طرق الوصول الى السعادة الأسرية
2020/02/21
382

من طرق السعادة الأسرية إيجاد جو أسري تسوده المحبة والألفة بل والمرح أحياناً، وهنا نطرح سؤالاً: لماذا إذا دخل كثير من الأولاد إلى بيوتهم علتهم موجة من الكآبة والضيق فأصبحوا يصرخون على إخوتهم بغلظة وفظاظة وإذا خرجوا خارج البيت هشوا وبشوا وكأنهم كانوا في سجن؟!! لا شك أن مثل هؤلاء قد فقد الجو الأسري الممتع الذي تسوده المحبة والألفة والدعابة أحياناً وهذا منهج نبوي كريم فقد روي أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، كان يداعب الامامين الحسن والحسين (عليهما السلام) فيمشي على يديه وركبتيه ويتعلقان به من الجانبين فيمشي بهما ويقول: نعم الجمل جملكما ونعم العِدلان أنتما، بل أحياناً يكون(صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب فيقبل الحسن والحسين(عليهما السلام) يمشيان ويتعثران فيقطع حديثه ويحملهما، وهكذا بالنسبة للأولاد الكبار فإنه يداعبهم بما يناسبهم من القصص والمناقشة والأسئلة والألغاز المفيدة وتخصيص بعض الأيام للاجتماع الأسري الذي تطرح فيه القضايا التي تهم الجميع وما إلى ذلك  أو قراءة  كتب نافعة  ومفيدة فيتناقشون فيما بينهم وهذا من أفضل الأساليب وهو ما يجرنا إلى العنصر الرابع وهو فتح قنوات المصارحة والحوار الهادئ بعيداً عن التعنيف والاتهام، وهو فن إدارة الحوار بين الآباء والأبناء أيها الأب أيتها الأم إنك تحب أن يكون أبنك أحسن منك ولا أحد غيره، ابنك امتداد لحياتك وهو صورة المستقبل لك، فماذا تريد هذه الصورة أن تكون؟ إن الحوار هو الذي يستطيع أن يصنع هذه الصورة الجميلة، فهل تستخدمه مع أبنائك وبناتك؟ وهل تستخدمينه أيتها الأم مع بناتك؟

فن إدارة الحوار مع الأبناء من أفضل السبل لحل المشكلات، وما كان لكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية أن تظهر للسطح بين الآباء والأبناء إلا بانعدام الحوار الهادئ الخالي من النرفزة والصراخ، والحوار معناه الاتصال بين شخصين بينهما خلاف يحاولان أن يقلصا أو يقربا من وجهة نظريهما بالمناقشة والمحاورة لتزول المشكلة التي تؤرق أحدهما أو كليهما، ومع الأسف الشديد أن كثيرا من الأسر العربية تحل خلافاتها عن طريق أحد الأقرباء أو الأصدقاء،أو بالصراخ والعنف والمقاطعة، مهما كان السبب المختلفين عليه تافها وبسيطا، هناك عدة نقاط في  فن الحوار بين الآباءوالأبناء وهي:

• لماذا يلجأ الآباء إلى العنف مع الأبناء؟

• ما هي العقبات التي تعترض النجاح في الحوار؟

• عندما يختفي الحوار بين الآباء والأبناء ماذا يحدث؟

يلجأ الوالدين  للعنف بدل الحوار لأنهما يجهلان شيء اسمه الحوار والمناقشة لتقريب وجهة نظريهما أو أنهما تعلما هذا الأسلوب من أبويهما فهما نشأ وقد اقتنعا أن، خلافاتهما لاتحل إلا باستخدام العنف والتسلط، كما كان يفعل ذلك والداهما ومن الأمور التي تفشل الحوار الهادف والبناء بين الآباء وأبنائهم مايلي:

1- التفكير في العقاب أولا قبل النظر في أسباب الخلاف.

2. العصبية والتسرع في حسم الأموروعدم التريث والتفكير السليم.

3- عدم الاقتناع بأهمية الحوار الهادف في حل المشكلات.

4- عدم الإنصات والاستماع للأبناء وعدم التسامح معهم وتقبلهم وعدم مراعاة مشاعرهم واحترام شخصياتهم الحديث.

5- عدم الثقة في الابن: إذا وثق الأب في ابنه فإنه سوف يستطيع أن يوصل لابنه مايريد توصيله وسيؤثر فيه بشكل جيد، وإذا فقد الأب ثقة ابنه فيه فسيحرم الأب نفسه من هذه الصفة وهي التأثير الجيد في أفكار واتجاهات ابنه، وسيصعب عليه تعديل سلوكه، أما الأم إذا لم تثق في ابنتها فسيكون باب الحوار موصداً بينها وبين ابنتها ولن تستطيع أن تقيم معها حواراً ناجحاً.

6. العلاقة السيئة بين المتحاورين، فلا بد أن تكون بين المتحاورين علاقة جيدة قائمة على الحب والألفة والاحترام المتبادل ومراعاة المشاعر.

7-عدم مقاطعة الابن أو البنت حتى ينتهوا من حديثهم، أيتها المربية الكريمة عندما تتحدثين مع اولادكِ لا تقاطعين كلامهم دعيهم  يتحدثوا ويعبروا عما في داخلهم وهذا من أدب الحديث،واعلمي إن قضية المصارحة بين الأولاد ووالديهم لا تحدث إلا بعد سلسلة من الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل وبناء جسور المودة المحبة وإذا وصل الأبوان إلى مرحلة المصارحة فقد فتح لهما فتحاً مبيناً فبالمصارحة يعرف الأبوان ما الذي يهم الأبناء ويتشاركوا معهم في وضع الحلول المناسبة، وهذا لا يمكن أن يتأتى لأب قد اتخذ من أسلوب الإهانة والسخرية بالأولاد شعارا له، ومايجب الانتباه إليه إن الحوار الهادئ هو أنجع سبيل لحل المشاكل فله فوائد معنوية وصحية أيضاً:

1) فهم الموضوع على وجهه الصحيح.

2) وضع الحل المناسب للمشكلة.

3) تعزيز روح الثقة بالنفس وإبداء الرأي عند الأولاد.

4) الأمن من التصرفات الغير محمودة كالضرب للأولاد وطردهم من البيت وربما يكون الأمر أهون من ذلك.

5) البعد عن المشاكل الصحية: كارتفاع ضغط الدم وغيرها.

 وختاماً نقول:على الأسرة ممثلة بالوالدين غرس المعنى الحقيقي للأسرة داخل نفوس أبنائهم وذلك ببناء جسور التواصل الواقعية من عقد جلسات عائلية ترسم جسور المحبة والألفة من خلال الاحاديث الودية والحوارات الهادفة وإحياء جو المرح داخل الأسرة. فكلما زادت جسورالمحبة والألفة داخل الأجواء الأسرية، وبالتالي بزيادة أواصر الترابط يؤدي الى ازدياد الحفاظ عليهم من الضياع والحرمان.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: طريقك نحو السعادة - الحلقة الثامنة - الدورة  البرامجية 29.

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا