تربية فِلْذات الأكباد*
2020/02/14
353

قال الله تعالى في محكم كتابه الحكيم: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا..)، وورد عن رسول الله(ص وآله): ( لا تضربوا أطفالكم على بكائهم..)(1)

وعنه(ص)أنه قال: ( أحبوا الصبيان وارحموهم، وإذا وعدتموهم شيئاً ففوا لهم، فإنهم لا يدرون إلا أنكم ترزقونهم)(2)

من خلال الآية الشريفة ومعناها فإنّ (البنين) سواءً كانوا ذكوراً أم إناثاً هم زينة الحياة الدنيا، وواقعاً هذه الزينة لابدّ من العناية بها أيّما عناية، ومداراتها حتى تشب وتكبر، فالمرء يفتخر بالأولاد المتدينين الذين يتفهمون الحياة والمجتمع ويُحسنون التعامل معهما بحيث يترحم على آبائهم على حسن تربيتهم، وحسن التربية لا تتأتى من فراغ، بل لابدّ من بذل الجهود الكبيرة من قِبل الوالدين والعناية بتربية أولادهم؛ ليكونوا بُناةً صالحين في المجتمع، فمثلاً تربيتهم على حُسن القول، وأن لا يكون نابياً وجارحاً تجاه الآخرين، فكم وكم من كلمة نابية كان لها آثارٌ سلبية في الطفل وعلى عائلته، ولابدّ أيضاً من أن لا يُضرب الأطفال على بكائهم، فالطفل لا يفهم شيئاً، بل يريد الحنان والعاطفة في أيامه الأولى، والضرب له انعكاسات سلبية خطيرة على نفسية الطفل، وينهانا النبيّ الأكرم(ص وآله)  عن طريق حديثه الشريف عن ضرب الأطفال ويوجهنا إلى الرحمة والرفق بهم، وكما هو واضح في حديث أحفاده المعصومين(ع) بضرورة محبة الأطفال ورحمتهم، وفيه إشارة إلى مسألة مهمة جداً وهي أنّ الوالدين إذا وعدا أطفالهما شيئاً فلابدّ من الوفاء بالوعد حتى ينشأ الطفل على الوفاء بالوعود، وهذا هو خُلق الإسلام، وعلى الإنسان أن يعي ويفهم بأنّ هذه النعمة الإلهية هي نوع من الابتلاء للإنسان المؤمن، فليس فقط فرحه وسروره بمولده إذا كان ذكراً، ويعترض في دخيلته إذا وُلِدت له أنثى، فهذا في الواقع خلاف الشكر لله وحمده الذي لابدّ من أن يتمتع به الإنسان إذا جاءه مولود، وعلى العموم يجد الإنسان نفسه في ذريته التي يرزقه الله بها وامتدادها.




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مستدرك سفينة البحار: ج1، ص404.
(2) الكافي: ج6، ص49.
(*)المصدر: مجلة رياض الزهراء(عليها السلام)/ مجلة نصف شهرية تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة - العدد/ 105 لسنة 1437هـ
الشيخ عادل محمد صالح الوكيل.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا