آداب التعامل مع العلماء
2020/01/27
2510

احترام العلماء الربانيين الذين يرشدونك إلى طريق الخير وحسن ثواب الآخرة، واجب إلهي فلا تهمله أبداً، بادر بإلقاء التحية عليهم وصافحهم بكلتا يديك تحبباً، ولا بأس بتقبيل جباههم وخدودهم مع عدم وجود ازدحام أو مانع. وليكن جلوسك أمام العالم غاية في الأدب، فتجلس جامعاً رجليك ولا تمدهما أو تحركهما بطريقة عبثية.

كن منصتاً لكلامه بأذنك وقلبك، ومنتبهاً لما يقول، فاستماع العلم والعمل به من كمال العقل والإيمان والفطنة. ولا تقطع عليه حديثه، ولا ترفع صوتك فوق صوته، ولا تعلق على كلامه قبل أن يكمل، أو تغادر المجلس وهو يتكلم، أما إذا كنت مضطراً فاستأذنه.

لا تصرف انتباهك عنه أو تكثر الالتفات، ولا تتحدث بالهاتف أو مع من بجانبك أثناء حديثه، أما إذا اضطررت، فاطلب الإذن منه صراحة أو بإشارة من يدك.
لا تسأله تعنتاً أو تحدياً لمعلوماته، بل اسأله تفهماً بنية الاستزادة والمعرفة والتوضيح.

لا تفرض جواباً مسبقاً على سؤالك كأن تقول: "أليس يجب ذلك؟!" أو "فإن ذلك جائز قطعاً".

لا تهدر وقتك ووقته بالسؤال عما ليس مكلفاً الإجابة عنه كقولك: "سألت فلاناً وقال: كذا... وسألت فلاناً فأجاب بكذا... وسألت ثالثاً فقال: يجوز..." فهو ليس مجبراً على شرح كلام غيره أو تصحيح أخطائهم أو تصويب سوء فهمك ونقلك الكلام.

لا تسأل عالماً لست واثقاً من علمه وتقواه؛ لأنه لا معنى حينها لسؤالك.

إياك أن تُحمِّل كلامه أكثر مما يحمل أو تُفسره بما لم يقصد، أو تزيد على جوابه، وهذا – للأسف - ما يحصل غالباً وفيه الإساءة لكما.

من الأفضل تذييل سؤالك بدعاء، خاصة في الجلسات العامة مثل: (جزاكم الله خيراً) أو (لكم الأجر) أو ( أفتونا مأجورين)، واقتصر في طلب الكلمة أو الدرس أو المحاضرة على الموضوع مباشرة دون مقدمات كأن تقول: (طلبنا من فلان واعتذر فجئنا إليك) أو (قصدنا فلاناً ثم فلاناً فلم نجدهما ولم يبق غيرك) أو (قيل لنا عنك).

لا تغادر مكاناً يجمعكما قبل أن يخرج مغادراً أمامك، إلا إذا استأذنته أو أراد هو ذلك. واحرص على أن تقدِّمه عليك دوماً إذا ترافقتما مشياً، أما الأماكن الخطرة أو المزدحمة أو المجهولة فتقدم عليه للاستئذان له أو لحمايته.

احرص على أن تقوم عنه بالأعمال، خاصة التي تهدر وقته، وإن استحب له ذلك أو أراد فعله. وإذا كانت علاقتكما شبه يومية أو خاصة أو مميزة، فلا تسافر مدة طويلة بغير استئذان منه أو إخباره، وإن كان سفرك لحج أو زيارة.

عندما تلتقيان بادر بسؤاله عن أحواله وأعماله، وعند وداعه اسأله الدعاء في مظان الإجابة. وإذا ما حصل طارئ أو خطرٌ في البلد، فبادر بالاطمئنان عن أمنه وحاجاته، فأنت أسرعُ منه حركةً، وعادةً ما يكون مستهدفاً للأذى أكثر من غيره.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: صدى الروضتين/ العدد 265- صحيفة نصف شهرية تصدر عن شعبة الإعلام/العتبة العباسية المقدسة.
إعداد: اللجنة الاجتماعية.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا