ما الأمور التي تُفشل الحوار مع الأبناء؟
2020/02/21
604

من الأمور التي تقف في طريق نجاح الحوار الهادئ وتعمل على فشله هي:

1- عدم فرض رأي الوالدين أثناء الحوار وإلزام الطرف المقابل بالتنفيذ دون مناقشة، فالأبناء لا يحبون  ان يدخلوا في حوار يعلمون أن نهايته قسرهم على وجهة نظر معينة، يصر فيها الأبوان على رأيهما، وأنه هو الذي سينفذ في النهاية، فلا جدوى من النقاش، لذا ينبغي ان يتحلى الاب والام بالصبر، ويتعاملان مع آراء أبنائهم بهدوء، ولا ضير أن ينتهيا الى آرائهم إذا وجدا فيها الصواب ولم تلحق بهم الضرر.

2- عدم مصارحة الأبناء لآبائهم بما يجول في خواطرهم.

3- انشغال الوالد وعدم إطالة فترة الحوار، يقول أحد الأبناء: (نحن لا نتحدث مع أبينا لأنه دائما مشغول عنا).

4- عدم معرفة الأبوين بمراحل النمو فكل مرحلة من مراحل النمولها ميزات وطبيعة تختلف عن غيرها، وعلى الأب أو المربي أن يعلم أن معاملة الطفل غير معاملة المراهق ومعاملة المراهق غير معاملة الراشد وهكذا على الام كذلك أن تعلم بذلك في معاملة البنت.

5- ينبغي للأب عندما يتحدث ويحاور ابنه الا يكون جالساً والابن واقف؛ لأن الابن سيقول داخل نفسه: لماذا هذا يقصد والده يخاطبني باستعلاء، لذا يجب أن يجلس المتحاوران على  كرسيين متقابلين مع وجوب أن ينظر الأب على عيني ابنه وهو يتحدث معه, وكذلك أنت عزيزتي الام مع ابنتك لأنه عندما يختفي الحوار في الأسرة يسود الشقاق والنزاع وتتعقد الأمورأكثر وأكثر ويسود المنزل جو من التوتر والقلق، وتتصدع الأسرة ويحصل الطلاق وتشريد الأبناء والبنات ويتهدم عش الزوجية لأنه فقد الترابط و التواصل الدافئ بين أفراد الأسرة عندما ينعدم الحواربين الآباء والأبناء يلجأ الابن إلى أصدقائه الذين يستمعون له جيدا ويفرغ ما في جعبته من الآم ومعاناة عليهم، فيجد لديهم القبول،فيحلون محل والده وتحل الصديقة محل الأم فإن كانوا من أهل الخير كان حظه أوحظها جيدا وإن كانوا من أهل الشر فسيؤدي ذلك إلى انحرافه أو انحرافها أو إصابتهما بالأمراض النفسية ومن بينها الاكتئاب، أما البنت فسوف تلجأ لصديقاتها وستحس بجو من الغربة في أسرتها وربما يؤدي بها هذا الأمر إلى أن تنقل من صديقاتها خبرات سيئة نتيجة قلة خبراتهن، فعندما يختفي الحوار بين الأب والابن يظهر الابن ذو الوجهين الوجه الأول يظهر الابن أمام والده بالابن المطيع العاقل الهادئ حتى يتجنب المشاكل في زعمه مع أبيه ولكنه في غياب والده يظهربشخصية أخرى فما لم يستطع أن يمارسه أمام والده يمارسه في خلوته أو مع أصدقائه الذين لا يقولون له لا بل يشجعونه على أن يعمل ما بدا له حتى ولو كان ضارا به، إذاً صمام الأمان لعدم  إنحراف الأبناء هو الحوار الهادئ بين الآباء والأبناء كما أنه عندما يختفي الحوار بين أفراد بعض الأسر يسود الهدوء والسكون بين أفراد الأسرة وكل فرد في الأسرة يعيش في حالة فليس هناك موضوعات تهم الجميع لمناقشتها لذا فإن جلساتهم التي يتحاورون فيها تكون معدومة أو قليلة، ويدب في وسط مثل هذه الأسر الكآبة والملل والضجر، وتفشي بعض الأمراض النفسية نلاحظ أن كثيرا من الأسر يسودها الجفاف العاطفي والتباغض والتحاسد نتيجة انعدام الحوار الهادئ بين أفرادها فعن طريق هذه الأسر مع الأسف تتولد الجرائم إذ الأطفال يعيشون في جو غير إنساني فهو قائم على المقاطعة والمشاحنة, وقد ذكرت  أحد الاخوات المختصة في علم النفس  في حديث لها إن هناك أزمة كبيرة في البيوت الآن تسمى أزمة فقدان لغة الحوار، و يكاد لا يكون هناك أي حوار بين أفراد الأسرة، وعند سماع حوار بين الوالدين وبين الأبناء يكون عبارةعن أمر ونهي ونقد من قبل الوالدين، وغضب وصوت مرتفع باستمرار من قبل الأبناء، فلا أحد يستمع للآخر، وعند تحليل الحوار يجد المختص أن بعض الآباء يرفضون مبدأ الحوار مع أولادهم بحجة صغر سنهم وقلة وعيهم، ولأن هناك صعوبة في فهم الأطفال لأفكار الكبار، وعدم احترام بعض الأبناء لآبائهم بسبب الصحبة السيئة والتأثيرات السلبية من المجتمع المحيط بهم.

الآباء أكثر وعياً وأكثر حاجة إلي التحاور مع أبنائهم لتهذيب سلوكهم وغرس القيم النبيلة فيهم وإبعادهم عن السلوكيات الخاطئة والأقوال البذيئة، فالواقع يفرض النزول إلى مستوى تفكير الصغار أو المراهق، حتى يضمن المحاور نجاح الحوار وتحقيقه للأهداف المرجوة، والمطلوب احترام مشاعر الأبناء وأفكارهم مهما كانت متواضعة، والانطلاق منها إلى تنميتها ومن المهم تقدير رغباتهم المنطقية وهواياتهم، والحرص على مشاركتهم في أنشطتهم وأحاديثهم وأفكارهم. وإن بناء جسور الثقة المتبادلة بين الآباء وأبنائهم، بحيث تعتمد على غرس انطباع إيجابي عندهم، يفضي إلي تعريفهم حجم المحبة والعواطف التي يكنها لها آباؤهم، فلا بد أن يشعر الأبناء بمحبة الوالدين، وسعيهما لمساعدتهم والتضحية من أجلهم، وكي يفتح باب الحوار بشكل طبيعي وصحي من المهم أن يحسن الإصغاء والاستماع لمشكلاتهم، لأن ذلك يتيح للوالدين معرفة المعوقات التي تحول بينهم وبين تحقيق أهدافهم من أجل مساعدتهم، وأثناء الحوار لا بد من تذكر أن كل إنسان معرض للخطأ، كي لا يمتنع الأبناء عن نقل مشاكلهم إلى الأهل خوفا من السخرية أوالعقاب وعدم التقليل من قدراتهم وشأنهم أو مقارنتهم بمن هم أفضل منهم في جانب معين، لأن هذا الأسلوب يزرع في نفوسهم الكراهية والبعد والجفاء.


وختاماً نقول: إن الاسلام علمنا أن  نصاحب أبناءنا فلابدّ أن نعلم بأن أدب الحوار والتخاطب المثمر وإنتقاء الكلمات وإبداء الإحترام والتقدير كلها فنون مطلوب من الطرفين إتقانها لإيجاد التفاهم.






ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: طريقك نحو السعادة - الحلقة التاسعة - الدورة البرامجية 29.






تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا