أخوات لا يقتدين بزينب(عليها السلام)
2020/02/14
443

هي شمس جلبابها الغمامة، ومدرعتها السحابة، هي نسمة مكلّلة بالفضاء، ونجمة تزدان بها السماء، هي نورٌ يمكث في العيون المبصرة، وعطر تنفتح له النفوس الشفافة، تلك هي المخدّرة زينب ابنة علي بن أبي طالب(ع) التي بلغت بخدرها القمة، وبأخوتها المثل الأسمى، ولو أنَّ جميع النساء اقتدين بها، لَمّا ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ..) لكن يا للأسف كثيراً من النساء ابتعدن عن هذه المرأة، فكانت النتيجة كما نحن عليه الآن من تردٍ أخلاقي واجتماعي بأعلى المستويات، سنشرح بعضهُ بما يأتي: 

صورةٌ من التردي الأخلاقي: 

هنالك كثير من الفتيات المراهقات وغير المراهقات على شجارٍ دائمٍ مع إخوانهن بسبب أنهم يحرصون عليهنّ ويأمرونهن بالحجاب والالتزام، وهن لا يَقبلن ذلك منهم، بل ويعاندنهم أيضاً، فتنشب المشاكل بينهم، وإن هؤلاء الأخوة ما يفعلون ذلك إلا حباً لهن، وخوفاً على كرامتهنَّ وسمعتهن، مع أننا لا ننفي أنَّ هنالك أخوة مجحفين في أحكامهم اتجاه أخواتهم، إلى حدٍ يمنعوهنَّ من التعليم أو من ممارسة الهوايات أو الأدوار الفنية والكتابية أو الخطابية بدافع الحرص، وهذا ليس من الحرص في شيء، فسيّدتنا زينب(عليها السلام) ابنة أمير المؤمنين(ع)على قدر كونها لا يُرى خيالها من حرص أبيها وأخوتها(ع) عليها، إلّا أنهُ في الوقت نفسه كان أبوها الإمام علي(ع) يختبرها بالخطابة لعلمهِ بفصاحتها وبلاغتها فيها، ولكي تنجح في دورها المرسوم لها في كربلاء، أي أنهم على الرغم مِن حرصهِم عليها، لم يقطعوا عنها حقّ التعليم ولم يمنعوها من أداء دورها في فاجعة كربلاء.

صورة من التردي الاجتماعي:

هنالك كثير من الأخوات على ضغينةٍ أو شجارٍ دائم مع إخوانهن بسبب مصاهرةٍ أو بسبب إرث أو مجاورة، وإن من أعظم الترديات الاجتماعية أن نجد الأخوّة تتبخر بين الاثنين لأجل هذه الأسباب التي مهما عظمت تبقى صغيرةً أمام معنى الأخوة؛ لذلك نجد القرآن الكريم ركّز على معنى الأخوة، بل لم يجعلها فقط صفة بين إخوان النسب، بل أخبر أن تكون بين جميع المؤمنين، فقال في محكم كتابه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..)، لذلك نقول إنّ على الأخوات أن يوطدن علاقتهنّ بإخوانهن، وكذلك على الإخوان أن يوطّدوا علاقتهم بأخواتهم، وأن لا يرجعوا في العداوة بينهم إلى عهد الجاهلية؛ لأن الإسلام هو دين الأخوة كما في قولهِ تعالى: (.. وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً..).



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: مجلة رياض الزهراء(عليها السلام)- مجلة شهرية تصدر عن شعبة المكتبة النسوية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 105- رنا محمدالخويلدي.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا