لمسات ثقافية
2019/12/03
435

  تحتاج المرأة كالرجل لثقافات تؤهلها للقيام بما أنيطت بها من مهمات عظيمة، وهذه الثقافات كثيرة جداً، لتكون فتاة نافعة بالمجتمع، وزوجة صالحة, وأمّاً مربية، ومن هذه الثقافات:-

- ثقافة زوجية:

 لكون الزوجة لها دور كبير في تهيئة السكن الأسري، وفي التمهيد لأسباب السعادة الزوجية، فلابد أن تكون لها ثقافة واسعة في التعامل الصحيح مع زوجها، وأن تعي مسؤولياتها كزوجة.. إن المرأة الناجحة هي الزوجة الناجحة، والتي تفشل في تحقيق النجاح مع زوج تحبه، فإنها تفشل في تحقيق النجاح المطلوب خارج الدائرة الزوجية.

 - ثقافة الأمومة: تعينها على أداء المسؤولية الشاقة والمهمة ذات الأثر الكبير على حياتها وحياة أسرتها ألا  وهي مسؤولية التربية.. وأساليب التربية مختلفة من زمن إلى آخر، والأم التي لا تملك حصانة تربوية صحيحة، تقع أسيرة تجارب الأخريات وأفكارهن التي ربما تكون خاطئة وغير ملائمة أصلاً.. الأم الناجحة ذات ثقافة نافعة ومفيدة، تمكنها من تربية أولادها تربية ناجحة، ولا ننسى أبداً أنّ الأمَّ المثقفة عونٌ لأبنائها في دراستهم وتحصيلهم العلمي، وهذا مما يقوي أواصر العلاقة بينهما.

- ثقافة جمالية: فالمرأة هي مصدر الجمال الإنساني، ومحطته التي تنجذب إليها القلوب، ولمساتها الجمالية سواء في ثيابها أو بيتها ومحيطها، تترك أثراً واضحاً على نفسيتها هي بالدرجة الأولى، وعلى الآخرين من حولها.. وما أكثر ما تكون بضع لمسات جمالية أمام الزوج كافية بفك حصار طويل حول قلوب مصدوعة جراء بعض الإهمال أو التوتر الأسري.. فالذوق السليم يتأتى من الفهم السليم للجمال الصحيح، والشخصية الناجحة صاحبة ذوق رفيع ومظهر جميل.. واهتمام المرأة بشعرها وثيابها لهو من واجباتها ومسؤولياتها، وعناية البنات بهذه الأمور تدل على ثقافة صاحبتها، ولكن بشرط أن تكون بعيدة عن الإسراف.

- ثقافة نسائية عامة: تتعلق بالوعي بقضايا المرأة المعاصرة، والتحديات التي تواجهها، وسبل معالجتها، وكيفية التصدي للغزو الثقافي الخطير.. ولابد لكل امرأة أن تعي دورها في المجتمع، وما هي الحقوق والواجبات المناطة بها في الإسلام.. وأن تكون قادرة على الدفاع عن عقيدتها عند التحديات.

- ثقافة دينية: وتشمل: 

- ثقافة فقهية متميزة: فأول ما نعلمه لأولادنا هو أحكام النجاسة والطهارة والحرام والحلال, وإذا لم تكون المرأة عاملة ببعض هذه الأمور - إن لم تكن كلها - فكيف تعالجها؟ ولأن الفقه يكاد يدخل في كل مجالات حياتنا من الطبخ، والتغذية، والعلاقات الاجتماعية، والعمل الاقتصادي.. فتكاد تكون هذه الثقافة حاجة ذاتية ملحة،  فقد يخرج الرجل في الصباح الباكر، ويعود في المساء وزوجته تهمل أمور النجاسة والطهارة، وهي لا تتصور أبداً أن النجاسة تطرد البركة من البيت، وهي أيضاً لا تبالي بأولادها الصغار، حتى لو تناولوا الطعام المبلل على الأرض النجسة..! الأمر الذي قد يسبب نفور زوجها، واحتدام الصراع بينهما.



- ثقافة قرآنية ميسرة: فالقرآن هو الثقل الأكبر، والكل مسؤول عنه، كما أنه أحد الشاكين يوم القيامة: (إِنَّ قَومِي اتخَذُوا هَذَا القُرآنَ مَهجُورًا) (الفرقان/30) والثقافة القرآنية تبدأ بقراءة الآيات المباركات بصورة صحيحة, ونحتاج إلى إلمام بسيط بالمعاني القرآنية، ويمكن الاستعانة بتفسير ميسر يعيننا على الفهم ثم التطبيق.

- ثقافة إسلامية عامة: حول تاريخنا العظيم، وسيرة الرسول الأكرم(ص) والأئمة الأطهار وسيدات النساء (عليهم السلام) وغيرهم.. والعلاقة مع التاريخ مطلوبة، والأم الناجحة هي التي تفلح في تقوية روابط الأولاد مع التاريخ بصورة واضحة وبينة.

- ثقافة عامة: وتشتمل على:

- ثقافة اجتماعية: تكون عوناً لنا على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة.

- ثقافة سياسية: تجعلنا نعيش الإدراك والوعي لما يجري حولنا.

- ثقافة صحية: هي ضرورية لكل امرأة وأمّ، وعلى الأقل يكون لها إلمام ببعض مبادئ الإسعافات الأولية: كتضميد الجروح، والاستفادة من بعض الموادالغذائية والأعشاب في الحالات الطارئة.

 وأخيراً نقول: الثقافة باب مهم جداً، ومؤثر أيضاً في بناء شخصية المرأة، وكذلك كل من حولها من أفراد؛ لأنها في أغلب الحالات الأساس والجذر في ثقافتهم؛ كونها أمّاً أو زوجة أو تربوية.. فمن المهم تزوّد المرأة بها، وبأغلب تفاصيلها النافعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: جريدة صدى الروضتين/ صحيفة نصف شهرية تصدر عن شعبة الإعلام في العتبة العباسية المقدسة- العدد 301/ زهراء حكمت

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا