كيف أكمل دراستي الجامعية مع من هم أصغر مني سناً؟
2019/12/27
256

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة غير متزوجة اهملت دراستي وتركتها عندما كان عمري 18 سنة بسبب وفاة والدي والآن عمري 30 سنة وقد عدت الى الدراسة ولكني فوجئت عند تقديم أوراقي الجامعية بأن الطلبة في قسمي أصغر مني بكثير وأنا بعمر الاستاذة وأجد أنه من الصعب علي قضاء أربع سنوات مع طلاب أصغر مني سناً أشعر بالحرج وعدم الارتياح. 

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حياك الله أختي الكريمة في مركز الكفيل التخصصي الالكتروني للإرشاد الأسري..

اختي العزيزة إليك جواب ما طرحته من مسألة الفارق العمري بينك وبين زملائك في نفس المرحلة وتاثير ذلك على نفسيتك: 

إن الله تعالى حين خلق الخلق جميعاً(لاسيما الانسان) أودع فيه القابلية على التكيف والتأقلم مع البيئة التي يعيش فيها والاشخاص الذين يعاشرهم وينتمي إليهم ولولا ذلك التكيف لما استطاع الانسان ان ينتقل من بيئة الى اخرى ومن مجتمع الى آخر ومن بيت الى بيت.. إذن التكيف نعمة ينبغي على الانسان أن يعرف حقها ويشكرها، نعم ممكن أن تتفاوت مراتبه شدة وضعفاً من شخص إلى اخر إلا أن تلك القابلية مودعة فيه مما لايمكن انكاره.. والانسان بيده أن يسخر تلك القابلية في خدمة الظروف والتغيرات التي تطرأ في حياته أو يبقى متقوقعاً ضمن الأطر التي رسمها لنفسه ولا يريد - مع قدرته- ان يخرج من تلك الاطر ليخلق لنفسه فرص اخرى ربما تكون افضل من الظروف السابقة.. والحال كذلك معك اختي الكريمة فان ماذكرته من الظروف التي مرت بك ودعتك مرغمة الى عدم  اكمال مرحلتك الدراسية مع اقرانك في حينها وجعلت الفارق العمري يتسع بينك وبين أبناء جيل آخر إلا أن ذلك ليس نهاية للمطاف بل هو برأيي بداية أكثر إشراقاً وتألقاً.. وتسألين كيف؟

أقول: لو كنت أكملت المرحلة الدراسية مع من يناهزك في السن فهل كنت ستجدين تميزاً في نفسك عليهم.. برأيي: لا..
أما الآن وأنت تكبريهم سناً فأنت:

 ١- أكثر تعقلاً.

٢- أكثر حكمة ودراية.

٣- أكثر تجربة.

٤- أوسع صدراً.

وكل هذه الامتيازات تؤهلك لقيادتهم بعد أن كنت أحد أفرادهم.. تاملي في الكلام قليلاً وستجدين حلاوته..
صدقيني اذا ابتدأت المرحلة معهم بهذه النية سيلجأون اليك كما يلجأ الطفل الى أمه في حل مشاكلهم والحكم فيما بينهم وإسداء النصح إليهم وربما يجعلوك المتحدث باسمهم باعتبارك أكبرهم سناً.

نعم ربما تتعرضين لبعض المضايقات من بعض السفهاء إلا أنهم سينصاعون أيضاً اذا لمسوا منك الحكمة والثقة بالنفس والجرأة والتحدي واثبات وجودك من خلال حديثك واجتهادك وتفوقك وحسن مداراتك لهم.

واعلمي أن العمر ليس عائقا أبداً في طريق النجاح مهما تقدم بل بالعكس فكلما كبر الإنسان يوماً لابد أن يزدد فيه علماً ومعرفة.

ومن الخاطئ جداً أن يقتصر طلب العلم على شطر من العمر بل لابد أن يمتد الى آخر العمر وخير دليل قوله تعالى مخاطباً اعلم الخلق جميعاً على الاطلاق(وقل رب زدني علماً) على الرغم أنه (صلى الله عليه وآله) بلغ الغاية والنهاية في العلم إلا أنه سبحانه وتعالى يأمره بطلب المزيد من لدنه عز وجل 
أيدك الله تعالى بأفضل تأييداته وجعل النجاح والموفقية حليفيك دائماً وأبداً والسلام.

الباحثة فاطمة الأسدي

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا