ما هي جوانب التربية الصالحة؟
2020/02/21
1208

لقد ذكر علماء التربية إن التربية الصالحة لها جوانب متعددة منها: 

أ- التربية الإيمانية: وهي ربط الولد منذ تعقله بأصول الإيمان وتعويده منذ إدراكه أركان الإسلام وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة الغراء فعلى المربي ان ينشئ الولد مند نشأته على هذه المفاهيم من التربية الايمانية و على هذه  الاسس من التعاليم الاسلامية حتى يرتبط بالاسلام عقيدة وعبادة ويتصل به منهاجاً ونظاماً فلا يعرف بعد هذا التوجيه والتربية سوى الاسلام دينا وسوى القران إماماً وسوى الرسول  وأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم  قائداً وقدوة، وهذا الشمول لمفاهيم التربية الايمانية مستمد من وصايا الرسول (صلى الله عليه  وآله وسلم) وإرشاداته في تلقين الولد أصول الايمان وأركان الإسلام وأحكام الشريعة، ويدخل في ذلك الصلاة قال (صلى الله عليه  وآله وسلم): (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) و عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: «إنا نأمر صبياننا بالصلاة، إذا كانوا بني خمس سنين، فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين، ونحن نأمر صبياننا بالصوم إذا كانوا بني سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم إن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل، فاذا غلبهم العطش والغرث أفطروا حتى يتعودوا الصوم ويطيقوه ، فمروا صبيانكم إذا كانوا بني تسع سنين بالصوم ما استطاعوا من صيام اليوم ، فاذا غلبهم العطش أفطروا»، هذا حتى يتعلم أحكام هده العبادات منذ نشأته ويعتاد أداءها والقيام بها منذ نعومة أظفاره وحتى يتربى كذلك على طاعة الله والقيام بحقه والالتجاء إليه.

ب- التربية الخُلقية وهي الفضائل والسلوك التي يتلقنها الطفل ويعتاد عيها منذ تمييزه إلى أن يصبح مكلفاً فبين الإيمان والأخلاق صلة وثيقة ، وغرضنا من تربية الطفل أخلاقياً أيجاد تلك النفسية التي يقوم السلوك في ظلها على أساس المفاهيم والأسوة الصالحة التي تقدمها لنا تعاليم ديننا  والغاية المرجوة من وراء جميع ذلك هي أن تصبح أمثال هذه المفاهيم قاعدة في النفس الأنسانية، ولتنسجم مع فطرته وطبيعته.

 أختي الكريمة قد يتبادر الى ذهنك ثمة سؤال وهو: ما هي الأِشياء التي نعلمها للطفل في الجانب الأخلاقي، وما هو المحتوى الذي يبحث عنه؟ وما هيالأسس التي نربيه وفقاً لها؟ والجواب على هذا السؤال يتضمن النقاط التالية:

1- كقاعدة أولية يجب أن يحب لغيره ما يحب لنفسه.

2 ـ وكمرحلة أعلى أن يكون تابعاً لحكم الله وطالباً لرضاه حتى يصبح حبه وبغضه كله لله،
إن كل ما يعتبر فضيلة ما هو في الواقع الا جزء من المحتوى الأخلاقي لتربيتنا، كالإحسان وحب الخير والرحمة، وصيانة الذات والآخرين من كل سوء، ونصرة المظلوم ونبذ الظلم والجو، ومحبة الحق والحقيقة  ومجانبة الكذب والتملق والرياء وكل ما يهوى بنا الى الذل والخنوع، وبذل النفس والنفيس في سبيل حفظ الحق وإحيائه الخ، وهناك أصول وأسس ضرورية لاستخدام هذه الأبعاد، وأهمها: 

1- أن يكن الإحترام لنفسه ويعتبره مقدمة لاحترام الآخرين.

2- معرفة أهمية الكمال والسعي نحوه لأنه من دوافع الحركة والنضوج.

3- الشعور بالإلتزام والمسؤولية عن حياة الآخرين لأن ذلك من مستلزمات الحياة  الاجتماعية.

 4- أن يشمل الآخرين بنفعه ويعمهم بمعطيات استعداده الذاتي.

5- أن يتصف بالتسامح ونبل السجايا ومراعاة الشرف والأمانة والأدب والعطف في علاقاته مع الآخرين.

ج- التربية الجسمية: وهذه أمرها معروف يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف".

د- التربية العقلية: والمقصود بها تكوين فكر الأولاد بكل ما هو نافع من العلوم الشرعية والثقافية والتوعية الفكرية ، فنحن في زمن قد صارت فيه الحرب حرب أفكار وقيم حتى أصبح كثير من الأعداء يحاول زعزعة ثوابت المسلمين بحجة الحوار والنقاش وهذا مرفوض رفضا قاطعا  قال تعالى ( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله) وللأسف فإن كثيرا من المسلمين يزعزع هذه الثوابت عند أهله وهولا يشعر وذلك ببثها في عقر بيته عن طريق القنوات الفاسدة المفسدة كما سنتحدث عن ذلك بإذن الله.

هـ- التربية الاجتماعية: وهي تربية الأولاد منذ نعومة أظفارهم على التزام الآدابالاجتماعية الفاضلة لأننا لا نعيش بمعزل عن الناس فلا بد من الاختلاط بهم فنحيي فيهم الشعور برابطة الإخوة الإسلامية قال تعالى (إنما المؤمنون إخوة) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم(المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولايخذله بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) وكذلك يحي المربي لدى الأولاد شعور الإيثار وهو خلق رائع متقدم لا يتصف إلا الكُمّل من الناس وهوتفضيل الإنسان غيرَه على نفسه في بعض المصالح الدنيوية  قال تعالى( والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم الى قوله: (ويُؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون)، وكذلك ينمي فيهم خلق العفوعن الآخرين ومراعاة حقوقهم وما إلى ذلك من الآداب الاجتماعية.


إن هذه الأنواع من أنواع التربية إذا فقدت فلا شك أن هذاسيؤدي إلى تفكك بين الأسرة وإلى نفرة بين الأولادووالديهم وعلى حسب تكميل هذه الأنواع يكون ارتباط الأسرة وثيقاً، فاجعلي دائماً أسرتك ذات رباط وثيق ومتماسك لصيانة  البناء الأسري  الذي أنعم الله  به عليكِ.







ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:  برنامج طريقك نحو السعادة  - الحلقة الثالثة- الدورة البرامجية 29.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا