كيف تدفعين زوجك إلى النجاح؟
2020/01/27
1108

الزواج رباط مقدس يربط بين الزوجين ويؤلف بينهما، فينبغي أن يقف كل منهما بجوار الآخر في دروب الحياة المتشابكة وفي الحياة الصعبة التي صرنا نحياها، والزوجية الصالحة هي التي تدفع زوجها للنجاح وإلى الأمام، ونحن نأخذ بيدك إلى طريق النجاح لكِ ولزوجكِ، ونقدم لكِ أسرار النجاح، وما هو دورك المنتظر لتيسير تلك الأسرار أمام زوجك.

إن الزوجة في الدنيا تسعد عندما تشعر أن زوجها يحقق النجاح على المستوى العملي ويترقى في مجال عمله وينتقل من وظيفة إلى وظيفة أفضل، أو يحقق المزيد من الأرباح لو كان صاحب عمل خاص، لكن هل يقتصر دور الزوجة على مجرد التعبير عن السعادة بنجاح زوجها في عمله؟ أم أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتقها فيما يتعلق بتشجيعه وتوفير الأجواء المناسبة التي تدفعه نحو المزيد من التفوق في العمل؟
إن هنالك دوراً للزوجة في نجاح زوجها، الحقيقة أن الزوجة يجب أن تكون مهتمة بعمل زوجها وقادرة على تحفيز زوجها بهدف الترقي في العمل، وأن يحقق ذاته ويتمكن من تجاوز الصعوبات والتحديات التي تعترض طريقه في الجانب العملي.

عليكِ أنتِ أولاً استحضار نية مساعدة وإعانة زوجك على معايشة ظروف الحياة الصعبة والمتشابكة؛ للحصول على الأجر العظيم من الله تعالى، ذكِّري زوجك دائماً باستحضار النية الصالحة في كل عمل، ولا تدفعيه لشيء فوق طاقته، فيلجأ لطريق حرام، أو فيه شبهة لتلبية طلبك، ولتكن وصيتك دائماً له كوصية تلك المرأة الصالحة التي قالت لزوجها: "اتق الله فينا، ولا تطعمنا إلا حلالاً، فإننا نصبر على الجوع في الدنيا ولا نصبر على النار في الآخرة".
اقتربي من الواقعية في وضع الأهداف، فإذا رأيتِ زوجك يضع أهدافاً خالية فاجذبيه إلى الواقعية برفق وهدوء، واتّبعي المرحلية في وضع الأهداف وتحقيقها، فالهدف الكبير يمكن أن ينقسم على عدة أهداف جزئية. كلما تحقق هدف منها كوني عوناً لزوجك على تحقيق الثاني وهكذا.. ولا تتعجلي في تحقيق تلك الأهداف، ولا تتردي في التنازل عن بعض الأشياء التي تريدينها لنفسك في سبيل مصلحة الأسرة.

طالما حدد الإنسان أهدافه؛ لابد من التخطيط السليم المنضبط لتحقيق تلك الأهداف، ويحتاج التخطيط السليم إلى المعرفة التامة بالعمل، فعليك إذاً توفير الجو الملائم للزوج لمساعدته على إنجاز مهمة التخطيط للعمل وهو هادئ النفس، مرتاح البال، ساعديه في حصر كل ما يحتاج إليه لإنجاز العمل الذي يقوم به.
أمَرَ الله سبحانه وتعالى بإحسان العمل وإتقانه في كل الظروف والأحوال، وقد قال الرسول(صلى الله عليه وآله):(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، فساعدي زوجك على الإتقان وشجعيه على ذلك.

هنالك الكثير من الأمور والنصائح التي يمكن أن نضعها نصب عينيك لو أردتِ تقدميها لزوجك مساندة فعّالة ليكون أكثر نجاحاً في مجال عمله:

1- عزيزتي الزوجة، أظهري لزوجك أنك شديدة الإهتمام به، تابعي السؤال عن أمور عمله وحاولي أن تكون تفاصيل عمله مألوفة بالنسبة لك، مثل أسماء الأشخاص الذين يحتك بهم في عمله أو طبيعة المهام التي يؤديها في وظيفته، وثقي أنك من المستحيل أن تقدِّمي الدعم الحقيقي له إلا لو شعر أنك بالفعل تهتمين بعمله.

ويفيد هذا العنصر كذلك في أنه يجعلك أكثر قدرة على تفهّم حقيقة التأثيرات وتقديرها، تلك التأثيرات التي يتعرض لها زوجك من ضغوط نفسية أو إجهاد؛ بسبب كثرة العمل أو نوعية معينة صعبة من الواجبات، وهذه المعلومات المبنية على الفهم الجيد لطبيعة عمله ستساعدك بشكل كبير في تطوير علاقتك به بصورة أفضل.

ولكن انتبهي فبين الإهتمام المحمود الذي يوفر أجواء الحوار والمشاركة، وبين أسلوب التحقيق الذي يكرهه الجميع فرق كبير، إختاري الوقت والأسلوب، اسألي أسئلة ذكية تجعل زوجك راغباً في الحديث، وتجاوبي بطريقة تشجعه على الإستمرار.

2- عبّري عن احترامك وتقديرك لزوجك، الزوج يريد طوال الوقت أن يلمس درجة إحترام زوجته له، وكلما كنتِ قادرة على التعبير بذكاء عن تقديرك لنجاحه في عمله وإتقانه لوظيفته كلّما كان لذلك أثر كبير على حالته النفسية، وسيظل هذه بمثابة الدافع القوي له؛ لكي يتحمل أي أعباء ويواصل النجاح والأداء في العمل بشكل رائع، وتذكري دوماً أنه إذا كانت سعادة المرأة في شعورها بالود، فإن سعادة الرجل في شعوره بالتقدير.

3- كوني إلى جانبه وتبنّي مواقفه، واحرصي دائماً على سؤال زوجك عن يومه في العمل، واستمعي إلى الجواب بإنصات وتركيز، ابدي التعاطف معه في كل شيء يحكيه، وأعلني عن تأييدك لأي موقف ربما يكون اتخذه في العمل، وأشعريه بأنك نقفين إلى جانبه بالكامل، وشجعيه على التفاؤل والنظر إلى الغد بنظرة أكثر إشراقاً، عندما يشعر زوجك بالأمان للحوار معك عن عمله قد تستمعين لمواقف تعجبك ومواقف ترفضينها، وهنا عليك أن تكوني دائماً إلى جانبه كخطوة أولى حتى تجدي الفرص المناسبة وفي الأوقات الملائمة لتبدي وجهة نظرك بصورة لا تؤثر على يقين زوجك في أنك تقفين في معسكره وتؤيدينه تماماً.
4- لا تعطي زوجك نصيحة غير مرغوب فيها:

لو أن زوجك يحتاج منك مساندة معينة أو حلاً معيناً سيكون شديد الوضوح فيما يتعلق بذلك؛ لأن الأمر يتعلق بعمله، واحذري أن تتطفلي عليه أو تشعريه أنك تتعاملين مع قضايا ومشكلات عمله باعتبارها أموراً جامدة يمكن حسمها من خلال حلول تخرجين وحدك بها، وحتى لو طلب زوجك النصيحة وشعرتِ بأنه لا يريد منك أن تتدخلي أكثر، فكوني يقظة واكتفي بتنفيذ ما يطلبه حتى يظل شاعراً بأنك تؤدين الدور الذي يريده فحسب، واتركي له إتخاذ القرار دائماً.

5- شجّعي زوجك على التحرك في حالة عدم وجود عمل، في البداية تأكدي أن زوجك يشعر بالغضب والألم والحزن؛ بسبب كونه عاطلاً عن العمل في هذه المدة من حياته، وهو يدرك أنك حتى في صمتك تدور داخل نفسك الأفكار، وهذا كله يفرض عليك أن تكوني شديدة الحساسية عند تقديم النصح له؛ لتحفيزه من أجل البحث عن عمل، وكلما استطعتي أن تجعلي أي نصيحة منك أو وجهة نظر أو إقتراح يتم بشكل غير مباشر كلما كان ذلك أكثر تأثيراً.
6- عزيزتي الزوجة، اكسبي زوجك الثقة بالنفس، فامتدحي فيه الصفات الحسنة، وذكّريه بنجاحاته السابقة التي حققها في حياتك معه أو قبل زواجكما، اكتشفي مواهبه، فكثير من الناس لا يدرك حقيقة مواهبه، ويدله عليها الآخرون، شاركيه في الوقوف على سلبياته ومحاولة مناقشتها وعلاجها؛ لأنك أقرب الناس إليه ولا تنسي أن تُبدي له النصيحة بشكل جميل رقيق.

إن أي نجاح في الدنيا مبتور إذا لم يتصل بفعل الخيرات، ولا نعني الفروض التي فرضها الله تعالى علينا، فأمرُها مفروغ منه، بل نعني ما يتقرب به الإنسان المسلم من النوافل والصدقات وأعمال البر، فما لفعل الخيرات من أثر عظيم على النفس يدفعها للنجاح؛ حيث يترك في النفس راحة واطمئناناً وسعادة لا يعادلها أي أثر؛ لذا ادفعي زوجك دفعاً حنوناً نحو كل الخيرات.

كثير من الناس يسعى في مجالات عديدة ويعمل أعمالاً كثيرة، لكنها لا تكون ذات قيمة فيضع وقته هباءً لسبب بسيط هو: إنه لم يمضِ في تلك الأعمال حتى النهاية، إن هناك أعمالاً كثيرة، إما أن تكون كاملة أو لا تكون؛ من أجل ذلك ساعدي زوجك على أن يكون من أصحاب النَّفَس الطويل بعدم الإلحاح عليه بطلباتك التي تفوق قدرته، فيضطر لترك عمله للإنتقال إلى آخر دون أن يحقق شيئاً فيه، فيفقد في كليهما.



 

 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج مساكن طيبة - الحلقة الثالثة - الدورة البرامجية 32.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا