزائد على الأبناء من أصدقاء السوء، وذلك لأن هؤلاء الأصدقاء لديهم الوقت والمساحة لسماع الأبناء وكذلك عدم قدرة الأبناء على التمييز ما بين الخطأ والصواب باعتبارهم قليلي الخبرة في الحياة ومتهورين، إنها إحدى المشاكل التي يعانيها الآباء مع أبنائهم وذلك أن وجهة نظر أي أب عن ابنه أنه مازال صغيراً لا يفهم الصحيح من الخطأ، وأيضاً بالنسبة للأم مع ابنتها والسؤال هنا: كيف يميز الأولاد الصحيح عن الخطأ بدون وجود جسور في التواصل والحوار، وخلاصة القول أنه للتغلب على هذه المشكلات التي يواجهها الآباء لابد من وجود تواصل وحوار دائم أياً كان هذا التواصل.

ومن أهم مشاكل الأبناء في فترة المراهقة مع آبائهم:

1- الصراع الداخلي في نفسية هذا الأبن، وهو صراع ما بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، صراع ما بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة أو الأنوثة على حسب كون المراهق ذكراً أو أنثى، صراع ما بين طموحات المراهق الزائدة وجهده القليل، صراع ما بين الغرائز الداخلية والتقاليد الاجتماعية، الصراع الديني ما بين ما نعلمه من شعائر ومبادئ وسلوكيات.

2- يعاني المراهق من الاغتراب والتمرد، الاغتراب لأنه يشعر أنه مختلف  وأن والديه لا يستوعبانه، فيمتلكه شعور بالغربة داخل البيت الأسرة مما يؤدي إلى عدم إحساسه بالأمان والاستقرار إلا مع أصدقائه أو مع مدرسه أو أحد أقاربه..وكذلك بالنسبة للبنت فعندما تشعر بالغربة داخل الأسرة فسوف تلجأ الى إحدى زميلاتها أو أقاربها، ونتيجة هذا الإحساس بالغربة يتولد قدر من التمرد على الأساليب المتبعة في مسألة القدرة على السيطرة،فينتج لدى الأبناء خجل وانطواء أو سلوك مزعج حقيقي... إذن يجب على الآباء أن يتفهموا لماذا تصرف ابنهم أو ابنتهم  بهذا التصرف، وهذا التفهم لن يأتي إلا بالإنصات والتواصل مع الأبناء.. وهذا التواصل يكون من خلال الإنصات، أما في  قضية التواصل بين الآباء والأبناء، فإن الأبناء يقولون عن الآباء أنهم يعيشون في عالمهم الخاص ويحاولون الانتصار بشتى الطرق، وهذا أيضاً ما يقوله الآباء أيضاً، فعلى الآباء أن يعطوا أبناءهم فرصة لسماعهم حتى يستطيع الآباء فهم هؤلاء الأبناء، لذا عليك أيها الأب أن تسمع أولاً ثم تفهم. وياأيتها الأم الكريمة: إعطِ فرصة لابنتك لسماعها ومما يذكر أن مريضاً كان يشتكي من ألم في ركبته فذهب للطبيب، يقول المريض: دخلت على الطبيب وبمجرد بدء كلامي لأعلمه ما هي شكواي، وإذا بالطبيب يقول لي أنا فاهم  كل شيء ومستوعب، سأكتب لك العلاج الذي يريحك.قديماً كنت طبيباً مستجداً وكنت أحتاج لسماع الشكاوى أما الآن فقد أصبحت طبيباً ذات خبرة، يقول المريض: فأخذت الدواء ولم يأتِ معي بأي نتيجة.. إن هذا المريض يستحيل أن يذهب لهذا الطبيب مرة أخرى؛ لأن قضية التواصل فُقدت، وكذلك إن المشاكل عند الأبناء ستحل بأن يتفهم الآباء ما يمر به الأبناء، وهذا سيكون من خلال حوارات مشتركة بينهم، أما مشكلات التواصل فهي:قول الآباء إنه لا وقت لدى أبنائهم مطلقاً للتحدث بمعنى أن الأبن منشغل دائماً بالهاتف أو بالجلوس في غرفته أو مشاهدة التلفاز أو استخدامه الإنترنت، وعدم إنصات الأبناء لآبائهم، يقول أحد الآباء: عندما أتحدث إلى ولدي فإنه يحدق فيّ بنظرات ويكون من الواضح أنه لا يستمع إلى شيء أقوله مطلقاً.

وعدم بوح الأبناء بما لديهم، تقول إحدى الأمهات: إن ابنتي لا تخبرني مطلقاً عندما يضايقها شيء،  لقد ظهر على هذه البنت نوع من أنواع الانفصام، وهذه المشكلة من مشاكل التواصل والتي صُنعت بيد الآباء والأمهات...إذن لابد من التغلب على هذه المشكلات بإقامة جسور للحوار، ولابد من الإنتباه لعدة نقاط حتى نستطيع أن نقيم تلك الجسور ولكيفية التغلب على مشكلات عدم التواصل:

1- يجب ألا ينشغل الأب طوال النهار وطول الليل بالشكل الذى نراه في كثير من البيوت، وحتى إذا تواجد الأب فإنه يكون مرهقاً ومهموماً...أيضاً الأم المشغولة طوال النهار في هَم الأولاد الصغاروالطبخ والتنظيف وترتيب البيت وما إلى ذلك، لابد لهذه الأم أن تخصص وقتاً للجلوس مع أن يكون هناك فرصة للتواصل، ولابد من توفير الوقت للحوار.

 2- أن يصبح دور الأبوان إيجابياً ومبادراً، والمبادرة ليس معناها أن يفرضا أنفسهما عليهم وإنما أن يستوعبان أبناءهم وأن يتكلم الأب مع ابنه في مشاكله الخاصة بعمله، ويتكلم معه في مشاكله سواء المادية أوغيرها يتكلم معه في مشكلة عامة موجودة في حياتنا وكذلك الأم تتكلم مع ابنتها في مشاكلها وغير ذلك،  فلابد للأبوين أن يكونا إيجابيين، وإذا لم يتحدث الاولاد فليتحدثا هما وليجعلوهم  يدركون الضغوط التي تواجههم وهناك أولاد كثيرون عندما فهموا أن آباءهم مضغوطين مادياً ومضغوطين معنوياً ونفسياً استطاعوا بعد ذلك أن يفهموا ردود أفعال الآباء في بعض الأوقات، وللتواصل أمور عدة نذكر منها:  لابد أن نعرف أن فترة المراهقة عادة ما يقل التواصل، الحوارات فيها، وستصبح ثقة الطفل في أبويه أقل من ذي قبل، وهذا للإنصاف عملية طبيعية، ولا يجب أن تُجابه برد فعل مبالغ فيه، وأن نتأكد أن معظم تواصلنا إيجابي وليس سلبياً، ولا نركزعلى الأخطاء، فلا نجعل حواراتنا مع أولادنا دائماً عبارة عن تصحيح للأخطاء، ولا نتكلم في سلبيات باستمرار، وإنما يجب أن نقول ما يعجبنا قبل أن نذكر ما لا يعجبنا.

وفي الختام نقول: إن التواصل هو جوهر العلاقات الأسرية ومحقق تطورها، إذ لا يأتي لنا الحديث عن منظومة اجتماعية متطورة، في غياب التواصل بين مكوناته.





ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج طريقك نحو السعادة - الحلقة الحادية عشرة - الدورة البرامجية 29.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا